مقالات كايرو 360

الصندوق الأسود: فيلم من جوه الصندوق!

قراءة سهلة

مش عيب أن صناع الأفلام العربية يستلهموا أفكارهم من أعمال أجنبية. شوفنا ده في أكتر من فيلم عربي، وشوفنا كمان أفلام أجنبية بتاخد افكارها من أفلام عربية. ببساطة، السينما فن عالمي، متاح لأي حد يشتغل على أي فكرة، طالما هايقدم المعالجة الخاصة بيه، ويطور عليها بفكرة من بره الصندوق.

لكن فيلم (الصندوق الأسود) ما حاولش يقدم فكرة واحدة من بره الصندوق!، واكتفى – خصوصا في الربع الأخير من الأحداث- أنه يقلد فيلم Panic room بشكل كبير.

الصندوق الأسود، بيحكي عن زوجة حامل، وحملها غير مستقر (قامت بالدور منى زكي)، بتعيش حياه هادية مع زوجها المحامي اللامع شريف سلامة. وفي أحد الأيام، بيقتحم البيت لصوص (محمد فراج ومصطفى خاطر) علشان يسرقوا ورق مهم يخص أحد القضايا. وبيكون على الزوجة مواجهتهم لوحدها، وأثناء حملها.

لما بنكتب ملخص القصة على الورق بنحس أننا قدام قصة كويسه فعلا. فيها عوامل التشويق، وفيه خيوط كتير غير مُجابة، وده هايخلينا مهتمين بمتابعة الأحداث. لكن لما شوفنا تنفيذ القصة على الشاشة -وهنا مسؤولية المخرج محمود كامل- كانت الأحداث كلها مافيهاش أي نوع من التجديد.

فكرة اللص الطيب مقابل اللص الشرير، فكرة شوفناها في ١٠٠ فيلم قبل كده، فكرة اضطرار اللص للسرقة علشان يعمل عمليه لوالده، فكره شوفناها في الف قصة قبل كده. وأخيرا، فكرة احتجاز الضحية في غرفة ومحاولتها الوصول لحل من داخلها، دي فكرة متاخده بالظبط من فيلم Panic room

من هنا بيتولد عندنا إحساس أن اللي عملوا الفيلم ده، مكانش عندهم الرغبة/ القدرة على أنهم يقدموا أي حاجه جديدة، واكتفوا برسم شخصيات في غاية النمطية اعتماداً على أن المشاهد ماعندوش ذاكرة سينمائية تخليه يفتكر كل التيمات/الشخصيات/ المشاهد المتاخده من أعمال تانيه!

طيب هل قدر الأداء التمثيلي ينقذ الفيلم من فخ السيناريو اللي من جوه الصندوق؟ للأسف لا.. بما أن (الورق) كان نمطي ولا جديد فيه، الأداء التمثيلي هو كمان كان نمطي، خاصة مع اعتماد السيناريو على جمل حوارية طويلة للتعريف بالأبطال، بدل ما يورينا بعنينا الخلفيات الاجتماعية والإنسانية لهم. بعض المشاهد دي كانت مقحمة تماما على الأحداث زي مشهد الحوار بين اللصين في أول الفيلم، واللي حسيناهم واقفين يدونا درس عن دوافعهم وأسبابهم، بينما هم واقفين في المكان اللي هايسرقوه يعني مش المفروض تبقى دي نوعية الحوارات بينهم!

نفس الكلام ينطبق على منى زكي، اللي حسينا أن أي بطلة غيرها كانت هاتقوم بنفس الدور بنفس الطريقة، مع ظهور شبه شرفي لشريف سلامه.

في نهاية مشاهدتنا للصندوق الأسود، حسينا أننا محتاجين أفكار أحسن من كده لأفلامنا العربية، أفكار من خارج الصندوق… الأسود

زر الذهاب إلى الأعلى