مقالات كايرو 360

برتيتا: التريلر أفسد الفيلم

قراءة سهلة

“برتيتا” نموذج حى لكيفية حرق أحداث الفيلم بالكامل من خلال التريلر، ثم الاحتفاظ بتفصيلة نهائية بـ يراهن بها المخرج شريف مندور والمؤلف وائل عبد الله أنهم يفاجئوا بها المشاهد، لكن النتيجة الحقيقية أن المشاهد ما أحسش بأى مفاجأة وكان متوقع كل الأحداث بمجرد مشاهدة التريلر.

الفيلم بـ يحكى عن فتاة جميلة (كندة علوش) بـ تعبش حياة غير مستقرة نفسيًا وعاطفيًا نتيجة مشاكل بينها وبين والدها (تميم عبده) وبـ تتطور المشاكل دى إلى أن تصل للذروة اللى بـ نحاول ما نحرقهاش عليكم رغم أن التريلر قال كثير من اللى شوفناه فى الفيلم.

كنده علوش لسه محبوسة فى دور البنت الرقيقة اللى بـ تقع ضحية خداع الأشرار اللى حولها، نفسنا نشوف كندة فى نوعية أدوار مختلفة، إلى حد ما حاولت تعمل كده فى فيلم زى “المصلحة” مع  النجم أحمد السقا، وبـ ننتظر منها أقوى من كده.

دينا فؤاد.. كثير من الجمهور مش بـ يحبها، لكنها موهوبة، بـ تحاول تعمل اللى عليها، ومع الوقت مساحة قبول الجمهور لها هـ تزيد لو اعتمدت فى اختيار أعمالها على مبدأ التميز النوعى وليس الكمى.

أحمد السعدنى وعمرو يوسف، بـ يثبتوا يوم بعد يوم أنهم يقدروا يقدموا أى نوعية أدوار تُطلب منهم، برتيتا مش هـ يضيف كثير لقاعدة جماهيريتهم لكن هى خطوة سليمة على الطريق الصح.

موسيقى خالد حماد التصويرية كانت سيئة، وقديمة، وكانت مفتقدة لروح المعاصرة، واضح أن خالد لسه بـ يعمل المزيكا بتاعته على أساس أن الفيلم هـ يُعرض سنة 2000 أو 2005 على أقصى تقدير، لكن المؤثرات الصوتيةكانت كويسة، وقدرت “تخضنا” فى أكثر من مشهد.

الديكورات كانت كويسة، أمريكية فى كل تفاصيلها، حتى فى موديلات العربيات والمطاعم واليخوت، فجأة حسينا أن كل شاب فى مصر لازم يكون عنده لانش وعربية يعدى ثمنهم الملايين، لكن رغم الأمريكية المغرق فيها الديكورات، إلا أنها أقنعتنا بالجو العام للفيلم اللى بـ يدور فى عدة فنادق فى مدن ساحلية مصرية.

“برتيتا” محاولة كويسة لتقديم سينما جادة، بـ نغفر دائمًا أخطاء التجارب الأولى خصوصًا فى زمن الصحوة من النكبات الطويلة اللى بـ تتعرض لها السينما المصرية.. مش كده ولا إيه؟

زر الذهاب إلى الأعلى