لعبة ابليس: مسلسل اقل من قدرات ابطاله
بعد النجاح الكبير فى (رقم مجهول) ثم (اسم مؤقت) و (الصياد) كان لازم يتم استغلال النجاح ده افضل من كده فى (لعبة ابليس)، لكن اللى شوفناه لحد دلوقت ان المسلسل مش بنفس قوة مسلسلات يوسف الشريف وفريقه اللى اعتاد على الظهور معاه.. شيري عادل و المخرج اسماعيل شريف والسيناريست عمرو سمير عاطف.
المسلسل بيحكي عن اخين (بيقوم بالدور يوسف الشريف)، الاول بيرث تركة مهولة عبارة عن سلسلة قنوات فضائية ناجحة، لكن بيحصل مشكلة على الميراث بينه وبين اخوه اللى بيشتغل ساحر وبيقدم فقرات فى المسارح والاماكن العامة، وبيبدا يستغل خبراته للانتقام من اخوه والوصول لحقه من خلال التواطوء مع سكرتيرته (شيري عادل).
المسلسل فى الاصل كان رواية كتبتها انجي علاء، زوجة (يوسف الشريف) واشتغلت قبل كده معاه كستايلست فى (الصياد) و (اسم مؤقت) و (رقم مجهول) وشاركت بشخصيتها الحقيقية فى (اسم مؤقت)، (يوسف) لما قرا الروايه عجبته وقرر يحولها لمسلسل مع وعد من (انجي) بصدور الرواية بعد عرض المسلسل. لكن الحقيقة ان فكرة تحويل العمل الاول لكاتب الى مسلسل فكرة مخيفة شوية، مع احترامنا للعلاقة الشخصية و (الكيميا) اللى ممكن تكون موجوده بين الازواج، لكننا عارفين كويس ان مافيش مجاملات فى الشغل، وان اي كاتب علشان يثقل موهبته محتاج عمله يتم طرحه الاول ونقده من القراء والمتخصصين قبل تحويله لمسلسل، ويمكن ده اللى جعل المسلسل السنة دي اضعف من باقى السنوات.
يوسف الشريف قادر يفصل بين الشخصيتين بشكل كويس، قادر يقدم انفعالات مختلفة لكن طريقته فى الكلام والتصرفات للشخصيتين تقريبا واحده.. شيري عادل لسه دورها مش ظاهر بشكل قوي او مؤثر لحد دلوقت لكن بشكل عام مستوي المسلسل كله سواء فى الكتابه او الاخراج او حتي الاداء التمثيلي اضعف من المسلسلات اللى عملها (يوسف) قبل كده.
شريف اسماعيل المخرج فضل انه يبتعد عن الغموض والامور المعقده فى طرح المسلسل، ويمكن دي اول سنة نشوف فيها مسلسل ليوسف الشريف مافيهوش عقد او الغاز او اسرار او حتي مشاهد فلاش باك وخلفيات نفسية معقدة للابطال، الموضوع ده ميزته انه بيقدم عمل سهل يمكن لاي شخص متابعته دون مجهود، لكن فى النفس الوقت بيفقد العمل اهتمام المشاهد والحرص على عدم تفويت اي حلقه، لكن (اسماعيل) قدر يحتفظ بعاده كويسه من باقى اعماله هى اغلاق كل حلقة على سر او مفجأة مذهله بتجعل المشاهد فى حالة ترقب للحلقة القادمة.
(لعبة ابليس) مسلسل متوسط الجودة، لو كان البطل فنان اخر غير (يوسف الشريف) كان ممكن نعتبره مسلسل جيد، لكن (يوسف) علمنا وعودنا على انتظار الافضل والاقوي منه.. ولسه عندنا امل كبير فى اختياراته المقبلة وقدرته على تصحيح مساره بذكاء فني يحسب له باستمرار.
