مقالات كايرو 360

من الرواية للسينما.. رحلة البحث عن عمل متميز

قراءة سهلة

 

فكرة إننا نحول عمل أدبي أو رواية شهيرة الى فيلم أو مسلسل، الفكرة دي مش مستحدثه فى مصر ومش جديدة، بل على العكس، زمان كان العادي إن أي رواية تحقق نجاح تتحول على الفور لفيلم أو مسلسل، وده كان فى فترة زمنية متميزة بالنسبة للانتاج الأدبي والسينمائى فى مصر، وهى الفترة اللى شوفنا فيها تحويل أعمال كتاب كبار زي نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وغيرهم لمسلسلات وأفلام حققت نجاحات عظيمة… السؤال هو : ليه توقفت مصر عن اللجوء للأعمال الأدبية فى إنتاجها الفني؟!

طلاق الرواية والسينما

الإستسهال والرغبة فى تحقيق أرباح سريعة، وعدم الإهتمام بجودة المنتج اللى بيتم تقديمه للسينما، وطغيان سلسلة من أفلام المقاولات على الإنتاج الفني فى مصر، هي دي الأسباب والأجوبة المباشرة على الإبتعاد عن تقديم الأعمال الأدبية الناجحة واللى حققت مبيعات قوية وتحويلها الى أفلام، ويمكن كمان تكون الأسباب المباشرة للأبتعاد عن السينما القائمة على الأعمال الأدبية، هى انتشار موجات الأفلام دي وتحولها لصفة دائما للسينما المصرية والعربية.

عمارة يعقوبيان.. بداية الإنفراجه

مؤخراً لاحظنا بداية انفراجه، وبداية العودة لانتاج الأفلام القائمة على أعمال أدبية، لعل أول المحاولات الحديثة كانت مع رواية (عمارة يعقوبيان) واللى تم تحويلها لفيلم بيحمل نفس الإسم سنة 2006 على يد المخرج مروان حامد، ومن بطولة نور الشريف الله يرحمه وعادل إمام… الرواية من تأليف الروائى العالمي المتميز علاء الأسواني وبتحكي عن قصة مجموعة من سكان عمارة يعقوبيان الشهيرة فى وسط البلد، وازاي التركيبة السكانية للمجتمع اختلفت واثر اختلافها على علاقة السكان ببعض وبالمجتمع من حواليهم.

النجاح الكبير اللى حققه الفيلم، وقدرة صناعه على حشد عدد كبير من أكبر نجوم مصر فى عمل واحد، كل ده لم يشفع لفكرة تحويل الروايات لأعمال فنية.. يمكن بسبب تحويل عمارة يعقوبيان الرواية من جديد لمسلسل  حقق اقل نسب مشاهدة فى التاريخ واحتل مكانه كواحد من اضعف المسلسلات بسبب فقر انتاجه وابتعاده عن الخيط الرئيسي للأحداث الخاصة بالرواية.

بعد فترة من عمارة يعقوبيان.. ضرب السينمات اعصار هايغير حاجات كتير جدا… الإعصار كان بقوة فيل.. فيل أزرق…

إعصار الفيل الأزرق

من تأليف الكاتب الشاب الشهير أحمد مراد ومن بطولة كريم عبد العزيز وخالد الصاوي واخراج مروان حامد واللى تحول اسمه لمخرج كبير بعد نجاحه فى اخراج عمارة يعقوبيان.. الرواية كانت بتحكي عن عالم السحر والخيال من خلال طبيب نفسى بيرجع مستشفى العباسية بعد غياب طويل فقط علشان يكتشف إن صديقه الصدوق موجود فى المستشفى كمتهم بقتل زوجته تحت تاثير عقار هلوسة جديد وغريب اسمه الفيل الأزرق.

الفيلم حقق نجاح منقطع النظير.. الجمهور كان بيتخانق على شبابيك الحجز فى السينمات اللى خصصت ما يزيد عن 4 و 5 قاعات لعرض الفيلم لاستيعاب الجمهور بلا فائده… التذاكر كانت بتتباع فى السوق السوداء والشباب فى المواصلات ومترو الأنفاق كانوا ماسكين رواية (الفيل الازرق) علشان يقارنوها بالفيلم اللى مهد الطريق قدام عودة الروايات والسينما من جديد كلاعبين أساسين فى تشكيل وعي الشباب المصري.

نجاح تجربة الفيل الأزرق شجعت أحمد مراد على تحويل روايته السابقة (تراب الماس) لفيلم هى الأخري.. الأجمل إن الفنان أحمد حلمي أعلن شراء الرواية استعدادا لتحويلها لفيلم.. عشاق حلمي ومراد انتظروا بشغف تحويل الرواية لفيلم ناجح… ومن هنا كانت الصدمة.

صدمة تراب الماس

مع تأخر صدور الفيلم على الرغم من إن الرواية مطروحة فى الأسواق من قبل طرح الفيل الأزرق بفترة طويلة، بدأت الشكوك تلعب فى نفوس الجماهير، ثم بدأت سلسلة من الإشاعات فى التداول بين مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي… الإشاعات تأكدت مع إعلان أحمد مراد وجود نزاع قضائى بينه وبين شركة الإنتاج اللى بيملكها (حلمي)، واللى انتهت فى النهاية بأحقية أحمد مراد بالعمل على روايته مع شركة أنتاج تانيه.. وإن كان مشروع تراب الماس قد تأجل، إلا ان عندنا امل انه يرجع تاني فى أسرع وقت…

مشكلة الغاء مشروع تراب الماس حاجتين: الأولى انه خوف صناع السينما من المشاكل على حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكتاب، وخوف الكتاب من اقتحام عالم السينما والإكتفاء بعالم الأدب اللى هم عارفينه وفاهمين قواعده كويس.. لكن سحابة خفيفه و جميلة كانت بتحوم فى الأفق… سحابه ماحدش كان يتوقع لها كل النجاح ده.. سحابة اسمها (هيبتا)!

هيبتا

نجاح غير مسبوق وغير متوقع لرواية هيبتا للكاتب محمد صادق.. واللى قدر يتصدر بروايته قوائم الأكثر مبيعاً لفترة طويلة فى المكتبات، قبل ما يتم تحويل روايته لفيلم بنفس الإسم من إخراج هادي الباجوري وبطولة ماجد الكدواني ودينا الشربيني وياسمين رئيس.

مع اقتحام هادي الباجوري مخرج مسلسل (عرض خاص) و فيلم (ورده) و (واحد صحيح) لإخراج فيلم مقتبس عن رواية زي هيبتا، فصل جديد ومهم فى العلاقة بين السينما والرواية كان بيتكتب، فصل بنعتقد إنه بيفتح الباب لإنتاج سلسلة من الأفلام المعتمدة على الروايات، علشان نقدر نستعيد امجاد أفلام زي السكرية وقصر الشوق و بين القصرين… علشان نقدر نعمل افلام بقوة فى بيتنا رجل والرصاصة لا تزال فى جيبي… وغيرها من الأعمال.

 

زر الذهاب إلى الأعلى