أحمد شيبه.. عندما “يلعب الزهر” مع من رجعت عليه الدنيا بضهرها!
على الرغم من احتواء فيلم (أوشن 14) على استعراضين، إلا أن الإستعراض الذى يظهر فيه المطرب الشعبي الفنان (أحمد شيبه) استطاع حصد نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير، وأصبحت أغنية (أه لو لعبت يا زهر) واحدة من أكثر الأغنيات إستماعاً على مواقع اليوتيوب والـSound Cloud، كما تقوم الفضائيات الغنائية بإذاعتها بإستمرار بناء على رغبة المشاهدين.
بداية من السيارات فى الشوارع وانتهاء بالمنازل مروراً بورش العمل فى المناطق الشعبية ومراكب الرحلات النيلية والأفراح والليالى الملاح، تحتل الأغنية موقع الصدارة فى ليالى الفرفشة ونسيان الحزن.. لكن محتوي الأغنية نفسه يختلف عن المواقف الذى يتم تشغيلها فيه..
تتكون الاغنية من مقدمة، يحاول (شيبة) من خلالها تهيئة المستمع لما سيكون…
“اللى له قرش مابينامش.. ما بالك بقي باللى عليه
“ملعون ابوك يا فقر يا حاوجني للاندال
“ذليت عزيز النفس عشان عديم المال
ملعون ابوكي يا عوزه ذله السؤال قتال”
بهذه الكلمات الإفتتاحية يبدأ (شيبة) الأغنية.. هذا التمهيد الرئيسي ليخبرنا أننا نستمع قصة رجل فقير بالأساس، ويأتي فقره نتيجة إسرافه وليس نتيجة وضعه المتدني فى المجتمع.. هذا الفقر الذى يضطره لسؤال الغير وإهانة نفسه والتعرض للرفض المتكرر والشعور بالمهانة…
ينتقل شيبة بعد ذلك بالاغنية لمنحني جديد، تزامناً من الموسيقي التى تتغير هى الأخري لما يشبه الإنفراجه فى الجو العام للأغنية.
“اه لو لعبت يا زهر
واتبدلت الاحوال
وركبت اول موجه
فى سكة الاموال”
هذا المقطع الذى يكرره أحمد شيبة مرتين، يعطينا الإيحاء بأن صاحب هذا المطلب سينتهز فرصة تواجد المال معه ليذل كل من أذله وأهانه، ويرد الصاع صاعين لكل من تجرأ وكسر رجولته وإحترامه لذاته.. لكن الكلمات تأخذنا فى منعطف جديد ومختلف. حيث يخبرنا فى المقطع التالى انه سيقف بجانبه ويسنده فى أزمته ويعرفه ان الرجولة الحقة لا تهتم بالمال بقدر اهتمامها بمعدن الإنسان.
هذه التجربة الإنسانية التى تكون دائما وراء السبب الرئيسي لنجاح أغنيات (أحمد شيبة)، هذا الذى لم يكتفى بصنع نجاحه من واقعة (مجنون أحمد شيبه) عندما طارده مجنون فى حفلاته، وأصر على الإمساك به فى أحد الحفلات محتضنا إياه صارخا : “عليا الطلاق أسيادنا راضيين عليك” لتتحول بعد ذلك هذه الجملة لجملة شهيرة يتداولها الشباب على وسائل التواصل الإجتماعي أو حتي فى المناسبات المختلفة كنوع من المزاح.
لم يكتفى (شيبه) بضربة الحظ التى رفعته لمصاف نجوم الغناء الشعبي، بل عمل على استغلالها الإستغلال الأمثل، وبدأ فى التعاون مع كُتاب كلمات من المنغمسين فى حياة الشارع القادرين على نقل تجربة الشارع والحياة لكلمات الأغاني التى يقدمها شيبة، فمن المرات النادرة التى نجد أغنيات تستعمل مفردات الدين والهموم ووقفة الرجال وإستغلال الأزمات وغيرها من المفردات اليومية للحياة الشعبية فى مصر.
صعود أحمد شيبة من مصاف مطرب الأفراح الى مطرب الافلام والسينما، يقف وراؤه سعي شيبه للإرتقاء بمستواه من الأغاني والألحان والكلمات، فمن بعد اغنية “انا بتقطع من جوايا ونسيت طعم الفرح” و “اللى مني مزعلني” التى كانت قاسماً مشتركاً فى معظم الحفلات والأفراح وخلافه، بدأت السينما فى الإلتفات لموهبة (شيبه) وقدرته على مخاطبة فئات مختلفة بأغانيه، وتعتبر مشاركته فى فيلم بقوة اوشن14 نقلة كبيرة تحسب له، وتؤرخ لبداية صعود نجمه فى منطقة الغناء الشعبي.
يمكن اعتبار اقتحام (شيبه) لعالم الغناء فى الأفلام كمنافسة قوية لمحمود الليثي، المطرب المفضل للمنتج محمد السبكي والذى يشاركه بالغناء فى معظم أفلامه.
نجم (الليثي) الذى بدأ فى الخفوت بعد إستغلال شهرته فى العديد من الإعلانات منخفضة التكلفة، والعديد من المشاركات فى الأفلام التى تعتبر ذات قيمة فنية منخفضة، كلها أمور تدعو لدخول دم جديد لمجال الغناء الشعبي فى الأفلام السبكية، وقد يتمثل هذا الدم الجديد فى دخول (شيبه) للحلبة الفنية كأداة جديدة فى يد المنتج أحمد السبكي .
لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة، هل يكون خوف أحمد شيبة من الكاميرا السينمائية وعدم قدرته على التعاطي الجيد معها عائقاً معه فى التنافس مع محمود الليثى القادر على التجاوب مع الكاميرا بشكل أقوي وأكثر ديناميكية وحرية، هل يظل هذا الخوف عائقاً امامه عن اثبات نفسه فى هذا الصراع الفني، ام ان (شيبه) بذكاؤه الشعبي وبقدرته على التكيف مع الأوضاع الجديدة قادراً على اثبات نفسه وتثبيت نجاحه وإثبات أن الزهر اذا لعب مع ابن البلد قادر على تبديله من حال الى حال؟!
أوشن 14: فيلم عربي من انتاج السبكي وبطولة عمر مصطفى متولى، ويحكي فى اطار كوميدي عن محاولة مجموعة من اللصوص سرقة مجوهرات الفنانة والمطربة احلام.