مقالات كايرو 360

الباب الأخضر: خمس حالات حسينا بيها واحنا بنتفرج على الفيلم

قراءة سهلة

بمجرد الإعلان عن فيلم (الباب الأخضر) وعرفنا أنه من تأليف العبقري الراحل أسامة أنور عكاشة، حسينا أننا لازم نتفرج على الفيلم ده بعين مُختلفة، لأنه على الرغم من لغة الفيلم المشابهة لأفلام كتير، واللي لينا عليها بعض التحفظات، لكن أن الفيلم يحمل اسم عملاق بحجم أسامه أنور عكاشة ده في حد ذاته ختم مرور لقلوبنا وعقولنا. علشان كده حابين نتكلم معاكم عن خمس حالات مُختلفة حسينا بيها أثناء المشاهده.

الحنين للسينما

احنا فاهمين أن (الباب الأخضر) بيتعرض على منصة Watchit. لكن الفيلم عمل عندنا حالة حنين للسينما، لأننا عارفين أن عكاشة كان كاتبه بالأساس للسينما. الجلوس في ظلام قاعة العرض ومشاهدة الأحداث على شاشة عملاقة، والصوت بيحاوطنا من كل ناحية، كل دي عوامل حسينا بالحنين لها واحنا بنتفرج على أخر أعمال أسامة أنور عكاشة، واللي أعماله فيها ارتباط كبير بالمشاهدة السينمائية. علشان كده بننصحكم لو هاتشوفوا الباب الأخضر، تشوفوه على أكبر شاشة عندكم وأحسن نظام صوت، وفي أقل اضاءة ممكنة لمزيد من المتعة.

الحنين للطبقة الشعبية الجدعه

في كتير من الأفلام والمسلسلات اللي شوفناها مؤخراً، كانت الطبقة الشعبية مرادف لفئة البلطجية، ودايما أفرادها كانوا يتم تصويرهم كناس عنيفة، شغلها في تجارة المخدرات وارتكاب الجرائم. كان عندنا حنين لطريقة أسامة أنور عكاشة في التعرض للطبقة الشعبية بكل جدعنتها وطيبة قلبها واغاثتها للملهوف. وده مش جديد على عكاشه، اللي دايما استعراضه للطبقة الشعبية في أعماله كان بانحياز شديد لها وتفضيلها على الطبقة الارستقراطية المتعالية.

الحنين لأهل البيت وأولياء الله الصالحين

في كل كتابات أسامة أنور عكاشة تقريبا، لمحة صوفية جميلة، بتحسسنا بالحنين لأهل البيت وأولياء الله الصالحين، وكل ما هو متعلق بيهم من كرامات ولمحات جميلة، واحساس الانسان الدائم أنه موصول مع الله. وده واضح بقوة بمجرد قراءة اسم الفيلم (الباب الأخضر) وتصويره في مناطق أل البيت الكرام، واستعمالهم في الرسالة الرمزية للفيلم كرمز للحماية والأمان، ونجدة الملهوف في كل زمان.

الحنين للانتصار للهوية المصرية

الشغل الشاغل لأسامة أنور عكاشة، كان الانتصار للهوية المصرية الخالصة، والدفاع عن أي محاولة لتشويهها أو إنكارها أو التلاعب فيها. وفي الباب الأخضر الفكرة دي بيتم التعبير عنها بأكتر من طريقة، سواء بالرمز من خلال قصة الأم اللي بتفقد ابنها أثناء محاولتها اثبات نسبه لأبوه، أو حتى بالتصريح المباشر من خلال استعراض التجارب اللي بيتم اخضاع الناس لها في مستشفى الامراض العقلية للتخلص من هويتهم وتحويلهم لناس منساقة مغسولة المخ معدومة الضمير، بتنفذ أي حاجه يتم طلبها منهم. وحتى لو فاتك كل ما سبق، بيتم كتابة نفس المعنى تقريبا على شاشة النهاية، وكأنها رسالة من عكاشة لكل مصري، أنه يتمسك بهويته ولا يتركها أبداً.

وأخيرا: الحنين لأسامة أنور عكاشة

أما أهم وأخر شعور حسينا بيه، هو الحنين لأسامة أنور عكاشة نفسه. المثقف المصري المهموم بقضايا مجتمعه والفاهم لها تماما، والمحارب عنها في وجه أي شخص أو جهة مهما كانت مُهمة أو صعبة الانتقاد أو ممكن تسبب له مشاكل. لا يمكن نقول أن مصر فارغة من المثقفين المشغولين بهوية وقضية مجتمعاتهم. لكن في نفس الوقت لا يمكن نتجاهل الفراغ اللي تركه وراه فنان عظيم بحجم أسامة أنور عكاشة. سابنا ومشي واحنا بانتظاره بجوار الباب… الباب الأخضر.

زر الذهاب إلى الأعلى