مقالات كايرو 360

الجزء الثاني من Squid Game.. مراجعة بدون حرق

قراءة سهلة

على الرغم من أن الأعمال الدرامية المعتمدة على فكرة أن مجموعة من الأشخاص بتتنافس منافسة شرسة في مجموعة ألعاب، الخسارة فيها تعني الموت مش فكرة جديدة، وسبق وشوفناها في سلسلة أفلام مهمة هي The hunger games انتاج سنة ٢٠١٢ من بطولة جينفر لورانس، وأعمال تانية كتير اتناولت نفس التيمة، إلا أن مسلسل Squid Game الكوري، اللي أنتجته نتفليكس وعُرض الموسم الأول منه سنة ٢٠٢١ وبيعرض حاليا الموسم الثاني منه، حقق نجاح عالمي ساحق، لا يمكن تجاهله، واحتل صدارة الواجهة بعدد مشاهدات لا يمكن التغلب عليه حتى الأن، مش بس على منصة نتفليكس، لكن حتى على المنصات والمواقع اللي بتعرض الأعمال بشكل غير رسمي ومقرصن.

الجزء الأول انتهى عند نجاح البطل البطل جي هون (لي جونج جاي) في الفوز بالدورة الأولى من الألعاب، وشاف بنفسه عشرات المتنافسين وهم بيتقتلوا في سبيل التنافس على كمية ضخمة من الفلوس، لكن فوزه بالمسابقة وخروجه على قيد الحياة مش معناه أن معاناته انتهت. لإن الفوز الدموي تركه مع عقدة نفسية غيرت حياته، وجعلته عايز يستثمر الفلوس اللي كسبها علشان يتغلب على اللعبة ويجبر القائمين عليها أنهم يوقفوها للأبد.

 

علشان يحقق هدفه، جي هون بيأجر مجموعة أشخاص تحاول تتبع خط سير اللعبة من البداية، من مرحلة التجنيد اللي بيقوم فيها شخص غامض بعرض لعبة على الأشخاص الفقراء والمطحونين بالديون، في سبيل إقناعهم بالدخول في المنافسة القاتلة، زي ما تم مع (هون) في الجزء الأول بالظبط. وبنشوف في الحلقات الأولى سعي مستمر منه علشان يوصل لطرف خيط يخليه يقتحم عالم اللعبة تاني.

 

مع استمرار الأحداث، بيقرر جي هون أنه يلتحق باللعبة تاني علشان يعطلها ويوقفها من الداخل، لأنه اكتشف إن تعطيلها من الخارج أمر شبه مستحيل. ومن هنا بتبدأ سلسلة جديدة من الألعاب، لكن المرة دي مع لاعب أساسي عنده دافع أكبر من مجرد الفوز بالمال. ومن هنا بييجي الاختلاف في الجزء الثاني عن الأول.

 

مع بداية الألعاب بنبدأ نشوف الشخصيات الجديدة اللي بتتنافس المرة دي. صناع Squid Game عملوا تنوع غريب بين شخصيات اللعبة، مثلا بنشوف شخصية أم وابنها، اللي مش بس بيتنافسوا في الألعاب، لكن بيحاولوا يحافظوا على الرابطة الأسرية بينهم، واللي طبعا هايتم وضعها تحت اختبار قاسي مش عاوزين نحرقه عليكم من خلال الأحداث.

 

كمان بنشوف شخصية (يوتيوبر) مشهور بيتورط في اللعبة بعد ما بيقنع ملايين الأشخاص حول العالم أنهم يستثمروا فلوسهم في عملة مشفرة بتثبت فشلها، ومن ثم بيصبح مديون بمبلغ ضخم بالإضافة للعبء النفسي الهائل اللي بيقع عليه لما بيقابل ضحاياه اللي وثقوا فيه من خلال أحداث اللعبة.

 

من الشخصيات اللي حازت على اعجاب واهتمام مشاهدين كتير، شخصية مغني راب مغرور ومختل، بيحاول ينجح في الألعاب ويستمر فيها للنهاية، رغم انه بيشوف بعينه أن مجرد خطأ واحد كفيل بإنهاء حياة اللاعب، لكن واضح أن سطوة الفلوس بتدفع النفس البشرية لاختيارات مؤذية، لمجرد وجود احتمال ولو ضئيل في النجاح.

 

الجزء الجديد كمان بياخدنا في عوالم الحراس القائمين على اللعبة، وبنشوف أنهم كمان أشخاص لهم أحلام وطموحات، مش مجرد ناس بتنفذ المطلوب منها بشكل ألي زي ما شوفنا في الموسم الأول. لكن مش معنى أن الموسم الثاني من Squid Game نجح في كل ده، إنه مكانش موسم بدون مشاكل.

 

أولا، بنلاحظ بطء شديد في تطور الأحداث، بمعنى إننا بنشوف أكتر من حلقة في حكي محاولة البطل الالتحاق باللعبة، مع اننا كلنا واثقين انه هاينجح في الدخول لها في النهاية، يبقى ايه لازمة المط والتطويل في المرحلة دي من السيناريو؟! كمان محاولة اقحام خطوط كوميدية في الأحداث كانت فاشلة مقارنة بالموسم الأول اللي كان فيه بجد لقطات كوميدية تفجرت من خلال الأحداث المأساوية وبشكل مكتوب ومنفذ بشكل أفضل بكتير من الموسم التاني.

 

ثانيا، حسينا بكتير من الاقتباسات الزايدة عن اللازم من الموسم الأول، يكفي أننا نقول أن اللعبة الأولى في الموسم الجديد، واللي المفترض المشاهد بيكون متحمس لمشاهدتها بشكل قوي جدا، كانت هي نفسها اللعبة الأولى في الموسم الأول، وده محبط ويدينا إحساس أن فيه إفلاس في اكتشاف أفكار ألعاب جديدة.

 

وعلى الرغم من إننا خرجنا من الموسم الأول بمشاعر قوية – سواء بالحب أو الكراهية- ناحية الأبطال كلهم، إلا أنه صعب تحتفظ بمشاعر حقيقية وطويلة المدى مع شخصيات الموسم التاني، لإن ماتمش تقديمهم بشكل عميق ويخلق حالات من التعاطف من المشاهد تجاههم.

 

هل معنى كده أن الموسم التاني من Squid Game مايستحق المشاهدة؟ بالعكس، يستحق انكم تشوفوه، لكن في اعتقادنا انه مش هايحقق نفس حالة الضجة اللي خلقها الموسم الأول، وإن كان العمل كله بأجزاؤه بعتبر من الأعمال الناجحة اللي تستحق تضيع وقتك – وباقة النت- عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى