مقالات كايرو 360

الدشاش: مبروك عودة محمد سعد… ولكن…

قراءة سهلة

تخيل انك رايح تتغدى في مطعم مشهور، ودافع مبلغ محترم، وتكتشف لما الأكل ينزل لك انه مش حلو، ولما تعترض، يقولوا لك أصل الشيف لسه عامل Career shift  من عالم المخبوزات لعالم المشويات! هل ده عذر مقبول؟!

 

هو ده بالظبط اللي شوفناه في فيلم (الدشاش)، هل مجرد انتقال محمد سعد من نوعية الأفلام المحفوظة والمكررة والشخصيات الغريبة اللي قدمها في أفلامه بداية باللمبي، الى عالم التمثيل الجاد والشخصيات الغير كوميدية بالأساس، هل دي مناسبة تستحق إننا نقبل بفيلم أقل ما يوصف بيه انه متواضع؟ تعالوا نحط مع بعض النقط على الحروف.

 

فيلم الدشاش بيحكي عن رجل أعمال (محمد سعد)، واللي بنشوفه بيتعامل مع كل اللي حواليه بدون رحمة، وبيدير أعماله بدون أي اعتبارات دينية أو أخلاقية، وكأنه امتلك الدنيا ومافيها. علشان كده تم اطلاق اسم الدشاش عليه.

الدشاش بيتعرض لحادثة مش عاوزين نحرقها عليكم، لكنها بتتسبب في قراره بالرجوع عن حياة الفساد اللي هو عايشها، ومن هنا بتبدأ كل حاجه في حياته تختلف وتاخد شكل جديد. وبنشوف قرارات الناس المحيطة بيه لما بتتغير بناء على التغيرات اللي بيفرضها على الكل. فياترى الأحداث هتاخدنا لحد فين؟

 

مافيش شك ان محمد سعد خرج من جلده، خرج من منطقة الراحة والأمان اللي قعد فيها طوال حياته الفنية تقريبا، ودي حاجه كنا بنحسب انها مش هاتحصل أبدا، وانه هايستمر للأبد في تقديم شخصيات كوميدية أحادية الجانب، بالتالي يعتبر الدشاش نقلة قوية ومحترمة في تاريخ فني لنجم مش المفروض يتم حصره في دور واحد بالشكل ده.

 

خروج سعد من الشرنقة حدث يستحق الاحتفال، بس كنا عايزين يتم توظيفه في فيلم أقوى سينمائياً من اللي شوفناه. والحقيقة ان بعيدا عن موضوع تغيير محمد سعد لجلدة، باقي عناصر (الدشاش) كانت بعافيه شويتين تلاته.

 

بداية بالقصة النمطية اللي ممكن تستنج كل أحداثها، مرورا بطريقة رسم الشخصيات اللي اتسمت بالسذاجة والمبالغة في الأداء وخاصة من زينة، ودي نقطة هانتكلم عنها بالتفصيل كمان شوية، ونهاية بالاستسهال في السيناريو ولوي دراع المنطق علشان نوصل الى لحظات بعينها، وكأن المشاهدين ماعندهمش الحد الأدنى من التركيز في التفاصيل.

 

كل الأدوار المساعدة جنب محمد سعد مكانوش في أحسن حالاتهم التمثيلية، خالد الصاوي في دور د. عوني كان أداؤه هزيل جدا، باسم سمرة لسه ما خرجش من دوره في مسلسل العتاولة وبيقدم أداء من نفس المنطقة تقريبا، نسرين أمين هي كمان بتلعب من منطقة الأمان بتاعتها ومش عايزة تقدم أي جديد على شخصية الفتاة اللعوب اللي بتقدمها كتير مؤخرا.

 

جايزة أسوأ أداء في الفيلم تروح لزينة في شخصية صفاء. والحقيقة أن أداء زينة ضعيف جدا وفيه مبالغة كبيرة جدا. ومش عارفين مين اللي قال لها ان دي ممكن تكون حاجة كوميدية! والحقيقة أن أصلا شخصية زينة في الفيلم كان ممكن يتم الاستغناء عنها تماما لكن بما أن الفيلم بالكامل بيلعب من المنطقة النمطية التقليدية. فكان لازم يبقى عندنا بطولة نسائية تسند البطل وتعمل تغيير في الأحداث.

 

يمكن الوحيدة اللي قدمت أداء الى حد ما جيد هي مريم الجندي، وهي بالمناسبة بنت الفنان الجميل محمود الجندي، والحقيقة ان اختيارات مريم تستحق الإشادة والتشجيع ولو استمرت على النهج ده هاتكون فنانة لها مستقبل مميز.

 

اخراج (الدشاش) وعلى الرغم انه مش أحسن حاجه من سامح عبد العزيز، لكن كان فيه كادرات جميلة واختيار مميز لأماكن التصوير زي المساجد الأثرية والمناطق الغنية بصرياً في منطقة السيدة عائشة. لكن علشان نكون صريحين، المشاهد اللي بيتفرج على فيلم (الدشاش) بيكون مهتم أكتر بأحداث حقيقية وحبكة مُختلفة بأكتر من اهتمامه بالكادرات وزوايا التصوير.

 

فيلم الدشاش من نوعية الأفلام اللي هاتنجح في السينما علشان الكل عايز يشوف نقطة تحول محمد سعد. لكن نجاحه الأكبر هايكون مع العرض التليفزيوني وعلى المنصات. لإن الجمهور في الحالة دي بيكون عايز فيلم مضمون مش مُتعب في التفكير ومش بيطرح قضايا فلسفية عميقة. وده في حد ذاته مش سىء، لكن كنا عايزين احترام أكتر من كده لعقلية الجمهور.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى