الدنيا مقلوبة : الدنيا والسينما المقلوبة!
الاستسهال و (الكروتة) كانوا هم الصفة الغالبة على فيلم (الدنيا مقلوبة)، واللى اخرجه هاني صبري ومن تأليف محمد سيد قناوي ومن بطولة باسم سمرة وعلا غانم واحمد عزمي وراندا البحيري.
الفيلم بيحكي فى اطار من الفانتازيا، عن ايه اللى كان ممكن يحصل لو كانت الاوضاع مقلوبة، بحيث كانت مصر دولة عظمي (جمهورية مصر العظمي) وكانت الولايات المتحدة هى اللى بتعاني الفقر والجهل والتخلف وكل السلبيات اللى بنشوفها فى مصر؟!
الفيلم بيتعرض لقصة احد الشباب (باسم سمرة) واللى عاوز يسافر الى مصر باى شكل، لكن الدولة العظمي –اللى هى احنا يعني- فارضه قيود جامدة على اعطاء التأشيرة لغير المصريين، الامر اللى بيعرض الشاب الامريكي الغلبان للرفض مما يؤثر على حالته النفسية.
الحقيقة ان الفرق كبير بين الفانتازيا السينمائية وبين احلام اليقظة! الفرق كبير بين انك لما تكون دولة بتعاني من الفقر والجهل والتخلف، تعمل فيلم تتخيل فيه انك بقيت كويس! ده نوع من انواع المخدرات السينمائية، وتسكين الاوضاع والسلام، ناهيك عن الاسلوب اللى خرج بيه الفيلم للنور واللى مالوش غير وصف واحد : الضعف والاستسهال.
اضطر المخرج لحشر مجموعة من الرقصات والاغاني الشعبية واغاني المهرجانات فى احداث الفيلم، بالنسبة للرقصات والاغاني اللى بتتم فى امريكا كانت بتتم فى (الديسكو)، بما ان الشباب الامريكي شباب ضايع وكده –والشباب الامريكي بالمناسبة كانوا مجرد فنانين كومبارس لابسين باروكات صفراء طويلة!- اما بالنسبة لمشاهد الرقص والغناء فى مصر اضطر المخرج لأختلاق فكرة ان (ادوارد) الشاب المصري اكتشف كبارية فى مصر وبيروح له هو واصدقاؤه !
وبما اننا بنتكلم عن الرقص والاستعراض.. الحقيقية ان قدر العري من كل الفنانات المشاركات فى الفيلم كان عالى جدا، مبتذل جدا، وخرجنا باحساس سىء للغاية اننا كنا بنتفرج على عرض للهدوم والاجساد العارية بقدر ما كنا بنتفرج على فيلم هادف.
(الدنيا مقلوبة) .. الفكرة قد تكون كويسة، لكن التنفيذ على الشاشة كان أسوأ ما يمكن أن يكون.