مقالات كايرو 360

السينما تنتصر للمرأة

قراءة سهلة

مشاكل كتير بتواجه المرأة بشكل عام، وفى المجتمعات العربية بشكل خاص، بداية من التهميش وعدم الإعتراف بحق المرأة فى أمور كتير، لكن السينما كانت دائماً وأبداً قادرة على تقديم واقع مختلف وجديد، وقادرة على عمل المعجزات اللى مش بنشوفها فى العالم الفعلي.. ولاحظنا فى الفترة الأخيرة إنتشار فكرة سيطرة المرأة على مجريات الأحداث فى الأفلام اللى بتتعرض مؤخراً فى السينمات المصرية، سواء كانت أفلام عربية أو أجنبية أو حتي وثائقية، وده اللى هانحاول نناقشه ونستعرضه فى السطور القادمة.. لو كنت ضد تمكين  المرأة ننصحك توقف قراءة من دلوقت : )

نواره.. ملاك فى مدينة الشياطين.

محطتنا الأولي مع فيلم أثار كتير من الجدل فى الفترة الأخيرة، كان المفروض يتم عرضه فى موسم عيد الفطر 2015 لكن عمليات ميكساج الخاصة بالفيلم أخرته حتي تم عرضه مؤخراً، ولعل ده كان من حسن حظ الفيلم علشان يُعرض بشكل منفصل عن هوجة أفلام العيد اللى مش بيصمد فيها أي فيلم بيقدم فكرة جيدة وقصة متميزة زي اللى بيقدمها الفيلم.

بنلاحظ فى الفيلم إن الشخصية الرئيسية (نواره) أو الفنانة منه شلبي، هى اللى بتقود تغيرات الأحداث فى الفيلم، بل إن السيناريو كله بيتمحور حوالين الشخصية الأساسية واللى بيحمل الفيلم نفسه إسمها، نواره هى اللى بتحرك الأحداث وبتقود المشاهدين نحو الفكرة الأساسية من الفيلم، وهى اللى بتقوم بدور الملاك اللى بتحاول تهدي زوجها من لحظات الضعف اللى بتنتابه، وفى نفس الوقت بتحاول تخلص فى شغلها وتقوم به على أكمل وجه وبأقصى قدر ممكن من النزاهة والشرف على الرغم من كل الظروف اللى حواليها اللى بتدفعها فى كل لحظة للإنهيار والفساد زي ما سقطت الدولة كلها فى لحظة مواجهة مع النفس فى الفترة اللى تلت ثورة 25 يناير.

الفهم الشديد للمخرجة هالة خليل لطبيعة المرأة ونفسيتها ساعدها على إخراج (نواره) بالشكل اللى شوفناه على الشاشة، وهاله من المخرجات المصريات المتميزات، واللى بتقدر دايما تنصف المرأة فى أعمالها بدون شعارات نسوية مبالغ فيها، وبتقدم نماذج حقيقية وصادقة من المجتمع اللى بتقدم له أفلامها، وبنشوف أعمالها دائما بتنتصر للمرأة وبتاخدها محور أساسى لتحريك الأحداث والإنطلاق منها للهدف الأساسى لأفلامها، زي فيلم أحلى الأوقات وقص ولزق أو حتي حلقة فتاة الليل من مسلسل حكايات وبنعيشها، وغيرها من الأعمال.

حرام الجسد.. المرأة الشيطان

على الرغم من عرض فيلم حرام الجسد فى وقت متزامن مع فيلم (نواره)، إلا إن وضع المرأة فى الفيلمين بيمثل طرفين نقيض.. فبينما بتظهر (نوارة) بصورة الملاك الطاهر اللى بيمنع الغير من الوقوع فى الخطأ، بتظهر فاطمة أو ناهد السباعي فى دور المرأة الشيطان اللى بتحرض قريبها الشاب على قتل زوجها علشان يخلى لهم الجو مع بعض.. البعض ممكن يتسأل  إزاي نتكلم عن دور زي ده وإحنا بنتكلم عن إنتصار السينما للمرأة، الحقيقة إن قصدنا بكلمة إنتصار السينما للمرأة هو كون المرأة هى المحرك الرئيسي للأحداث بغض النظر عن الدور ده شرير أم طيب.

ناهد السباعي قدرت تقدم دور متميز، وقدرت توصل لنا فكرة (الغواية) بحد ذاتها، بدليل إنها ما قالتش أو قدمت أي فعل مباشر لتحريض قريبها على قتل زوجها، كل اللى كانت بتقوله كان مستتر وغامض لكنه بيقدم معني القتل طوال الوقت، وهو ده الغرض من فعل الغواية هو التحريض على الجريمة لا التصريح بها.

سيناريو الفيلم واللى كتبه خالد الحجر كان واضح فيه جداً إن فاطمة هى محرك الأحداث وهى المحور أو الشمس اللى بتدور حواليها باقى الكواكب، وقدر يبرز ده إخراجياً من خلال المشاهد اللى كانت بتظهر فيها فاطمة مع قريبها الفنان الشاب أحمد عبد الله محمود، ويمكن أفلام تانيه كتير كانت بتناقش أفكار زي دي زي فيلم الراعي  والنساء أو فيلم رغبة متوحشة.

ملكة الصحراء.. الأنثى تدير الدول!

لو انتقلنا من الأفلام العربية للأفلام الأجنبية هانشوف فيلم Queen Of The Desert واللى بيتعرض فى السينمات المصرية حاليا، ومن بطولة نيكول كيدمان واللى بتلعب شخصية جيرترود بيل واللى كان لها دور كبير فى السياسة البريطانية فى المنطقة العربية.

دور المرأة فى الفيلم بيظهر من بداية المشاهد الإفتتاحية، لما بيظهر إجتماع لبعض القادة البريطانيين اللى بيتناقشوا فى تقسيم منطقة العراق والشام لدول أصغر بعد نهاية الحرب العالمية، وبدأ بعضهم فى التساؤل مين أكتر شخص عنده معلومات عن تاريخ وجغرافيا المنطقة؟ الإجابة كانت فى إسم إمرأه… جيرترود بيل.

من جديد بنشوف سيناريو الفيلم وبتحركه إمرأه.. سواء على صعيد الدراما أو على صعيد الأحداث، أو حتي على صعيد التغيرات فى الشخصيات المحيطة بالبطلة نيكول كيدمان، واللى كلها بتنتقل بحالاتها النفسية سواء كانت حب أو كراهية أو غضب من النقيض للنقيض، كل ده بسبب تصرفات أو تصريحات نيكول كيدمان، ومن جديد بنرصد حالة الإهتمام بالمرأة وجعلها المحور الرئيسي للأحداث.

النوعية دي من الأفلام وإن كانت جديدة على بعض المشاهدين لكن أكيد مش جديدة على نوعية الأدوار اللى بتقدمها نيكول فى الغالب، مش عارفين ده بسبب شهرتها وجمالها اللى بيخلوها دايما محور إهتمام المخرجين وصناع الأفلام بشكل خاص، أم بسبب رغبتها فى إعطاء ادوارها زخم وظهور أكتر للمرأة، لكن نيكول دائماً بتحرص فى أفلامها على إنها تكون محور الفيلم والمحرك الرئيسي لشخصياته، زي دورها فى فيلم Before I Go to Sleep اللى تم إنتاجه فى 2014 وكان بيدور فى إطار من الحركة والإثارة عن إمرأة بتنسى كل اللى مر فى يومها بمجرد نومها، الأمر اللى بيدخلها فى نوبات من الشك والتفكير فى تصرفات زوجها طوال الوقت، أو فيلم Grace of Monacoواللى قدمته فى نفس السنة واللى بيحكي عن الممثلة الهوليودية جريس كيلي واللى تزوجت أمير  موناكو وتركت التمثيل علشانه، فى واحده من أصعب ظروف المملكة فى صراعها السياسى مع دولة عظمي زي فرنسا.

المرأة بعد فناء العالم!

لو قولنا إن المرأة هى نصف المجتمع، الكلام ده هاينطبق حرفيا على فيلم 10 Cloverfield Lane واللى بيعرض لقصة ما بعد فناء العالم، من خلال قصة إمرأة بتجد نفسها حبيسه مع رجل فى ملجأ تحت الأرض بعد تعرض الكوكب لهجوم من كائنات فضائية.

من جديد بنلاحظ تمحور السيناريو حوالين الشخصية الرئيسية للأحداث ماري اليزابث وينستد وفى الحقيقه ان ماري ما قدمتش ادوار قوية كتيره فى حياتها الفنية، لكن المرة دي الفيلم والسيناريو خدموها بشدة ووضعوها فى صدارة الأحداث، بحيث كانت هى المحرك الرئيسي لكل فكرة أو حد أساسى فى أحداث الفيلم، بل كمان كانت هى البطلة الأولى للفيلم فى رأينا على الرغم من قلة عدد الممثلين المشاركين فيه وانخفاض ميزانيته.

أربع أفلام أجنبية وعربيه بتتعرض فى مصر فى فترة قريبة جدا، كلها بتعظم وبتمجد دور المرأة وبتخليها المحرك الرئيسي لأحداثها، وبنتوقع إن الأفلام الصادرة فى السينمات فى الفترة القادمة هايكون معظمها فيه شخصيات نسائية مهمة ومُحركة للأحداث… ياتري إيه رأي البنات والستات فى تمكين المرأة فى السينما؟ شاركونا رأيكم.

زر الذهاب إلى الأعلى