الصدام بين العلم والدين فى Victor Frankenstein
فى عام 1818 قدمت الروائية البريطانية ماري شيلي رواية حملت اسم (فرانكشتاين)، قدمت فيها للمرة الأولي قصة الطالب الذكي (فيكتور فرانكشتاين) الذى يكتشف طريقة احياء الروح فى الجماد من خلال استعمال الكهرباء، وتسبب فى هذا الأكتشاف بأبتكار شخصية قبيحة الشكل ضخمة الحجم، تتسبب فى مقتل شقيق العالم قبل ان يهرب المسخ من المعمل، ويعود مجدداً لـ(فرانكشتاين) حتي يخلق له زوجة يعيش معها وتتوالى الأحداث بشكل شيق يشوبه التشويق الممتزج بالرعب.
قدمت السينما القصة فى عدة افلام لعل اشهرها فيلم Mary Shelley’s Frankenstein الذى قدمه المخرج (كينيث برانغ) عام 1994 وقدم دور الوحش فيه الفنان العالمي روبرت دي نيرو بينما استأثر المخرج لنفسه بدور (فرانكشتاين) ايضا!
ولا يمكن ان ننسى النسخة الأقدم من (فرانكشتاين) والتى تم تقديمها عام 1931 من اخراج (جيمس ويل) وقام الفنان (كولين كليف) بدور فرانكشتاين فى اول تقديم للقصة فى فيلم ناطق.
اليوم فى 2015 وبعد مرور ما يقارب 200 عام على الرواية الأصلية، يتم اعادة تقديمها مجدداً على يد المخرج الموهوب بول ماكجيجان وسيناريو ماكس لانديز المقتبس عن القصة الأصلية، لكن مع اعادة تقديم القصة من جديد وبشكل مختلف كلياً.
فى القصة الجديدة يتم التركيز فى المقام الأول على شخصية فيكتور فرانكشتاين، والتى قام بأدائها الفنان جيمس ماكافوي المشتهر بدوره فى فيلم Wanted ويقوم بدور (ايجور) الفنان دانيال رادكليف المشتهر عالمياً بدورة فى سلسلة افلام (هاري بوتر) التى حققت نجاحاً مبهراً لازالت اصداؤه مستمرة حتي لحظة كتابة هذه السطور.
يظهر (ايجور) بشخصية أحدب فى احد حلقات السيرك، يعامله الجميع باحتقار واذلال لا متناهي، على الرغم من خبرته الطبية التى اكتسبها من حبه للقراءة، وعندما يتدخل لأسعاف احدي زملاؤه فى السرك، يلفت المشهد نظر الدكتور فيكتور فرانكشتاين. هنا يبدأ الفيلم فى التركيز على شخصية (فيكتور).
بأداء متميز من (جيمس ماكافوي) يقدم شخصية فيكتور فرانكشتاين، الطبيب المجنون والمهووس بفكرة اعادة احياء الأموات، او خلق الروح فى الأجساد الصلبة.. يُطلع (فرانكشتاين) صديقه الجديد (ايجور) على اسراره، ويساعده على الهرب من السيرك، ويخلصه من جسده الأحدب فى مشهد مقزز يحاول فيه (فيكتور) تصفية كيس دهني كبير فى ظهر (ايجور).
بعدها يبدأ (فيكتور) و (ايجور) فى العمل على مشروعهما الكبير، على الرغم من مطاردة السلطات لهما على خلفية الهروب من السيرك، وفى نفس الوقت تدخل الجميلة (لوريل) حياة (ايجور) بشكل مفاجىء ما يدفع (فرانكشتاين) للشعور بالغيرة وبأن لوريل التى قامت بدورها (جيسكا براون) تخطف (ايجور) من الحياة الغريبة التى يجبره (فرانكشتاين) عليها.
مع استمرار الأحداث يظهر الصراع جلياً بين وجهة نظر الدين المتمثلة فى الشرطي (توربن) الذى يقوم بشخصيته (اندرو سكوت) والذى يحاول افشال مخطط (فرانكشتاين) من وجهة نظر دينية تقول بأن الروح من أمر الله، وانه وحده صاحب القدرة على بداية الخلق او نهايته، وبين (فرانكشتاين) المجنون الذى يحاول الذهاب فى مخططه الى ابعد مدي ضارباً عرض الحائط بكل الثوابت الدينية.
ينتصر الفيلم فى النهاية لوجهة النظر الدينية عندما ينجح (فرانكشتاين) فى مخططه ويقدم للعالم مسخاً مكوناً من الكثير من الأعضاء البشرية، ويحاول (فرانكشتاين) بمساعدة (ايجور) الخلاص من الوحش الذى ابتكرته ايديهم، الا ان مقوماته الجسدية الهائلة وكونه يحمل بداخله قلبين نابضين بالحياة يحول المشاهد الأخيرة من أحداث الفيلم لصراع حقيقي لعبت فيه المؤثرات الخاصة دوراً كبيراً لأظهار الصراع على الشاشة من مشاهد تحطيم الديكورات ومشاهد الصراع بين المسخ وبين هؤلاء الذين صنعوه.
مع استمرار عرض الفيلم فى السينمات العالمية والعربية، ومع شهرة الأسماء التى قامت ببطولته، نعتقد ان الفيلم قادر على جذب المزيد من المشاهدات والمراجعات النقدية، والتى قد تشجع القائمين عليه على تقديم جزء جديد قد يتحول لسلسلة من افلام الرعب ذات المرجعية المنفصلة عن باقى السلاسل المستحدثة.
ماري شيلي: كاتبة انجليزية شهيرة (1797-1851) اشتهرت بمواقفها الداعمة للمرأة وحقوقها، وهى مبدعة شخصية (فرانكشتاين) والعديد من الأعمال الأخري. وماتت اثناء ولادتها لأبنتها فى 1851
روبرت دي نيرو: ممثل ومخرج ومنتج أمريكي من أصول إيطالية ولد في مدينة نيويورك في 17 أغسطس 1943. يعتبر أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأمريكية على مر العصور