مقالات كايرو 360

العارف: ازاي تعمل جيمس بوند في البيت بدون مُعلم!

قراءة سهلة

في موسم أفلام عيد الأضحى اللي فات، كانت أول مرة نتفرج فيها على فيلم (العارف). مؤخرا، وبعد فترة زمنية قصيرة نسبيا، بدأت منصة (شاهد) تعرض الفيلم حصرياً بعد العرض في السينمات علطول. ودي نقطة تحسب لهم.

 

لكن توقيت عرض الفيلم على (شاهد) هايظلمه بشكل كبير، لأنه بيتعرض بالتزامن مع عرض No Time to Die. وزي ما هانشوف، التشابه بين العارف وبين سلاسل أفلام جيمس بوند كبير جدا.

 

العارف، بيحكي عن الهاكر المحترف (يونس) – قام بدوره أحمد عز- اللي بيتم الاستعانة بيه من جهاز أمني مصري تحت قيادة محمود حميده، علشان يساعدهم في الوصول لمنظمة إرهابية بتحاول تسرق معلومات أمنية في غاية السرية.

مغامرة يونس، بتخليه يلف عدد كبير من البلاد في فترة قصيرة، وبتتقاطع الطرق بينه وبين عميلة سرية تانيه هي مايا – قامت بالدور كارمن بصيبص- وكل ده بيخلينا نفتكر طبعا الأجواء (الجيمس بونديه) المعتاده.

 

هل استنساخ سلسلة من أنجح الأفلام في العالم وإعادة تقديمها بشكل مصري يعتبر حاجه كويسه؟

من ناحيه، من حق السينما المصرية أن يكون لها نسختها من (جيمس بوند). ودي حاجه بتعملها كل الثقافات السينمائية، منها بوليود، وهوليود نفسها بتنسخ أفلام وأفكار من ثقافات تانيه.

 

لكن من ناحيه تانيه، (العارف) مش بيقدم بصمته الخاصة على تيمة جيمس بوند. لدرجة أن الفيلم اقتبس مشهد كامل من فيلم Skyfall في المشهد اللي أحمد فهمي بيقبض فيه على عز وبيبدأ يتكلم معاه عن الفيران وطريقته في صيدهم. مشهد تاني إتاخد Copy و Paste برضو هو مشهد الصراع على السلم، لكن المرة دي كان منقول من فيلم Atomic Blonde اللي قامت ببطولته تشارلز ثيرون.

 

في زمن السوشيال ميديا ومنصات المشاهدة اللي خلتنا نشوف الفيلم في يوم إصداره عالميا، بقى صعب تراهن أن المشاهد ما شافش الأعمال دي. وأنك تقدر تنقل المشاهد بالشكل ده منغير ما حد ياخد باله. خاصة أن مخرج الفيلم أحمد علاء الديب مش مخرج قليل.. وبينه وبين أحمد عز كيميا من نوع خاص خلته يخرج معظم أعماله. زي فيلم بدل فاقد والحفلة ومسلسل هجمة مرتده. وقبلها، الديب كان مساعد مخرج في أفلام بحجم (حليم) و (الجزيرة).

 

هل ممكن نختصر (العارف) في أنه مجرد محاولة لتقليد جيمس بوند؟ لا طبعا.. الفيلم بيقدم توليفة تُحترم من الأكشن للكوميدي مع خيط رومانسية، لو هاتتفرجوا على الفيلم من المنطلق ده، هاتشوفوا مغامرة جميلة وميزانية تصوير كريمة، خلت الكادرات جميله ومريحه للعين. مع موسيقى هشام نزيه اللي نادرا ما بتفشل في أنها يبقى ليها شخصية طاغية وحضور مايقلش عن حضور الممثلين.

 

بما أننا بنتكلم  عن الممثلين.. أحمد عز واضح أنه ارتاح في أدوار الجاسوسية. وبصراحه هو بيعرف يلعب في المنطقة دي كويس جدا.. شوفناه مؤخرا في مسلسل (هجمة مرتدة) وكان عامل دور ممتاز ودوره في العارف كان كويس، وإن كان السيناريو مكانش عارف يوظفه في المكان المناسب. يعني في بداية الفيلم عرفونا عليه أنه (هاكر)، وتوقعنا أن يكون دوره ورا الكمبيوتر أو في مكتب تابع للجهاز الأمني، لكن بعد كده بنشوفه بيتحرك ويسافر كأي عميل مخابرات. ده كان محتاج توصيف أفضل في السيناريو.

 

في الأفلام اللي بتمشي على تيمة جيمس بوند، الشرير لازم يكون (تقيل) ودوره مرسوم كويس. ده ما حصلش مع أحمد فهمي خالص. مش عارفين دي مشكلة سيناريو ولا إخراج ولا أداء تمثيلي. لكن فهمي كان غير مقنع في الدور على الإطلاق.

مصطفى خاطر، اللي كالعادة بيتم توظيف دوره كـ(نسمة كوميدية تخفف توتر الأحداث)… وهو الدور اللي خاطر مش بيقدم غيره تقريبا في معظم الأعمال اللي شارك فيها. مع أنه فنان موهوب لو ركز أكتر على اختياراته ها يعمل عظمه. لكن في العارف الايفيهات اللي اتكتبت له كانت ضعيفة، والمشاهد اللي ظهر فيها فصلتنا أكتر منها ضحكتنا أو قللت علينا توتر الأحداث.

 

جائزة (بونبوناية الفيلم) تروح لكارمن بصيبص طبعا. واللي في كل دور من أدوارها بتحاول تأخذ فيه خطوة للأمام في طريق تثبيت رجلها السينما في مصر. لكن هل جه الوقت اللي كارمن يتم اختيارها للأدوار مش بس علشان هي البنت الجميلة اللي لها ملامح شرقية (مهضومة)؟ في رأينا كارمن كموهبة تستحق أكتر من كده.

 

(العارف) كان ها يبقى في حته تانية خالص، لو كان قدم جيمس بوند على الطريقة المصرية. واحنا مش ها نخترع العجلة. احنا فعلا عندنا سلسلة روايات (رجل المستحيل) للعظيم المرحوم نبيل فاروق، واللي قدم فيها شخصية أدهم صبري، اللي بيشبه جيمس بوند لكن بلمسة مصرية شرقية أكتر من رائعة. واللي اتنبح صوته علشان يلفت له نظر المنتجين المصريين علشان يبقى لنا جيمس بوند بتاعنا. لكن محاولاته ما اتقابلتش مع إرادة جادة لتحويلها لسلسلة أفلام قوية ومؤثرة.. على الأقل في حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى