الكنز: الكنز الحقيقي هو عودة محمد سعد
ترقب شديد كان عندنا لفيلم الكنز، بسبب الفكرة الجديدة على السينما المصرية وهى الأفلام متعددة الأجزاء، وبسبب فريق العمل الرائع واللي ضم أسماء كبيرة ومميزة، لكن للأسف الترقب تحول لخيبة أمل مع مشاهدتنا الفيلم، وده اللي هانحكي لكم عنه بالتفصيل دلوقت.
القصة
الفيلم بيبدأ بمشهد افتتاحي لشاب بيورث تركة كبيرة عن والده، وبعد ما كان مقرر انه يبيع كل حاجه ويمشي، بيكتشف مجموعة من الأوراق القديمة وتسجيلات الفيديو اللي بتخده لعالم تاني خالص مابين حكاية حتشبسوت من زمن الفراعنة، وقصة على الزيبق وقصة ظابط شرطة مصري قديم، وغيرها من القصص اللي تبان انها غير مترابطة، لكنها في الحقيقة لها أساس واصلها ببعضها.
فريق العمل
الفيلم قصة وإخراج شريف عرفه، وكتب له السيناريو والحوار عبد الرحيم كمال، الموسيقى لهشام نزيه والبطولة لمحمد سعد ومحمد رمضان وروبي وأمينة خليل و هند صبري وأحمد رزق وهاني عادل وعباس أبو الحسن ومجموعة كبيرة من أهم وألمع نجوم مصر.
الأداء التمثيلي
أهم ممثل في فيلم الكنز كان محمد سعد، الفيلم قدم إعادة اكتشاف لسعد بعد سلسلة من السقطات والأفلام الفاشلة على مدار حوالي 10 سنين! والحقيقة أن سعد كان قدها وقدر يقدم أداء تمثيلي رائع نافس بيه نفسه قبل أي حد. محمد رمضان قدم أداء جيد لكن في كتير من المشاهد كان بيخرج من شخصية على الزيبق ويرجع يقدم شخصيات تانيه قدمها قبل كده، خاصة في الجزء الكوميدي الأخير من الأحداث، محمد سعد كمان وقع في نفس الغلطة.
أمينة خليل قدمت أداء عادي وغير مميز وشبه أدوار تانيه لها، روبي كمان أداؤها كان باهت، لكن بنعتقد أن الشخصيات دي هايكون لها تأثير أقوى في الجزء الثاني من الفيلم، أما هند صبري فقدرت تقدم أداء قوي ومتزن وعلى قدر شخصية حتشبسوت اللي بتقوم بيها.
شخصيات كتيره حسينا اننا محتاجين نشوفها لوفت أطول على الشاشة علشان نحكم على الأداء بتاعها بشكل أفضل من كده، وشخصيات تانيه حسينا ان هايكون لها مستقبل أفضل في الجزء الثاني من الفيلم.
السيناريو والحوار والأخراج
سيناريو الفيلم كان أضعف حلقاته. حسينا بالملل في كتير من المشاهد والأحداث، بالأضافة للقصص المكون منها الفيلم الى حد ما مفهومه ومحفوظة وغير جديدة، بالتالي كان مشاهدة بعض الأجزاء عبء حقيقي على المشاهد وسببت له حالة كبيرة من الملل، كمان المقاطع المختلفة من كل قصة من القصص و الغير متساوية في الثقل الدرامي أو حتى الزمن على الشاشة، كل دي أمور جعلت مشاهدة الفيلم تجربة مش ممتعة بنسبة كبيرة ومحبطة لنا بعد التوقعات الكبيرة اللي وضعناها للفيلم.
حوار الفيلم كان جيد في مجمله ماعدا الجمل الحوارية الخاصة بمحمد رمضان واللي غلب عليها في الربع الأخير للأحداث محاولة اقحام الكوميديا بشكل خرج رمضان نفسه من حدود الشخصية اللي بيقدمها وفكرنا بشخصيات قديمه من أفلامه التانيه.
أخراج الفيلم كان واحد من نقاط القوة له، ويحسب لشريف عرفه كتير من تكتيكات الإخراج المتميزة واللي حصل فيها مزج جميل بين المشاهد المختلفة والتنقلات بنعومة من زمن للتاني بسهولة وبدون ارهاق للمشاهد.
الديكورات والموسيقى والأزياء
ديكورات الفيلم والموسيقى والأزياء كانت من أفضل ما شاهدنا في السينما مؤخرا. الموسيقى والأزياء قدرت تنقلنا للعوالم الزمنية المختلفة بنجاح ساحق، أما الديكورات فكانت زي الكريزة اللي بتزين التورته. ديكورات متعوب عليها وفيها اهتمام كبير بالتفاصيل، وبذخ انتاجي واضح في كل مشهد.
الخلاصة
فيلم الكنز تجربة سينمائية محترمة لكن غير مكتملة، وعلى الرغم من الميزانية الضخمة والأسماء الكبيرة، الفيلم كان ممكن يكون أفضل من كده، لكن لو لم يقدم الكنز حسنة أكثر من إعادة احياء ممثل بحجم محمد سعد، يبقى كده عداه العيب بمراحل!
علشان تبقى عارف:
تمت كتابة سيناريو الفيلم على مدار 3 سنوات وتمت كتابة 6 مسودات له!