اللى اختشوا ماتوا: السينما فى مستوي الطالب المُراهق!
من سوء حظ فيلم (اللى اختشوا ماتوا) وصناعه، أن الفيلم تم اطلاقه للعرض فى السينمات المصرية فى يوم واحد مع فيلم أخر هو (هيبتا)… هذا الأخير الذى تحول من مجرد فيلم فى موسم أعياد الربيع لغول التهم إيرادات السينمات وسبق الأفلام التى يتنافس معها بمسافة لا يمكن تعوضيها أو محاولة اللحاق به على أقل تقدير.
فى جديد المخرج اسماعيل فاروق والمؤلف محمد عبد الخالق، نشاهد قصص متفرقة لسبعة نساء تربطهن الصداقه، ونبحر على مدار ما يقارب الساعة ونصف فى قصة كل منهن، كيف بدأت والى أين تنتهي، وسط العديد من التقلبات فى الأحداث.
على الرغم من الدعاية المكثفة التى حظي بها الفيلم، ومحاولة إيهام الجمهور بأن الفيلم للكبار فقط وأن به من (المناظر) أكثر مما به من (القصص)، على الرغم من كل هذا كان رد فعل الجمهور المصري على الفيلم هو حالة من التجاهل التام والمقاطعة الشبه كاملة للفيلم، والمقاطعة تكون أحياناً أشد وطئاً من النقد اللازع، وبشكل عام فإن الفيلم فى رأينا ينتمي زمنياً لفترة قديمة لا تمت للسينما المصرية الحديثة بصله!
بداية من إسم الفيلم الذى يعود لمثل شعبى قديم يحكي عن حريق شب فى أحد الحمامات العامة فى مصر، إحترق فيه هؤلاء اللذين خجلن من الخروج عرايا من الحمام الشعبي… قصة قديمة ومحفوظه ومستهلكه، وتم استعمالها فى الإعلان الدعائى للفيلم كنوع من الإيحاء بأن الفيلم يحكي عن قصة هؤلاء اللذين لم يختشين!
إذا طالعنا أسماء بطلات الفيلم نجد أنهن مجموعة من نجمات الصف الثاني، فى محاولة منهن للظهور على الساحة الفنية من جديد بثوب مختلف، عبير صبري وهيدي كرم بعد محاولات وتعثرات كثيرة فى المشوار الفني لكل منهن.. عبير تعود للسينما بعد العديد من المشاركات فى مجال الدراما مثل مسلسل جراب حواء وأسرار و الوان الطيف والسيدة الأولى، أما فهي الأخري تطل علينا من عالم الدراما بعد مشاركات فى مسلسلات مثل ابن موت وشمال يا دنيا وحاميها حراميها.
تصوير الفيلم نفسه ارتُكبت فيه الأخطاء والخطايا بلا اهتمام، بداية من حالة الإضطراب والتخبط التى كانت تعانيها الكاميرات، واللقطات المقربة Clseup بدون داعي، بالإضافه لضعف المونتاج وتقديمه للعديد من المشاهد المهلهله والمقطوعة دراميا من سياقها، وكان ذلك واضحاً للغاية فى مشاهد الفنانة سلوي خطاب والتى كنا نتوقع منها تدقيقاً أفضل فى إختياراتها السينمائية خاصة وأنه من المعروف عنها دقتها فى الإختيار واحترامها لما تقدم.
السؤال الذى يطرح نفسه جلياً هنا، الى متي نستمر فى إنتاج هذه النوعية من الأفلام؟ وهل يُقبل أو يُعقل أن تستقبل السينمات المصرية هذا الكم من (التحوير) على المشاهد واللعب بدماغه وإستخدام المشاهد الساخنة التى لا تجذب سوي المراهقين لتحقيق بعض الأرباح؟ وهل ينفع أن يخرج (اللى اختشوا ماتوا) من ستوديوهات أخرجت لنا من قبل نواره و قبل زحمة الصيف و الشتا اللى فات ومؤخرا الفيل الأزرق وهيبتا؟!
الإجابة على هذا السؤال تجبرنا على اقتحام العديد من المناطق المسكوت عنها فيما يتعلق بالتسويق للأفلام، مع إنتشار أدوات التسويق عبر مواقع الـ Social Media والتى قد تضمن أحياناً حداً أدني من الإيرادات (المضمونة) المتزامنه مع طرح الفيلم فى موسم سينمائى يستوعب كافة الأطياف والفئات العمرية والثقافية، بعدها سيجد الفيلم طريقه بسهولة للعرض فى الفضائيات التى تحاول شغل فراغ إرسالها على مدار الـ24 ساعه.
لا نجد ما نختتم به موضوعنا سوي أن نهتف بعنوان الفيلم نفسه: صحيح.. اللى اختشوا ماتوا.