جريدة المقال

تأجيل غير عادي لـ(قدرات غير عادية)

قراءة سهلة

المُلاحظ للخط الزمني لفيلم (قدرات غير عادية) الذى طرحه المخرج المصري المتميز (داوود عبد السيد) مؤخراً، يلاحظ أن الفيلم تصدر الأهتمام الأعلامي والصحفى والنقدي لفترة متوسطة من الزمن، تزامنت مع عرض الفيلم فى مهرجان (دبي) السينمائي، ثم سرعان ما خفتت عنه الأضواء مجدداً مع تكرار تأجيل عرضه مرة تلو الأخري، بينما ينتظر محبى السينما الحقيقيين عرض الفيلم على أحر من الجمر.

اذا كان منع الفيلم من العرض قد تم لأسباب سياسية، فكان من الأدعي ان يتم منع فيلم كـ(مواطن ومخبر وحرامي) لداوود عبد السيد ايضاً، وهو الفيلم الذى قدمه فى 2001 وشرح من خلاله المجتمع المصري بعاهاته وتدخلات الحكومة فى حياة مواطنيها، فى زمن الرئيس السابق حسني مبارك، وطرح (داوود) كيف تتدخل الرقابة فى اختيارات المبدعين المصريين من خلال قصة رمزية تجمع كاتباً مصريا (خالد ابو النجا) مع لص (شعبان عبد الرحيم) وسط ظهور متميز للعملاق صلاح عبد الله فى دور (المخبر) والذى استطاع تجسيده ببراعه.

وبعد ما يقارب الأربعة عشر عاماً، يعود خالد ابو النجا من جديد ليقف امام كاميرات (داوود عبد السيد) ليؤدي دور (يحي) الشاب المصري الذى يبحث عن القدرات الغير عادية الموجودة فى البشر، الأمر الذى يقوده للأقامة فى فندق قديم فى الأسكندرية –حيث تدور معظم احداث افلام داوود عبد السيد- ليبدأ فى اكتشاف نزلاء الفندق، واكتشاف حقيقة ان كل انسان عادي يملك بداخله (قدرات غير عادية) تنتظر الوقت المناسب لتخرج بشكل مُعجز.

 تناقلت الصحف اخبار تأجيل عرض الفيلم لعلاج بعض المشكلات فى الصوت، وهى المشكلات التى ظهرت اثناء عرض الفيلم فى مهرجان دبي السينمائى، واكتشف المخرج وجود عيوب وترحيل فى صوت بعض المشاهد كما ان شريط الصوت الخاص بالفيلم لم يكن قد اكتمل بعد اثناء عرض الفيلم فى المهرجان، الا ان داوود عبد السيد عاد لينفي هذا الخبر ويقول ان الفيلم مكتمل وان قرار ايقاف العرض يعود للشركة المنتجة.

نجد هنا ان سؤالاً ملحاً يطرح نفسه.. لماذا تصبر شركة (نيو سنشري) و (دولار فيلم) المسئولتان عن انتاج الفيلم كل هذه الفترة دون ان تطرح الفيلم الذى قامت بانتاجه لتحقيق الأرباح المتوقعة من عرضه؟ ولماذا تقيم شركات الأنتاج السينمائى الدنيا ولا تقعدها عند منع افلام اقل قيمة من (قدرات غير عادية) بينما يلتزم المستفيدين مادياً وفنياً من عرض الفيلم الصمت وكأنما هناك لعبة ما تدار خلف كواليس العرض ومنع العرض؟!

التاريخ الفني العظيم للمخرج المتميز داوود عبد السيد، وقدرته على تقديم اعقد الأفكار الفلسفية والأجتماعية فى اطار شيق من الدراما المحببة لدي الجميع، كلها عوامل تدفعنا للتساؤل.. من له المصلحة فى منع الفيلم من العرض؟ ولماذا يصاب الجميع بصمت غير عادي ازاء تعطيل (قدرات غير عادية) من العرض؟!

زر الذهاب إلى الأعلى