حسن وبلقلظ: الطمع يقل ما جمع
التوأم الملتصق ظاهرة طبية حقيقية، بتحصل بشكل نادر للمواليد، وبيكون فيها الطفلين ملتصقين من عند الرأس أو البطن أو الظهر أو الرأس، وإشتهرت المملكة السعودية بالعديد من عمليات فصل التوأم الملتصق، معظمها أجراها وزير الصحة السابق عبد الله عبد العزيز محمد الربيعه… تقريباً دي المعلومة الوحيده المفيده اللى ممكن تخرج بيها من الريفيو ده!
من إخراج وائل إحسان وتأليف وبطولة كريم فهمي و علي ربيع، بنشوف قصة طفلين بيولدوا كتوأم ملتصق، وبيبدأ الفيلم فى إستعراض حياتهم الصعبة والمواقف الكوميدية اللى بتواجههم سواء فى الدراسة أو العمل أو الحب، وإزاي بيستفيد (بقلظ) أو على ربيع دائماً وأبداً على حساب أخوه حسن (كريم فهمي) لحد ما الإتنين بيقابلوا يسرا اللوزي وبيقعوا فى حبها، وهنا بيقرر (حسن) إجراء عمليه والإنفصال عن أخوه.
لو فيه صفه نقدر نصف بيها صناع الفيلم هانقول إنهم كانوا طماعين.. عاوزين يقدموا جرعة من الكوميديا والرومانسية والأكشن والدراما فى حوالى ساعتين فقط… وطبعا غني عن التعريف إننا نقول إن كل المحاولات كانت فاشله.
الكوميديا واللى المفروض إنها تستند على الأقل على 1% من المنطق، كانت مفتقرة لأبسط قواعد المنطق والفهم الصح، بداية من إن الفيلم عن توأم ملتصق بس التوأم مش شبه بعضه، مرورا بكتير من المغالطات المنطقية فى الأحداث وحتي المغالطة الكبيرة والمرعبة واللى خلت المشاهدين تضرب كف بكف فى نهاية الفيلم لما بنشوف (كريم فهمي) كل ما يتحرك حركه جسم (على ربيع) يقوم بنفس الحركه مع ان المفروض إن الفيلم بيقول لنا فى البداية إن كل حاجه يعملها اي واحد من التوأم بعد الإنفصال، الشخص التاني هايشعر بيها بس، مش جسمه هايعمل زيها كمان! ناهيك عن فكرة إن كريم فهمي يكون ظابط شرطه وهو ملتصق بشخص أخر أصلا! وإنه يكون ظابط شرطه وإحنا مش بنشوفه فى مشهد واحد وهو بيمارس مهام عمله!
كمان الكوميديا كانت معتمده بدرجة كبيرة على الإيفيهات والقفشات والنكت، وكلها أمور إشتهر بيها مسرح مصر واللى بييجي معظم أبطال الفيلم من كواليسه بالاساس، ونقدر نقول إن الكوميديا المعتمده على المواقف كانت قليله جدا، وبشكل عام كان فيه مشكله فى سيناريو الأحداث، إنه كان بيقفز على مشاهد الإثاره مباشرة بدون تمهيد، بمعني إننا لو شوفنا كريم فهمي بينوي مهاجمة عصابه مثلا، المشهد التالى بتكون فى مواجهة بينه وبين العصابه، بدون ما نعرف مثلا المواجهة دي بتتم فين وازاي عرف يوصل لهم… الخ مش مهم الكلام ده كله طالما السيناريو فى حالة (هروله) علشان يقدم كل حاجه طول الوقت!
كل الممثلين كان عندهم مشاكل كبيره فى الأداء، لعل أقلهم مشاكل كانت يسرا اللوزي فى إطلاله جميلة أما بيومي فؤاد فأدي دور متميز كعادته على الرغم من قلة مشاهده، جائزة أسوأ تمثيل على الإطلاق تروح لمصطفى خاطر و محمد أسامه (اوس اوس) على الأداء المنفعل والنمطية المبالغ فيها فى الشخصيات.
إحنا مش ضد تقديم فيلم كوميدي بحت، ومش ضد الأفلام الرومانسيه او افلام الاكشن، لكن محاولة عمل مزيج من كل ده فى فيلم واحد، مع عدم إحترام أي منطق وعدم وجود سيناريو قوي يربط الأحداث.. نتيجته هاتكون فيلم بضعف (حسن وبقلظ).