مقالات كايرو 360

خمس أسباب تخلي تراك (البخت) لويجز مش عاجبنا

قراءة سهلة

مافيش اختلاف على الشهرة اللي قدر يوصلها (ويجز) في فترة زمنية قصيرة. فنان اسكندراني عارف من أين تؤكل الكتف، كلمات مُختلفة ولحن سريع يرقص أي حد، ونقدر نقول أنه نقل فن الراب لمستويات مُختلفة وأصبح (ملمس) مع الـ Generation Z  (الجيل من مواليد ما بعد الألفينات). لكن هل تراك (البخت) اللي نزله ويجز من أيام وأصبح Trend يستحق فعلا كل الضجة دي؟ تعالوا نناقش معاكم ٥ أسباب تخلينا مش معجبين بالتراك.

سحرتني ولا سحرت لي؟!

 

السؤال هنا هو ويجز اللي سحر للجمهور، ولا الجمهور اللي اتسحر من ويجز؟! مع كل تراك جديد بيقدمه بيظهر على السوشيال ميديا بوستات وفيديوهات على يوتيوب تحلل وتفسر كل كلمة اتقالت في التراك. وكأن الأغنية مش مُنتج فني في حد ذاته قادر على تفسير نفسه بنفسه. التحليلات نفسها أحيانا بتكون مُغرقة في الفلسفة لدرجة أننا نراهن أن المعاني دي كلها مكانتش في عقل ويجز وهو بيعمل الأغنية. قرينا comment على (البخت) على يوتيوب بيقول: (مافيش كليب متصور للأغنية دي علشان الكليب موجود في قلب كل واحد فينا). مش مثلاً  علشان ماكانش فيه وقت ينتج كليب؟ علشان كان عاوز يوصل رسالة سريعة؟ علشان ظروف إنتاجية؟ هل لازم كل تصرف يكون له أبعاد فلسفية؟ هل لازم نحب ويجز علشان نبان روشين طحن وما بقيناش قُدام وراحت علينا؟!

ياخي كنت على الثبات وهزتني!

 

احنا فاهمين تمامًا حق ويجز المشروع أنه يجرب ألوان أداء مُختلفة، ويوصل لشرايح جديدة من الجمهور. بنتكلم عن تجربة تمثيلية خالصة بدون أغنية واحدة في مسلسل (بيمبو) وإعلانات لشركات اتصالات، ومشاركات في عالم الجيمز (بنتكلم عن PUBG) وحتى مشاركته في أغاني مع (ديسكو مصر) اللي بيخاطبوا شريحة مختلفة من الجمهور.

دي حاجه كويسه وCreative. لكن لازم كل تجربة من التجارب الجديدة دي يقدمها ويجز بشخصية مختلفة عن شخصية الرابر المتعطش لسحق خصومة والتريقة عليهم واستغلال نقاط ضعفهم. وهي دي منطقة نفوذ ويجز ونقطة القوة في اللي بيقدمه، لسانه الحاد وكلماته الصريحة وطعناته بالـ (سونكي) لكل اللي بيقرب من مساحته في الراب – على حد تعبيره- لكن في كل مرة خرج فيها ويجز من المنطقة دي كان أداؤه مهزوز.

أداؤه في (بيمبو) كان عادي وأقل من العادي، وفي (البخت) بيقدم لنا أغنية عاطفية درامية لكن بنفس طريقة (رص) الكلمات في الراب، بالتالي ما حسيناش بشعور الانكسار والحب من طرف واحد اللي المفروض الأغنية بتحكي عنه.  لكن مش بنقدر نقول ده براحتنا علشان ألاف من محبين ويجز اللي هاينبهروا بأي حاجه هايقدمها مهما كانت ضعيفة لمجرد أنه (ويجز) ولو حد تاني اللي عمل كده كان تم انتقاده بشراسة.

طب أذاها حد والكل مرفوض؟!

في كل مرة بيقدم فيها ويجز حاجه جديدة، بيكون مسنود على شخص أو باند علشان يوصل لشريحة جديدة من الجمهور. ويجز اتعاون مع روبي في الغنا، أحمد مكي في الراب، ديسكو مصر في الكليبات، وده مفهوم في إطار أنه تعاون فني بيحصل في كل أنواع الفن في العالم.

لكن في (البخت) الجمهور دخل (هدى المفتي) في اللعبة بدون ارادتها، وأصبح إسمها ترند مع التراك علشان الناس ربطت بين كلام الأغنية وبين علاقة حب جمعت ويجز وهدى، علاقة حب أطرافها نفسهم ما اتكلموش عنها، لكن الجمهور قرر يربط بين الاتنين، بشكل ممكن يتسبب في أذى أو شهرة سلبية لأطرافه.

بالتالي – وده رأينا الشخصي- شهرة ونجاح تراك (البخت) جزء كبير منه يعود لحب الناس للنميمة وتركيب الكلام على المواقف والتصرفات، خصوصا أن ويجز اشتغل فعلا مع هدى المفتي في (بيمبو). وكنا نتمنى ينجح التراك لأسباب أحسن من ارتباطه بحد تاني نام وصحي لقى نفسه ترند وهو ممكن يكون مش عاوز جزء شخصي من حياته يتم الخوض فيه بالشكل ده.

وكبرت على ولا شيء مضمون

الدكتور أحمد خالد توفيق – الله يرحمه – كان له مقال جميل بيسأل فيه، هل لو كتب مقال له واتنشر باسم كاتب مغمور، هل هايحظى بنفس ردود الأفعال الإيجابية اللي بياخدها المقال اللي عليه اسم الكاتب الكبير؟ واحنا بنسأل نفس السؤال، هل لو طُرح تراك (البخت) بنفس الكلمات والمزيكا لكن لمطرب تاني مش مشهور، هل كان هايحقق نفس المشاهدات -أكتر من ٦ مليون لحد دلوقت- أم أن نجاح التراك حالياً أصبح يقاس بمدى قدرة جيش التيك توك على الاستفادة بالمقطع وإعادة انتاج محتواهم الشخصي عليه، ومشاركته على ستوريهات الواتس اب؟

معادلة النجاح حاليا أكيد في كفة ويجز، لكن هل ده مضمون للنهاية؟ وهل لو توقف كل زخم السوشيال ميديا مع كل تراك جديد له هايفضل اللي بيقدمه ويجز قادر على المنافسة وأنه يسيب بصمة تدوم؟ بصمة شبه أغاني زي (يدق الباب) أو (خليك فاكرني) قادرين على اثارة المشاعر واستحضار الحالة النفسية الرومانسية بعد عشرات السنين؟

استغربتها امال فين هيبتي؟!

 

السبب الأخير علشان ما نحبش تراك (البخت) هو حالة الهجوم المجنون اللي ممكن تحصل لأي صوت مُختلف عن الترند حالياً. وكأننا لازم نقبل بأي حاجه يقدمها (الفنان الكبير) كعمل غير قابل للانتقاد، وإلا يتعرض صاحب الصوت المختلف لحالة من (النبذ السوشيال ميدياوي) ودي ظاهرة بنلاحظها كتير مؤخراً، بتتمثل في هجوم متتالي من التعليقات السلبية و Reactions الغضب أو الضحك الساخر أو حتى الشتيمة الجارحة في كل من تسول له نفسه أنه يقول أن حاجه معينة مش عاجباه. بالإضافة لاتهامات بالتخلف وعدم تقبل الجديد على الساحة.

رغم أن الساحة الفنية المصرية طول عمرها واسعة وقابله لأجيال مختلفة من المطربين والممثلين أنهم يشتغلوا ويكون لهم جمهورهم اللي مش بيهاجم الجمهور التاني لمجرد اختلاف الأذواق. ساحة فنية اتسعت لعادل امام وأحمد زكي جنبا الى جنب مع محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وعلاء ولي الدين. ساحة غنائية اتسعت لعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي جنبا الى جنب مع عمرو دياب ومحمد فؤاد ثم محمد حماقي وتامر حسني.

في وقتنا الحالي أصبح من الصعب أننا نعبر عن اختلافنا حتى لو تراك موسيقي، أو أن حد يقول بخجل (مين ويجز يا جماعه أنا ما اعرفوش).. فا يرد عليه ويجز نفسه متعجباً في أغنية (عفاريت الاسفلت) وهو بيقول: ماعندكش نت؟ مابتسمعش ويجز؟!

زر الذهاب إلى الأعلى