مقالات كايرو 360

ذيب : الصحراء والحرب.. والخيانة

قراءة سهلة

الذيب لفظة عامية معناها (الذئب).. الحيوان الشهير المتصف بالذكاء والمكر والقدرة على التكيف مع الطبيعة اللى بيعيش فيها مهما كانت صعبه… وفى الفيلم اللى بيحمل نفس الاسم بناء على اسم بطله الاساسى الطفل المتميز (جاسر عيد) وصاحب الموهبة المتفجرة.

قبل مشاهدة الفيلم عرفنا شوية معلومات عن الحرب العالمية الاولى، علشان نقدر نفهم احداث الفيلم، وعن خط السكة الحديد اللى تم انشاؤه سنة 1900 بواسطة الدولة العثمانية، لنقل الحجاج من دمشق للمدينة المنورة، بالاضافة لنقل الجنود والسلاح وباقى المهام العسكرية اللى اهتمت بتطويرها الدولة العثمانية، خاصة بعد دخولها الحرب العالمية الأولى ضد انجلترا، واللى بدأت تعمل عمليات ضد الدولة العثمانية انطلاقاً من مصر اللى كانت واقعه تحت الاحتلال البريطاني فى الفترة دي.

خط السكه الحديد (اللى كان الاهالى المحليين بيسموه حمار الحديد) بالاضافة لتشكيله تهديد لمصالح الانجليز فى المنطقة، نقدر نقول انه انهي الحياه الاقتصادية لقبائل البدو اللى كانت عايشه على فلوس نقل الحجاج على ظهور الحيوانات لحد المدينة، بالاضافة لجماعات الثوار اللى كان من مصلحتها ضرب خط السكة الحديد لضرب اقتصاد الدولة العثمانية من الداخل.

ايه علاقة فيلم (ذيب) بكل ده؟!

الفيلم بيحكي عن رحلة ولد صغير اسمه ذيب، بيروح فى رحلة مع اخوه من خلال دروب الصحراء المعقدة، لتوصيل ظابط بريطاني معاه شحنة متفجرات، علشان يقابل كتيبة انجليزية هدفها تدمير خط السكه الحديد. الرحلة بتتحول 180 درجة بعد هجوم بعض القبائل عليهم، وبيتحط (ذيب) فى موقف لا يحسد عليه وسط الصحراء و ….. مش عاوزين نحرق الاحداث اكتر من كده لانها مليئة بالمفجأت والاثارة واللى بتضج على نار هادئة قدر المخرج والمؤلف ناجي ابو نوار انه يوضحها من خلال فيلمه.

طبعا بيؤخذ على المخرج انه كان متخيل ان مشاهدي الفيلم عارفين الخلفية التاريخية والعسكرية، بالتالى دخل فى صلب الاحداث علطول، وخصص مشاهد قليله جدا جدا لوصف تعقيدات الامور، بالتالى مشاهدين كتير مكانوش فاهمين ايه اللى بيحصل بالظبط. لكن الاحداث نفسها كانت متجددة وجميله.

الموسيقي التصويرية كانت مقتبسه من  عالم الصحراء واغاني البدو .. كانت عاديه فى كتير من المشاهد، لكنها كانت قمة فى التميز خصوصا فى مشاهد هجوم البدو والحصار فى الجبل فى الصحراء، وغيرها من المشاهد اللى ابدعت فيها الموسيقي التصويرية واجبرتنا على البقاء فى القاعة لمتابعه التترات والاستمتاع بالموسيقي.

زوايا التصوير كانت مدهشة، وتم استغلال البيئة الصحراوية لانتاج مشاهد بزوايا واسعه بالكاميرا وتكوينات كادرات غاية فى البراعة والذكاء. الفيلم تفوق على نفسه فى الجزء ده.

(ذيب) فيلم قوي ومحترم الى اقصى درجة، ينقصه فقط اظهار الخلفية التاريخية، وبعض البطء فى رتم الاحداث. ننصح بمشاهدته لكل عشاق السينما المحترمه الناضجة على نار هادئه.

زر الذهاب إلى الأعلى