جريدة المقال

رجل المستحيل.. من الكتاب للشاشة.

قراءة سهلة

“(أدهم صبري) .. ضابط مخابرات مصري يرمز إليه بالرمز (ن -1) حرف (النون)  يعني أنه فئة نادرة ، أما الرقم واحد فيعني أنه الأول من نوعه ، هذا لأن (أدهم صبري) رجل من نوع خاص فهو يجيد استخدام جميع أنواع الأسلحة من المسدس إلى قاذفة القنابل وكل فنون القتال من المصارعة و حتى التايكوندو هذا بالإضافة إلى إجادته التامة لست لغات حية و براعته الفائقة في استخدام أدوات التنكر و (المكياج) وقيادة السيارات والطائرات و حتى الغواصات إلى جانب مهارات أخرى متعددة ..”

بهذه العبارات المختصرة والمكتوبة بإتقان، يقدم لنا الطبيب البشري الطنطاوي (نبيل فاروق) شخصية (أدهم صبري) ظابط المخابرات المصري الفذ والقادر على تنفيذ العديد من العمليات السرية فى مختلف أنحاء العالم بكفاءة منقطعة النظير.

يبدو فى البداية أن شخصية (أدهم صبري) استمدت الكثير من خيوطها الرئيسية من شخصية (جيمس بوند) العميل السري البريطاني الأشهر، إلا أن الدكتور (فاروق) أصر على إضافة بصمته الخاصة على الشخصية فظهر أدهم صبري كرجل ملتزم بالصلاة والعبادات، لا يقتل أعداؤه إلا فى أضيق الحدود ولا يدخل فى علاقات جنسية أو يتعاطي الخمور والمخدرات. الأهم أن أعداء أدهم صبري اختلفوا كثيراً عن أعداء جيمس بوند حيث شغلت اسرائيل المكانة الأولي فى قائمة أعداء أدهم صبري، وعلى رأسهم الحسناء سونيا جراهام وعتيد الإجرام (موشى دزرائيلي)، بالإضافة لبعض التنظيمات العصابية الخاصة كالمافيا الروسية والإيطالية وغيرها.

استمرت السلسلة لقرابة المائتي كتيب، وشاب أحداثها الكثير من التعقيد والإلتفاتات، واستطاعت السلسلة تحقيق نجاح منقطع النظير يعرفه جيداً قراء هذه السطور من مواليد الثمانينات وبداية التسعينات، حيث كانت شهور الصيف لا يميزها سوي انتظار الأعداد الجديدة من (رجل المستحيل)، ويتهافت الشباب على شراء الأعداد الجديدة فى معرض الكتاب ومحاولة الظفر بلقاء ولو لثوان مع مبتكر الشخصية الدكتور نبيل فاروق.

مع تطور الزمن وتحقيق السلسلة لنجاح مدوي، بدأ التفكير فى تحويلها لعمل درامي أو سينمائى، الدكتور نبيل فاروق نفسه قدم أعمالاً للدراما التليفزيونية كمسلسل العميل  1001 من بطولة مصطفى شعبان أو فيلم (الرهينة) من بطولة أحمد عز وياسمين عبد العزيز واخراج ساندرا نشأت، إلا أن حلم تحويل (رجل المستحيل) من سطور على كتيبات للجيب لشخصية من لحم ودم أصبح حلماً يراود صانع الشخصية ومتابعيها فى أن واحد، وترددت الإشاعات عن العديد من المشروعات والمحاولات لتحويل الشخصية لعمل فني، ثم سرعان ما يتم نفى الشائعات وتذهب الجهود أدراج الرياح. ونذكر جيداً للدكتور نبيل تصريحاً غاضباً قال فيه أن كلما اتجهت السينما لإنتاج أفلام لأبطال يعانون مشاكل فى الكلام والحركة –ربما كان يقصد سلسلة أفلام اللمبي- فلن يري مشروع تحويل رجل المستحيل لفيلم النور أبداً.

 ومع مرور الوقت ياس محبى السلسلة من تحويلها لفيلم، لكن تأتي الرياح بما يشتهي القارىء، حيث بدأت السينما مؤخراً فى اعادة اكتشاف كنوز الأدب وتحويلها لأعمال درامية وسينمائية.. بداية من رواية الكاتب المصري العالمي علاء الأسواني عمارة يعقوبيان التى تم تحويلها لفيلم من بطولة عادل إمام وخالد الصاوي  ثم مسلسل تليفزيوني من بطولة محمود السعدني، ونهاية برواية هيبتا والتى تم تحويلها لفيلم ذائع الصيت من بطولة عمرو يوسف مروراً بأفلام مثل الفيل الأزرق عن رواية الكاتب المصري أحمد مراد التى تحمل نفس الإسم وكان الفيلم من إخراج مروان حامد وبطولة خالد الصاوي وكريم عبد العزيز ونيللي كريم ومشروع تحويل رواية تراب الماس لفيلم سينمائى.

هذا التحول فى اتجاه الإنتاج حمس شركة   The Producers  -وهى نفس الشركة المنتجة لفيلم هيبتا- على شراء حقوق الملكية الفكرية الخاصة بروايات رجل المستحيل تمهيداً لتحويلها لعمل درامي أو سينمائى، وبمجرد انتشار الخبر عمت الفرحة بين أوساط الشباب، وتبارت المواقع لإلكترونية فى محاولة احتواء هذه المشاعر بطرح استفتاءات عن اسم الشخصية التى ستقوم بأداء دور رجل المستحيل.

توقع رواد المواقع الإلكترونية ومستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي أن يًسند الدور للفنان أحمد عز، فقد سبق له التعاون مع د. نبيل فى فيلمه الأول (الرهينة)، كما أن (فاروق) قد صرح من قبل أن (عز) يعتبر الفنان الأكثر مناسبة للدور.

حسن الرداد كان أيضاً من الأسماء المقترحة لتقديم الشخصية، ربما لبعض الشبه فى ملامح الوجه والجسد، أما الفنان أحمد السقا فجاء ترشيحه للدور من الجمهور بسبب طبيعة الشخصية المفرطة فى الحركة والعنف وهو ما يتناسب مع السقا وتجربته فى تقديم أفلام الحركة المصرية.

العديد من الأسماء التى تم طرحها مؤخراً لأداء شخصية البطولة فى العمل  التليفزيوني أو السينمائى، وكثير من الجدل دار حول أسماء الشخصيات النسائية التى من الممكن أن تقوم بدور البطولة المساندة فى شخصية (مني توفيق) شريكة أدهم صبري فى عملياته الإستخباراتية، وكثير من التفاصيل سيتم الإعلان عنها فى الفترة القادمة، قد تغير الطريقة التى يتعامل بها المنتجين مع الأعمال الفنية المقتبسة عن روايات وكتيبات.

كل ما نتمناه أن يشهد المشروع تطوراً حقيقياً بدلاً من أن يذهب أدراج الرياح كبعض المشاريع التى انتهي بها الأمر كمجرد فكرة جميلة فى أدراج أحد شركات الإنتاج!

علاء الأسواني كاتب مصري من مواليد القاهرة فى 1957 قدم العديد من الروايات التى حازت شهرة عالمية وتمت ترجمتها للعديد من اللغات مثل عماره يعقوبيان و شيكاجو وأخر أعماله رواية نادي السيارات.

أحمد مراد: كاتب مصري شاب من مواليد القاهرة 1878 قدم العديد من الروايات الناجحة والتى تحولت لمسلسلات وأفلام سينمائية مثل تراب الماس والفيل الأزرق وفيرتيجو.

زر الذهاب إلى الأعلى