طالع مطلع: طلعة وحشة من أحمد أدم
ما فيش جدال أن الفنان أحمد أدم واحد من أحسن كوميديانات جيله، مافيش جدال أنه مش واخد المكانة اللي المفروض توفرها له موهبته. وما فيش جدال برضو أن هو شخصيا بيتحمل جزء من عدم حصوله على الشهرة والنجاح اللي كان يستحقهم بالمقارنة بموهبته! وده ظهر بقوة من خلال فيلم طالع مطلع.
فيلم طالع مطلع بيحكي عن صابر (أحمد أدم) اللي بيلتحق بالشغل كمرافق وسائق خاص لرجل أعمال غني جدا اسمه راضي (محسن محيي الدين) واللي بيعاني من مرض نادر بيخليه يعاني من شلل كامل تقريباً في كل أعضاء جسمه.
العلاقة بين صابر وراضي بتتطور من علاقة عمل تقليدية، لعلاقة صداقة من نوع خاص، وبيبدأ صابر يضيف شوية حركة و (شقاوة) لحياة راضي اللي – على الرغم من أن معاه ثروة طائلة- لكن حياته كلها ملل ورتابة وحبس اختياري. وطبعا مش بيخلص الفيلم بدون ما بنشوف اختبارات لقوة الصداقة بين الاتنين، ومواقف تتنوع بين الكوميديا والتراجيديا وأحيانا الأكشن.
في البداية، لازم نلفت انتباهكم أن الفيلم مقتبس عن فيلم فرنساوي اسمه The Intouchables وبمجرد بحث بسيط على جوجل على بوستر الفيلمين، هاتعرفوا التشابه الضخم بين العملين.
ده في حد ذاته مش عيب، لو كان تم الإشارة له بشكل واضح في الفيلم، أو تم تسوية الموقف القانوني والمالي الناتج عن الاقتباس. لكن الحقيقة أن أخبار منشورة على موقع جريدة الوطن والمصري اليوم، بتقول أن الفيلم تم منعه من العرض في العديد من دول الخليج نتيجة خلاف على حقوق ملكية الفيلم.
طيب.. تعالوا نتكلم كفنيين بعيدا عن النواحي المالية والقانونية.. ليه ما تمش تمصير الفيلم بشكل جيد؟ ليه طول الوقت حاسين أن السيناريو ماسك في نقطة واحدة هي الاختلاف الطبقي بين صابر وراضي، و(حلب) كل المواقف الكوميدية اللي ممكن تخرج من الاختلاف ده. مواقف كوميدية ضحكنا على أولها، وابتسمنا على ثانيها، وسكتنا على ثالثها لأنها بالنسبة لنا كانت مكررة. وكأن مافيش كوميديا ممكن تخرج من شخصية أحمد أدم الا عن جهله باللغة الفرنسية وتريقته المستمرة على نظام الحياه في فيلا راضي.
زي ما قولنا. أحمد أدم واحد من أهم كوميديانات جيله. وله بصمة شخصية واضحة في كل أعماله، لكن الكوميديا اللي كانت بتوقعنا على الأرض من شخصية القرموطي أو وحيد اللي قدمهم قبل كده في أعماله، مابقتش صالحه أنها تضحكنا في ٢٠٢٣. وأخطاء المونتاج اللي كانت واضحة للأعمى ماكانش ينفع تتفوت بالنسبة لجمهور بيتفرج على منصة زي (ووتش ات) ويقدر يراجع المشهد أكتر من مره. جمهور اتعلم يتابع قنوات يوتيوب وتيك توك اللي بتقطع الفيلم لقطة لقطة وتراجع الأخطاء وماترضاش (تمشي حالها) زي الجمهور القديم.
محسن محيي الدين، اللي كان قدامه أكتر من مشهد يقدر يعمل فيهم (ماستر سين) محترم، واللي القصة خدمة الدور اللي بيقوم بيه، فشل أنه يورينا أبعاد مُختلفة لشخصيته، وتراوحت انفعالاته مابين الضحك والتكشيرة. بدون ما نشوف أكتر من كده. على الرغم من أنه ممثل تقيل فنياً وعمل أعمال عظيمة قبل كده.
مش معنى كلامنا أن (طالع مطلع) فيلم فاشل، بالعكس، ممكن يكون له حظ أفضل لما يتعرض في التليفزيون، لأنه بيفكرنا بالأفلام اللي كانت بتتذاع زمان في الفترات اللي ماعليهاش اقبال كبير في المشاهدة، واللي المشاهدين يقدروا يتابعوها وهم بيعملوا حاجه تانيه. ويارب الطلعة الجاية تكون متناسبة مع موهبتك وقدراتك يا أحمد يا أدم. علشان احنا متوقعين منك دايما الأفضل والأحسن.