مقالات كايرو 360

علي معزة وأبراهيم : عيش حياتك زي ما انت عاوزها!

قراءة سهلة

المثل المصري القديم بيقول: كُل اللي يعجبك.. وألبس اللي يعجب الناس.. المثل الشعبي ده بيعبر عن ضرورة إن الإنسان يظهر بالمظهر اللي يعجب الناس، لكن سلوكه الشخصي هو حر فيه.. حالياً أصبح شعار كتير من البشر: كُل اللي يعجبك.. وألبس اللي يعجبك.. وأعمل اللي يعجبك.. وليذهب الناس للجحيم!

هو ده الشعار اللي بيرفعه فيلم (على معزة وأبراهيم).

على معزة وأبراهيم من تأليف أحمد عامر، عن قصة إبراهيم البطوط، ومن إخراج شريف البنداري وبطولة أحمد مجدي وعلي صبحي وناهد السباعي وسلوى محمد علي.

الفيلم بيحكي عن إبراهيم.. الشاب اللي بيعاني من سماع أصوات غريبة في أذنه، في مرض وراثي غريب عن والدته وجده لوالدته.. والدته انتحرت بسبب الأصوات اللي بتسمعها، وجده قرر يريح نفسه من الأصوات وأفقد نفسه السمع علشان يتخلص من الأصوات دي.. أما إبراهيم فا بيحاول يسعي بأي شكل للعلاج، حتي أنه بيطرق باب أحد الدجالين، واللي بينصحه بألقاء 3 زلطات في 3 مسطحات مائية في مصر.. البحر الأبيض والأحمر.. والنيل.

في سبيل سعيه للشفاء بيصطدم إبراهيم بعلي.. وعلى هو شاب من سنه، بتجبره والدته على الذهاب للدجال لخوفها علي سلامة قواه العقلية، لإنه معتقد أن خطيبته اللي توفت مؤخرا روحها بتسكن روح معزة، وبيصطحب المعزة معاه في كل مكان، حتي أن الأطفال الصغيرة بترميه بالطوب وبتطلق عليه اسم (علي معزة) وهو اسم الفيلم.

لكل المستغربين من قصة الفيلم، لازم يعرفوا المؤلف إبراهيم البطوط، وهو من مواليد بورسعيد سنة 1963 وهو مؤلف ومخرج أفلام زي (القط) و (الشتا اللي فات) و (عين شمس)، وغيرها من الأفلام اللي كلها بتنتمي لفئة الأفلام اللي فيها أفكار فلسفية عميقة، واللي فهمها مش بيكون دايما سهل، ودائما أفلامه بتحتمل أكتر من تأويل، ومحتاجه كتير من التفكير والنقاش قبل الكلام فيها.

الأداء التمثيلي لأحمد مجدي وعلي صبحي كان متميز جدا، والكيمياء بينهم كانت أكتر من رائعة، لكن بعض التفاصيل في الفيلم كانت محتاجه تكون أقوي، زي عدم التناسق بين ملابس إبراهيم أو أحمد مجدي وبين المستوي الاجتماعي والمادي الفقير اللي المفروض إنه عايشه.

الموسيقي التصويرية للفيلم كانت أكتر من رائعة، كمان حركة الكاميرا والكادرات المتميزة اللي قدمتها والتنوع الرائع في اختيار أماكن التصوير ما بين البحر في الإسكندرية والنيل في القاهرة والجبال والصحراء في سيناء، كلها كانت أمور متميزة قدرت الكاميرا تنقلها لنا باحترافية وعفوية في نفس الوقت.

على معزة وأبراهيم، مش هايكون فيلم مفهوم من الجميع، لكنه زي اللوحة السريالية، المتعة مش في فهمها بقدر ما المتعة بتكون في مشاهدته ومتابعته والاهتمام بتفاصيله.

زر الذهاب إلى الأعلى