فن التحريض على الثورة فى The Angry Birds Movie
على الرغم من كلاسية الأفكار التى تقدمها هوليود فى أفلامها الموجهة بالأساس للأطفال وصغار السن، إلا أن فيلم The Angry Birds Movie والمعتمد فى الأساس على لعبة شهيرة فاقت معدلات تحميلها معدلات تحميل العديد من الألعاب الأخري على منصات الهواتف المحمولة على إختلافها وتنوع مستخدميها، استطاع الفيلم تقديم فكرة جديدة ومختلفة وتحفز جانباً ثورياً لدي المشاهدين… الفيلم باختصار يدعو للثورة ويحرض على رفض الظلم والغضب فى مواجهة الإعتداء الغاشم.
الفيلم الذى أخرجه كلاي كايتس و فيرجال رايلي يحكي عن مجموعة من الطيور التى تعيش على جزيرة تنعم بالسلام والحب والهدوء، لكن الطائر (ريد) يعاني من عدم قدرته على التحكم فى نوبات غضبه، ما يوقعه فى مشكلة مع قاضي قضاة الطيور، والذى يقضي بضرورة الحاقة بدورة تدريبية لتعلم كيفية التحكم فى غضبه.
أثناء حضوره الدورة التدريبية يتعرف (ريد) على مجموعة من الطيور الأخري، والتى ستلعب دوراً حيوياً فى التصدي لمجموعة من الخنازير التى تحاول إحتلال الجزيرة وسرقة البيض من الطيور الأمنة، من خلال إستعمال المكر والدهاء والخديعة.
الرسالة الخفية التى يحملها الفيلم فى طياته تقول أن المهادنة والمسالمة قد لا تكون الطرق الأمثل لحل المشكلات طوال الوقت، وأن الإنتفاضة والغضب قد يكونان الحل الأمثل لمواجهة الظلم والخديعة ومحاولة الإحتلال وسرقة الحقوق وترويع الأمنين، وهى رسالة ثورية فى غاية الأهمية يسربها الفيلم لعقل الجمهور الاواعي.. والذى يمثل الأطفال الشريحة الكبري منه.
نعتقد أن الفيلم موجه للأطفال والكبار على حد سواء، ولم لا وقد انهارت الحدود الفاصلة بين عوالم الكبار والصغار مع اقبال الكبار على العاب الفيديو على الهواتف المحمولة، ومتابعة أفلام الأبطال الخارقين ومشاركة الأطفال متع السينما وتقنيات العرض ثلاثية الأبعاد التى تبهر الكبير قبل الصغير، المتعة إذن لا تعترف بسن معين، وكذلك صناع الفيلم الذين أرادوا صنع فيلم متعدد مستويات الفهم، يفهمه كل مشاهد وفقاً لخلفيته العمرية والإجتماعية.
2 مليون شخص هو العدد التقريبي لهؤلاء الذين قاموا بتحميل اللعبة عبر منصات Google Play و Apple Store، وهو الرقم الذى فتح شهية القائمين على الفيلم لتقديم عمل سينمائى معتمد على اللعبة، واستطاع صناع الفيلم اضفاء الروح على شخصيات الفيلم بما لا يتعارض مع الأحداث الأصلية للعبة، وبما لا يتسبب للمشاهد الخبير فى اللعبة بالملل، وهو توازن متميز يحسب للقائمين على العمل. ولا يمكن أن ننكر استغلال صناع الفيلم لنجاح اللعبة للترويج لفيلمهم والذى لم يحتج سوي (بوستر) دعائى يحمل وجه الشخصية الأشهر فى اللعبة والأكثر تأثيراً، وتولى عشاق اللعبة عبر العالم مهمة التسويق للفيلم بأنفسهم بعدها! الأمر الذى يشجعنا على توقع أن يتم إنتاج جزء جديد من الفيلم بأحداث أكثر تعمقاً فى الشخصيات وأكثر استدراكا لخلفياتها وقصص حياتها وصراعاتها المختلفة.
على الصعيد الفني تميز الفيلم بابهار بصري متميز زاده تألقاً العرض بتقنية ثلاثية الأبعاد، كما امتاز التحريك بالإنسيابية والإنطلاق والتركيز على أدق التفاصيل خاصة فى ملامح الشخصيات الرئيسية للعمل، على العكس من هذه العوامل جائت الموسيقي باهتة وغير مؤثرة غير على الربع الأخير من الأحداث، مع انخفاض نسبة المشاهد الكوميدية على حساب مشاهد الصراع التى احتلت النصف الأخير من الفيلم كاملاً، فى مشاهد مطولة أمتعت عشاق اللعبة ومحبى الفيلم على حد سواء.
كلاي كايتس: مخرج ومحرك رسوم متحركة ، يعتبر فيلم The Angry Birds عمله الإخراجي الأول، لكنه شارك فى التحريك فى العديد من الأفلام المتميزة مثل Mulan و Frozen
لعبة Angry Birds : واحدة من أشهر الألعاب على مستوي العالم، تعتمد على قيام الاعب بالتحكم فى مجموعة من الطيور ذات القدرات المختلفة، لتحطيم المباني التى يسكنها الخنازير، ويفوز باللعبة من يحقق أكبر قدر من الضرر بأقل قدر ممكن من الضربات.