فيلم Total Recall: نظرة حزينة للمستقبل
الأفلام اللى بـ تتكلم عن المستقبل البعيد بـ تطلق خيال المشاهد قبل ما تطلق خيال القائمين على الفيلم أنفسهم، وفى حالة فيلم “إجمالى الاستدعاءات” أو Total Recall كنا نتمنى نشوف رؤية أكثر تفاؤلاً.
الفيلم بـ يحكى عن كوكب الأرض فى مرحلة متقدمة جدًا من الزمن، حيث انتهت كل الدول والكيانات الاقتصادية والسياسية المعروفة، وتبقى فقط كيانين اثنين.. كيان بريطانيا العظمى ودولة المستعمرة اللى بـ يتم النظر لسكانها على أنهم فئة أقل من السكان الأصليين، وأن بينهم عدد كبير من المنشقين عن النظام العام للدولة.
“دوجلاس كويد” مواطن عادى (كولين فاريل) عايش حياة كئيبة وليله مليان كوابيس، رغم حياته السعيدة مع زوجته لورى (كيت بكنسيل) إلا أنه بـ يقرر يروح لشركة (Total Recall) اللى بـ تقدم له تجربة صنع ذاكرة وهمية لإسعاده، وهى تجربة أشبه بتناول المخدرات فى عصرنا الحالى، إلا أن التجربة بـ تفشل وبـ نواجه مع دوجلاس كثير من الأحداث الشيقة والعنيفة وبـ نعرف حقائق ما كناش نتخيلها ومش عاوزين نحرقها عليكم.
الفيلم مش بـ يكتفى بتقديم جرعة من الأكشن بس، لكن بـ يقدم لنا كثير من المشاهد اللى بـ تمزج بين التوترات النفسية اللى بـ يتعرض لها البطل وبين المشاهد العادية للفيلم.. المزج بين الحدثين بـ يحط المشاهد فى اختيار وتساؤل حقيقى بينه وبين نفسه وبين الآخرين، والمخرج لين وايزمان قدر يقلب حالة الدهشة والضياع عند البطل لدهشة وضياع تطالنا إحنا كمشاهدين للفيلم ودى احترافية تحسب له.
الإضاءة كانت موفقة فى نقل حالة من الكآبة اللى أصبح عليها الجنس البشرى مع تطور الزمن، ومشاهد رجال الشرطة الآلية والصراع بينهم وبين الانسان فكرتنا بمشاهد كثيرة من فيلم i robot.
الموسيقى التصويرية ما أضافتش كثير للفيلم، لكن الخدع السينمائية لعبت دور الأسد فى إيهامنا بطبيعة الحياة فى المستقبل، وخصوصًا مشاهد المطاردات بالسيارات الحديثة اللى حبست أنفاسنا فى كثير من المشاهد.
“إجمالى الاستدعاءات” فيلم مناسب جدًا لو كنت من محبى الفلسفة الممزوجة بالخيال العلمى.