جريدة المقال

قراصنة الويب… يهزون عرش السينما العالمية

قراءة سهلة

ضربات متتالية قاصمة.. هذا هو الوصف الوحيد الملائم الذى يمكن أن نطلقه على ما شهده سوق تسريبات الأفلام فى الفترة الماضية، عندما تسربت لمنتديات الأنترنت ومواقع (التورنت) مجموعة من الأفلام القوية المرشحة لجوائز الأوسكار، على رأسها The Hatefull 8 و The Revenant و The Danish Girl وكلها أفلام لها قيمة كبيرة من حيث أهميتها وتنافسها على أهم وأضخم جائزة سينمائية فى العالم.

ضربات القرصنة التى هزت أوساط هوليود مؤخراً فتحت الطريق أمام العديد من التساؤلات الهامة بخصوص قضية القرصنة وحقوق الملكية الفكرية وكيف يؤثر انتهاك هذه الحقوق على الإنتاج السينمائى، وأين تقع مصر تحديداً من هذه المعادلة  الشائكة؟!

يقدم قراصنة الويب الحل الأسهل والأرخص أمام محبى السينما، من خلال قرصنة الأفلام وإتاحتها للتحميل مجاناً وبجودة متميزة، حيث تفضل شريحة واسعة من الجمهور مشاهدة الفيلم مسرباً عن الذهاب للسينما، خاصة فى الدول التى تفرض بعض القيود  على السينما مثل قطر التى منعت مؤخراً عرض فيلم (الفتاة الدنماركية) بحجة مخالفة تعاليم الإسلام والتحريض على الشذوذ!

لكن تقدم القراصنة وإكتسابهم أرضاً جديدة كل يوم لم يوقف جهابذة هوليود عن محاولة إبتكار وسائل لتقليل الخسارة وحث المشاهد على الذهاب للسينما، مثل زيادة نسخ الافلام المعروضة بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D والتى تضرب فرص تصوير الفيلم فى قاعة العرض لحساب القراصنة فى مقتل، كما أنها تقدم للمشاهد خدمة جديدة ومتميزة تدفعه لتفضيل مشاهدة الفيلم فى السينما عن مشاهدته فى المنزل.

أيضا تستعمل دور العرض التقنية فى توفير نسخ للعرض بتقنية IMAX وهى تقنية تعمل هى الأخري على تشجيع المشاهد على التخلى عن ثمن التذكرة على حساب تجربة مُشاهدة لن تًنسى أبداً.. لكن هل كان هذا كافيا لمواجهة القراصنة؟

الحقيقة أن الضربة الأخيرة التى تعرضت لها أفلام الأوسكار، والتى ستؤثر بالتأكيد  على معدلات مشاهدة هذه الافلام على مستوي العالم، خاصة فى بعض الدول مثل مصر التى تُطرح فيها بعض الأفلام بعد توقيت عرضها العالمي، الأمر الذى يدفع بعض المشاهدين لتفضيل مشاهدة النسخ المقرصنة، التى تُطرح غالباً بالتزامن مع العرض الأول للفيلم، ولربما تطرح نسخة مقرصنة على الإنترنت قبل عرض الفيلم فى السينمات ما يمثل (خراب بيوت) حقيقي للقائمين على الفيلم.

لماذا إذن تشتعل نار القرصنة تزامناً مع حفل توزيع جوائز الأوسكار تحديداً؟ لأن بعض النسخ يتم توزيعها على النقاد لكتابة مقالات نقدية عن الأفلام المشاركة فى الأوسكار، البعض يبيع هذه النسخ كالكعك الساخن للقراصنة الذين يجدون فيها صيداً سهلاً وثميناً يبحث عنه كل رواد الإنترنت، فلا يوجد ما هو أثمن فى هذه الفترة من فيلم مُرشح للأوسكار يُسرب عبر الإنترنت بنسخة عالية الجودة. لذلك يمكن اعتبار موسم الأوسكار –والجوائز السينمائية بشكل عام- هو موسم القرصنة أيضا.

فى مصر تعاني العديد من الفئات من مشاكل القرصنة، الأفلام العربية والألبومات أيضا يتم قرصنتها وتسريبها، ويمكن الإعتراف بأن سوق الكاسيت فى مصر –او ربما يجدر تسميته سوق اليوتيوب والساوند كلاود- قد تغيرت تماما فى مصر والمنطقة العربية بعد إنتشار الإنترنت وقراصنته، حيث تحولت الألبومات من سلعة تدر الملايين لملفات يتداولها الشباب على الـ(فلاش ميموري) وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، ما دعا القائمين على صناعة المزيكا فى مصر لتغيير النمط والإتجاه لرفع إنتاجهم بأنفسهم على الإنترنت والإكتفاء بالأرباح الخاصة بالبيع عبر منصات (أيتيونز) وأرباح الإعلانات على مواقع اليوتيوب وساوند كلاود.

الحرب التقنية بين القائمين على صناعة الأفلام والقراصنة لن تنتهي أبداً.. ينجح القراصنة فى توجيه بعض الضربات من حين الى أخر، وينجح أهل الميديا فى إغلاق موقع من أن الى أخر، لكن ضربة حاسمة قاضية لن يوجهها أي طرف للأخر.. هذا هو حال الإنترنت… وحال الدنيا.

The Hatefull 8: أو المكروهين الثمانية، فيلم أكشن من إخراج العالمي كوينتن ترانتينو ومن بطولة صمويل جاكسون ويحكي عن مجموعة من الأشخاص تحتجزهم عاصفة ثلجية فى إستراحة مهجورة.

زر الذهاب إلى الأعلى