قطايف.. الخلطة السرية لنجاح خارج المعادلة الرمضانية
طول عمرنا عارفين معادلة النجاح.. كتب التنمية البشرية وفيديوهات اليوتيوب وحلقات البودكاست بتعرفنا دايما ازاي ممكن ننجح في حياتنا. أو في المحتوى اللي بنقدمه.. لكن نادراً ما حد قال لنا عن الإضافة السحرية اللي بتجيب النجاح في غمضة عين وبدون حسابات مسبقة… اللمسة السحرية دي بالظبط هي السبب الرئيسي في نجاح برنامج (قطايف) وده اللي هانتكلم عنه
كلنا نعرف الفنان سامح حسين من أشهر أدواره، دور (رمزي) في مسلسل راجل وست ستات بكل مواسمه، اللي جسد فيه شخصية شاب متوسط الذكاء بيتورط في مواقف كوميدية مالهاش نهاية مع قريبه ومديره في الشغل عادل اللي قام بدوره أشرف عبد الباقي.
لكن من قبلها وسامح له باع طويل مع عشقه الأساسي، الا وهو التمثيل، وشوفناه في أدوار صغيرة في مسلسل زيزينيا وفيلم رشة جريئة وفيلم صاحب صاحبه، وعايز حقي وفيلم هندي واوعى وشك، وطبعا ما ننساش دوره الجميل جدا في فيلم اتش دبور وهو دور (كالوشه) صديق البطل اللي برضه بيقع في مشاكل مالهاش أول من أخر.
سامح وجه مألوف للمشاهد، مش وسيم بالشكل اللي يخليه من نجوم الصف الأول، ومش دميم لدرجة ان الناس تضايق من ظهوره على الشاشة، الشخصيات اللي بيقدمها منحازه دايما للكوميديا المستمدة من المواقف البسيطة القائمة على الفهم الغلط أو اختلاف المعاني، ودي معادلة مضمونة للكوميديا.
سامح حسين المولود في شبرا، وراه قصة كفاح مش بسيطة أبدا.. بيحكي سامح في أحد البرامج عن طفولته الصعبة نتيجة اضطراره للشغل علشان يساعد والدته في تدبير مصاريف البيت، سامح اشتغل في (الفاعل) اللي بيشتغل فيه الناس في شيل الطوب والزلط والرمل للمساعدة في أعمال البناء، والدته كانت بتضطر تستلف الطعام من الناس وتأكله لهم بحجة انها بتربي دواجن في البيت علشان الأسرة كان عندها عزة نفس انها تمد ايدها للناس.
كل الظروف الصعبة دي ما منعتش سامح انه يطارد حلمه ويحصل على ليسانس الأداب بجانب دراسته الأساسية في كلية الحقوق، لكن مانقدرش نقول انه كان ناجح بنسبة ١٠٠٪ في كل أعماله ومن كام سنة توقف سامح تماما عن تقديم أي اعمال جديدة كبيرة. لحد رمضان ٢٠٢٥ اللي شهد عودة سامح حسين.
سامح مارجعش بمسلسل أو فيلم، لكن رجع ببرنامج (قطايف) اللي بيتم نشره على يوتيوب، برنامج بسيط الحلقة الواحدة فيه مش بتتجاوز بعض دقايق، بديكور بسيط وتكنيك تصوير تقليدي جدا، لكن كتابة الحلقات اللي قام بيها عبد الرحمن هيبة المشهور بـ(دافنشي) بيدي البرنامج عمق وثقل لا يستهان بيهم أبدا.
مانقدرش نقول ان قطايف برنامج ديني زي برنامج نفوس بتاع مصطفى حسني مثلا، لكن نقدر نقول انه بيجمع مابين الدين والتنمية البشرية مع لمسة إنسانية وأمثلة وشوية كوميديا بيخلوا المحتوى الجاد اللي بيقدمه البرنامج مُحتمل ولطيف والوقت بيعدي معاه بسرعة ممتازة.
مش هاتخرج من (قطايف) بمعلومة جديدة عليك. لكن هاتخرج بنفس رايقة مطمئنة، متفائل وحاسس ان بكره احسن، عندك ثقة في ربنا وخطته ليك وان أي مشكلة بتمر بيها ليها حل طالما رفعت ايدك للسما وقولت يارب.
البرنامج عمل مردود رائع، ورد فعل على السوشيال ميديا غير مسبوق، وتقريبا كل مشاهير مصر عملوا شير للبرنامج واتكلموا عنه.. الأرقام على يوتيوب بتقول أن معدلات الاستماع في زيادة رهيبة، وسامح نفسه كتب اكتر من بوست بيقول فيهم انه مش مصدق يلاقي كل الترحيب والحب ده… كل ده بيحصل في (مصر الشعبية). أما بقى (مصر الرسمية) فا هي كمان أشادت بالبرنامج واتكلم عنه الرئيس السيسي وتمت دعوة سامح لحضور حفل إفطار رسمي نظمته القوات المسلحة.
طبعا لا يمكن برنامج يجمع القدر ده من الاهتمام والحب والاقبال منغير مايحصل عليه شوية هجوم برضو، إما من ناس معترضة على المحتوى الديني وطريقة تقديمه في برنامج خفيف، أو اللي معترضين على شخصية سامح نفسها، لكن لو ها تسألونا عن رأينا الشخصي، احنا شايفين ان (قطايف) برنامج ممتاز وناجح ويستحق التشجيع والمتابعة.
سامح حسين هو قصة نجاح مش قايمه على التسويق والإعلانات وفرض المحتوى على الناس بحيث يشوفوه في إعلانات ممولة على مدار الساعة، ومش قصة نجاح معتمدة على قرابته بشخص معين في الوسط الفني تخليه مفروض علينا بالقوة في ١٠٠ عمل على مدار السنة منهم ١٠ بيتعرضوا في أوقات الذروة في رمضان!
سامح حسين فرض معادلته الشخصية في النجاح، معادلة قوامها الثقة في ربنا، وتقديم محتوى جاد ومحترم، ثم يسيب الباقي على الجمهور اللي نفسه يشوف النوعية دي من الأعمال، هم دول أهم عناصر تسويق في خلطة سامح حسين، اللي نتمنى انها تستمر معاه للسنين الجاية، وان (قطايف) ماتبقاش مجرد وجبة رمضانية خفيفة وسريعة… عايزينها أحلى.. وطوال السنة كمان.