كارما: الناس اللي فوق والناس اللي تحت!
كارما واحد من الأفلام اللي يعتبر نزولها في موسم العيد ظلم لها. لأن الفيلم (أتقل) من أن يتم عرضه كفيلم من أفلام العيد. لكن في نفس الوقت طرح الفيلم في العيد ساعد من الزخم والنقاشات حوالين الفيلم خاصة مع قرار منع الفيلم من العرض قبل وقت قليل من طرحه، الأزمة اللي اثارت كتير من المشكلات والمداخلات على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.
مخرج الفيلم هو المخرج الشهير خالد يوسف، التلميذ النجيب للعبقري يوسف شاهين، وصاحب البصمة السينمائية المميزة، واللي ابتعد عن الإخراج السينمائي لفترة طويلة نتيجة انشغاله بالسياسة وعمله في مجل الشعب كنائب. ومع عودة يوسف للأخراج توقع كتير من الجماهير أن الفيلم يكون ضعيف نتيجة ابتعاده لفترة طويلة عن الفن. لكن الفيلم كان قوي ومؤثر، أو بمعنى أصح كان قادر على توصيل رسالة العاملين عليه بالكامل.
كارما بيحكي عن الفوارق بين الطبقات في المجتمع المصري، وبيناقش قضية التفكك الطبقي اللي بنلاحظها بكثرة مؤخرا، كمان بيستعرض مشكلة الطائفية في المجتمع المصري من خلال عرض نماذج لأشخاص وأسر مسلمة ومسيحية، وبنحس طوال وقت مشاهدتنا للفيلم بأن المؤلف والمخرج خالد يوسف بيحاول يتناول كل ما هو محظور ومسكوت عنه سواء في الدين أو الجنس أو السياسة.
لكن من عيوب أسلوب المواجهة ده أن الفيلم أصبح غير مناسب للمشاهدين المحافظين، أو جمهور الأسر اللي بيحب يدخل الأفلام في العيد كأسرة واحدة. ده هايأثر على إيرادات الفيلم وعلى مدى تقبل الناس للفيلم وشعورهم بالتوحد مع أحداثه. علشان كده بدأنا نشوف هجوم على الفيلم على مواقع السوشيال ميديا، ومن هنا قولنا ان لو تم عرض الفيلم في غير موسم العيد كان هايكون افضل.
عمرو سعد وخالد الصاوي قدموا أداء تمثيلي مميز، زينة كمان قدرت تخرج من جلدها التمثيلي ومن (منطقة الأمان) الخاصة بها واللي قدمت منها أدوار كتير شبه بعضها، واستطاعت القيام بدورها باجادة متميزة تستحق الإشادة. لكن من ناحية أخرى اختيار غادة عبد الرازق ووفاء عامر كان غير موفق، وفي راينا تم اختيارهم لـ(تتقيل) فريق العمل في الفيلم ووضع أسماء عدد كبير من النجوم على الافيش وده يحسب في غير مصلحة الفيلم.
كارما مش أجرأ أو أفضل فيلم شوفناه مؤخرا. لكنه محاولة موفقة لصناعة سينما مختلفة وجادة وقادرة على مناقشة قضايا المجتمع. من مخرج مش بيخاف من هجوم الناس عليه أو الضجة اللي بتثار حول أفلامه باستمرار.
علشان تبقى عارف: عمرو سعد بطل الفيلم من مواليد السيدة زينب سنة 1971 وبدأ في أدوار صغيرة لكن في اعمال مهمة زي فيلم المدينة و الأخر ثم قدم نفسه بقوة من خلال اعمال اكثر تأثيرا زي خيانة مشروعة وحين ميسرة وفيلم الكبار.