جريدة المقال

كليبات تنشيط السياحة.. أم تنشيط جيوب المنتجين؟!

قراءة سهلة

“الملف الإقتصادي”

هذه الجملة البسيطة التى تحمل بداخلها طيات واحدة من أهم المشكلات التى تواجه مصر فى الفترة الأخيرة، ولعل الملف الإقتصادي واحداً من أهم الملفات – إن لم يكن أهمها على الإطلاق- التى تحدد مصير مصر فى الفترة المقبلة، ولعل أزمة الدولار واحدة من الأزمات الأساسية التى تُشكل أزمة الملف الإقتصادي فى مصر، بالإضافة لملف السياحة المتعثر والذى يمثل حجر الأساس فى الدخل المصري الإقتصادي.

ولأن للفن نصيب الأسد فى محاولة حل مشكلات المجتمع، يلجأ أهل الفن لمحاولة دعم الملف الإقتصادي من خلال إطلاق كليبات تنشيط السياحة فى مصر، وهى كليبات لا تهدف فى النهاية سوي لمخاطبة المشاهد المصري أولاً وأخيراً، ولا نعرف كيف سيتمكن هذا المشاهد (الغلبان) الذى يشاهد الكليب الترويجي عبر (يوتيوب) فى تنشيط السياحة فى بلده؟!

أول أزمات كليبات تنشيط السياحة فى مصر، هى أنها لا تخاطب الجمهور الحقيقي المفروض استهدافه، وتسعي لتقديم منتج يُبهر المشاهد العربي، لكنه لا يخاطب المُشاهد الأجنبي المفروض استهدافه بالفيديو بالمقام الأول، ويذكرنا هذا الفشل بفشل الحملة الإعلامية لتنظيم مصر لكأس العالم، حينما اهتمت الحملة الإعلامية بإقناع المشاهد المصري بقدرتنا على تنظيم البطولة، بينما نسينا إقناع من بيدهم اعطاؤنا قرار التنظيم نفسه.. فكانت فضيحة الصفر!

ثاني أزمات كليبات تنشيط السياحة فى مصر، تتمثل فى أنها لا تعود بمردود حقيقي ومباشر على السياحة المصرية المتعثرة، فكر واسأل نفسك، كم فوجاً سياحيا استقبلتهم مصر بعد عرض اغنية (مصر قريبة) على سبيل المثال؟ وكم فندقاً اعيد افتتاحهم لإستقبال الرواد القادمين لمصر بعد عرض اغنية (القاهرة) مثلا؟! الإجابة هى صفر كبير، والحقيقة ان كليبات الترويج للسياحة المصرية لا تعود بالخير سوي على المنتجين القائمين على انتاجها أولاً وأخيراً.

ثالث أزمات كليبات تنشيط السياحة، ضعف المستوي الفني لمعظم هذه الشرائط المصورة، فعل سبيل المثال فى اغنية (لفه) التى تم تصويرها كفيديو كليب لتنشيط السياحة المصرية، اتصفت كلمات الأغنية بالضعف الشديد وعدم التوازن الشعري، بالإضافة  لمونتاج الأغنية المُغرق فى السطحية ومحاولة انتاج شريط غنائى سريع وغير مُتقن.

ولعل ضعف التنفيذ التقني والفني للعديد من هذه الشرائط يسبب حالة من السخرية التى تبقى لما بعد انتهاء عرض الأغنية، وهنا نتسائل، هل تبقى لنا شيء بعد كليب (مصر قريبة) غير سخرية رواد مواقع التواصل الإجتماعي وانتقاداتهم التى طالت كل من شارك فى الكليب وبالأخص غاده عادل؟ وهل شهدت السياحة العربية لمصر اي زيادة بعد عرض الكليب؟

التريقة والتنمر على وسائل التواصل الإجتماعي طالت أيضاً كليب (القاهرة) لمحمد منير وعمرو دياب، وكان فيديو كليب موازي وساخر من الفيديو الأصلي قد أصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي وبعض البرامج الحوارية أيضاً، والتى عرضت فيديو ساخر من الأغنية الأصلية، والتى نالت الكثير من الإنتقادات بسبب التعرض لصورة طبقية وغير حقيقية للقاهرة.

إن دعم السياحة المصرية يا سادة لن يكون بعمل فيديو كليبات ضعيفة المستوي لا تخاطب سوي المواطن المصري، بقدر إحتياجها لدعم لمستوي الفنادق والخدمات السياحية التى يتم تقديمها للسياح، وزيادة الإنفاق على خدمات تأمين ورعاية السياح، وتحسين خدمات الطيران والفندقة وكافة الخدمات المرافقة للسائح بمجرد وصوله لمصر، ويمكننا القول أن إجمالى ما تم إنفاقه على كليبات دعم السياحة المصرية، لو تم إنفاقه بشكل مباشر على تحسين الخدمات السياحية لكانت الكثير من الأمور قد اختلفت، ولزادت نسب السياحة الواردة لمصر بأكثر من الزيادة التى قد يؤدي لها تقديم أغنية عن جمال البلد وروعة أثارها!

غاده عادل: فنانة مصرية شاركت فى العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات العربية، كانت بدايتها مع الفنان محمد هنيدي فى فيلم (بليه ودماغه العالية) ثم استمرت فى تقديم العديد من الأعمال كان أخرها (أهواك) مع تامر حسني.

عمرو  دياب: واحد من أشهر مطربي مصر، ولد فى مدينة بورسعيد ثم انتقل للقاهرة، واستطاع تحقيق نجاح فني متميز على مدي سنوات عديدة، يلقبه محبوه بالـ(هضبه) نظراً لقدرته على تحقيق نجاحا هائلاً ومستمراً لعدة أجيال فنية وغنائية.

زر الذهاب إلى الأعلى