مقالات كايرو 360

مسلسل عمر افندي. السوشيال ميديا خلته حاجه ١٣ خالص

قراءة سهلة

في الفترة اللي أعقبت ظهور القنوات الفضائية وانتشار أطباق (الدش) ووصلات الفرجة على القنوات المشفرة في مصر والدول العربية. الإنتاج السينمائي في مصر تأثر بشكل كبير بالإنفراجة دي، وتحولت القنوات الفضائية اللي بتشتري كل الإنتاج السينمائي بمجرد انتهاء الاقبال عليه في السينمات بأسعار معقولة، لطوق نجاة للمنتجين اللي أصبحوا قادرين على تعويض جزء كبير من مصاريف الإنتاج من خلال الفلوس اللي بتيجي لهم من الفضائيات. وده خلى أعمال كتير في الفترة دي أقل من طموحات المشاهدين، طالما المنتجين ضمنوا تحقيقهم للربح. نفس الموضوع بيحصل حالياً لكن مع استبدال البث الفضائي، بالسوشيال ميديا. ومسلسل عمر افندي دليل واضح على الحكاية دي. تعالوا نعرف ازاي.

مسلسل عمر افندي مسلسل مصري بيعرض على منصة شاهد وقنوات  ON دراما الفضائية، المسلسل بيحكي عن علي اللي بيكتشف سرداب سري في منزل والده، بينتقل من خلاله من سنة ٢٠٢٤ الى ١٩٤٣. علشان يعيش حياة مزدوجة بشخصية جديدة هي (عمر) اللي بيلاقي فرصة يغير كل حاجة كان مجبر عليها في حياته الحالية من خلال استغلال فرصة الرجوع بالزمن.

قصة المسلسل كويسة جدا ويطلع منها تنويعات أكتر من رائعة، مش بس في الكوميديا، لكن في مناقشة نقطة مهمة هي اكتشاف الانسان لنفسه، وايه اللي ممكن يحصل لو شخص قرر يتخلى عن أحلامه على حساب الارتباط بإنسانة من طبقة أعلى، والإلتحاق بوظيفة هاتحقق له أمان مالي لكن هاتقتل شغفه وهوايته. لكن مصطفى حمدي المؤلف ماقدرش يستغل كل الخيوط اللي فتحها علشان يقدم لنا تنويعات ممتعة، واكتفى باللعب على الأوتار المضمونة والكوميديا السهلة واللي جزء كبير منها كان له طابع جنسي بيخلينا لا نرشح المسلسل للمشاهدين المحافظين، وكلامنا هنا عن الخيط الدرامي المتعلق بشخصية لمعي (محمد عبد العظيم) وكل ما يتصل بها من شخصيات وأحداث.

إخراج المسلسل اللي كان مهمة عبدالرحمن أبو غزالة حاول يسد ثغرات التمثيل من خلال كادرات جميلة جدا. الكادرات كانت بتحكي أحيانا القصة من خلال تكوين المشهد، زي ماشوفنا المشهد اللي جمع علي مع صاحبه صبري (أحمد سلطان) في الأوضة على السطح، وشوفنا ازاي وضع عبد الرحمن الصديقين على أطراف المشهد وبينهم ديكور للمكتبة فاصلهم عن بعض، علشان يورينا ازاي الدنيا أخدت كل واحد فيهم في اتجاه. وغيرها من الكادرات المميزة زي مشهد الرقصة تحت المطر في الحلقات الأخيرة. والتوظيف الرائع للديكورات علشان ننتقل لعالم ١٩٤٣ بسلاسة. لكن من امتى الإخراج وحده والكادرات وحدها تقدر تخلي العمل ينجح؟

هنا بييجي طوق النجاة اللي ألقته السوشيال ميديا للمسلسل، من خلال تفاعل الناس مع بعض تفاصيل المسلسل ومع أغنيته اللي انتشرت على تيك توك وبدأ الناس تعمل عليها فيديوهات، وبحسابات السوق الحالية المسلسل نجح أنه يخلق حالة من الضجة ويجيب متابعين له من السوشيال ميديا، والناس أصبحت تردد ايفيهات زي (حاجه ١٣ خالص) وغيرها طول الوقت، وده أكيد شكل من أشكال النجاح، لكن هل بالحسابات الفنية التقليدية المسلسل قدم جديد؟

تعالوا نتكلم عن حاجه زي الأداء التمثيلي مثلا.. أحمد حاتم في دور علي أو عمر، كان عنده فرصة يعيد تقديم نفسه كممثل قادر على تقديم أدوار مركبة، فيها تعقيدات نفسية وصراع داخلي للشخصية. كل ده مانجحش فيه حاتم بقدر ما نجح في أنه يقدم لنا أداء مختلف لأغنية (لولاش) اللي قدمها حسام حسني في التسعينات.

بس علشان نكون بنتكلم بأمانة، حاتم كان محتاج سيناريو قوي فيه تطور أفضل من كده لشخصية علي، فانقدر نقول أن الضعف هنا مقسوم ٥٠٪ مشكلة الممثل و ٥٠٪ مشكلة السيناريو.

رانيا يوسف في دور دلال، كانت مش متمكنة من الشخصية اللي بتقدمها، في بعض المشاهد حسينا انها بتسمع الحوار بدون أي مشاعر، ودي حاجه غريبة على ممثلة محترفة وقدمت أدوار عظيمة قبل كده زي رانيا.

ميران عبد الوارث في دور ماجي، محتاجه تتدرب أكتر من كده على التحكم في انفعالات الشخصية وأدائها بشكل جيد أمام الكاميرا، وده كان واضح في المشاهد اللي فيها انفعالات جارفة زي الحزن أو الخوف، ميران لسه قدامها وقت ومجهود كبير علشان نقول أننا أمام ممثلة كويسة.

مش معنى كده أن كل الأداء التمثيلي كان وحش، عندنا أداء ممتاز من محمد رضوان في دور شلهوب، ومصطفى أبو سريع في دور دياسطي، ومحمود حافظ في دور أباظة، التلاته كان عليهم عبء الكوميديا في المسلسل وقاموا بأدوارهم كويس جدا، في ظل تنميط السيناريو للأدوار دي. بمعنى أننا بنشوف الشرير وهو شرير من الألف للياء، واليهودي وهو بخيل وانتهازي من الألف للياء. ودي أشكال نمطية للشخصيات ماحدش تعب نفسه أنه يقدمها بشكل مختلف أو بأبعاد إنسانية تانيه، لا على صعيد الكتابة ولا الأداء التمثيلي.

مسلسل عمر افندي ممكن نعتبره مسلسل خفيف فيه بعض الايفيهات الكوميدية، محتاج كوبايتين مية علشان نبلع كل مشاكل السيناريو والتمثيل، ولولا السوشيال ميديا المسلسل ده مكانش هايحقق النجاح اللي حققه حاليا.

زر الذهاب إلى الأعلى