مقالات كايرو 360

مسلسل ٦ شهور : كوميديا حديثة في السريع منه!

قراءة سهلة

مع بداية عرض مسلسل ٦ شهور على منصة watch it كنا حاطين إيدنا على قلبنا، لأننا تعودنا أن البدايات القوية للمسلسلات العربية، بتنتهي بيها في النهاية لطريق من ٢ ، إما السقوط في فخ التكرار والمط لزوم الوصول للرقم السحري (٣٠ حلقة) ولو كان الوصول ده على جثة المنطق والأحداث والسيناريو والمشاهدين نفسهم لو تطلب الأمر، وإما السقوط في فخ محاولة ابهار المشاهدين من خلال حبكات ملتوية Plot twist  متشابكة ومتداخلة لدرجة تضايق المشاهد نفسه.

المط والتكرار ومحاولة الوصول ل ٣٠ حلقة بأي تمن كان السمة الأساسية في أعمال كتير من أعمال رمضان الماضي، ومحاولة عمل Plot twist على حساب المنطق كان غلطة وقع فيها مسلسل زي (برغم القانون) كان ممكن يكون واحد من أفضل مسلسلات الموسم لولا المشكلة دي.

مسلسل ٦ شهور بقى بيتغلب على كل المشاكل دي، عشر حلقات بس بدون حشو ولا مط ولا تطويل، قصة واقعية ظريفة، ومواقف كوميدية من اللي ممكن تحصل لأي حد فينا في حياته اليومية، علشان كده بنرشحه للمشاهدة وعايزين نتكلم عنه بتفصيل أكتر.

مسلسل ٦ شهور بيحكي عن مراد (نور النبوي)، اللي يعتبر من الطلاب المتميزين في كلية الهندسة، لكن ولظروف مش عاوزين نحرقها عليكم، بيضطر يسيب حلمه ومشروع عمره، علشان يشتغل في قسم المبيعات في شركة تسويق عقاري كبيرة. وهناك بيقابل مديره المباشر كمال (مراد مكرم) واللي بيعرفه أنه علشان يتم قبوله في الشغل، لازم يدخل في منافسة على تحقيق أعلى مبيعات مع بنت تانيه بتلتحق بالشغل زيه واسمها لطيفة (نور إيهاب).

المنافسة بين مراد ولطيفة ليها طبعا جانب كوميدي رائع، لكن في نفس الوقت بتورينا حجم التنافس في عالم مبيعات الوحدات العقارية، وازاي فريق التسويق فيه أنماط مختلفة من البشر، مابين الحاقد، والمجتهد، الشريف واللي عاوز يعمل أي حاجه علشان يحقق الـ  Target. وده عمل تنوع أكسب المسلسل روح مرحة وجميلة جدا.

لازم نعترف أن نور النبوي أصبح له شخصيته التمثيلية الخاصة، اللي يستحق يتم تقييمه عليها بعيدا عن كونه ابن الفنان الكبير خالد النبوي. وده صعب خاصة مع ألعاب الجينات اللي تخلينا لو غمضنا عيننا وسمعنا نور وهو بيتكلم هانتلخبط بينه وبين النبوي الأب، لكن ده لا يمنع أن نور النبوي بيحاول يخلق لنفسه هوية تمثيلية بعيدا عن والده، وده – وإن كان صعب- لكن مش مستحيل وسبق وقدر يعمله كريم محمود عبد العزيز ومحمد عادل إمام وغيرهم.

نور إيهاب طالعه بدور بنت اسمها لطيفة، وهي فعلا لطيفة، وليها طلة الكاميرا بتحبها، إحنا متابعين نور من أيام ما كانت طفلة في مسلسل اختيار اجباري، والحقيقة ان عاجبنا اختيارها لأدوارها وانها بتشتغل على نفسها وبتتطور من دور للتاني. نتمنى بس ماتقعش في فخ التكرار وماتبقاش مجرد إعادة وإزادة لدور البنت اللطيفة الطيبة الـ(كيوت).

مراد مكرم أو (الأكيل) اللي كلنا عارفينه. الراجل ده بيثبت في كل مرة يقف فيها قدام الشاشة أنه غول تمثيل حقيقي. وبيمثل من منطقة الراحة بدون افتعال أو ابتذال، والحقيقة ان إمكانيات مكرم التمثيلية مش مستغلة بنسبة ١٠٠٪ لحد دلوقت، وده لما يحصل نقدر نراهنكم انننا هانشوف موهبة تمثيلية ممتازة وبتفكرنا بجيل الكبار.

على الرغم من ظهوره القليل، لكن الفنان محمد عبد العظيم عمل دور ممتاز ومعلم مع الناس قوي، ويكفي اننا نلاحظ أدوار عبد العظيم في الفترة الأخيرة علشان نعرف اننا قدام شخص بيضيف لكل عمل يشتغل فيه، ومجرد ظهوره على الشاشة بيكون دليل على اننا هانشوف دور كويس جدا، حتى لو عدد مشاهده قليلة.

في تجربته الاخراجية الأولى، يعتبر مصطفى صولي ناجح بجدارة، وقدر يقدم عمل مش ممل وايقاعه سريع واحداثه مافيهاش تكرار، كل ده وسط جو كوميدي خفيف، بدون ما ينسى لحظه أنه بيقدم مسلسل عائلي بيدخل كل بيت، وبدون ما يضطر يقدم ايفيهات خادشة أو مشاهد تدخين أو تعاطي، ودي حاجه تحسب له وبشدة وكان كل حاجه قدمها في المسلسل مختلفة ولطيفة حتى تتر البداية اللي ظهر فيه بصوته وهو بيعرفنا بنفسه “انا مصطفى صولي مخرج مسلسل ٦ شهور” في لفتة جميلة منه.

مسلسل ٦ شهور مثال على النجاح اللي ممكن يعمله صناع الفن في مصر، لو بس تجرأوا على رفض القوالب الجاهزة في السيناريوهات، والتمرد على ضرورة تقديم عمل من ٣٠ حلقة، وضرورة وجود بطل واحد باسم تقيل علشان (يشيل) المسلسل، كل دي حاجات مش لازمة للنجاح، و(٦ شهور) أكبر مثال على كلامنا ده

زر الذهاب إلى الأعلى