من روبن ويليامز الى اسماعيل يس… أحزان المهرجين!
فى 11 أغسطس تحل ذكري إنتحار الفنان الكوميدي روبن ويليامز .. هذا الذي بدأ حياته ككوميدي مسرحي في سان فرانسيسكو و لوس أنجلوس وذاعت شهرته بعد عرض مسلسل Mork and Midny وهذا الذى حصل على جائزة الجولدن جلوب 4 مرات وجائزة جرامي 5 مرات وجد منتحراً فى منزله فى سان فرانسيسكو بعد مشوار طويل مع الإكتئاب والإدمان على الخمور.
خبر انتحار روبن ويليامز ومعاناته مع الإكتئاب والإدمان أذهلوا جميع محبيه فى جميع أنحاء العالم، فكيف يمكن لصانع البهجة وواحد من أكبر أسباب الإبتسام والضحك والسخرية فى العالم أن يعاني الإكتئاب؟ وكيف يمكن أن يصل فنان لمستوي احترافي يمكنه من إضحاك جمهوره بينما يعاني هو مشكلاته النفسية وحيداً مكتئبا؟!
الخبر الذى مثل صدمة لعشاق الفنان الراحل سبب صدمة لفنانين هوليود هم الأخرين، وبدأ السؤال فى التردد: هل ما يقدمه الفنانين فى هوليود حقيقي؟ أم أن القناع الذى يرتديه المهرج قد يداري أحيانا الدموع والإكتئاب والإدمان؟
يتزامن هذا السؤال مع الخبر الذى غزا المواقع الإخبارية مؤخراً خبر ظهور الفنان جيم كاري بابتسامة عريضة و معنويات مرتفعة، على الرغم من مرورة بحالة إكتئاب ورغبة فى الإنعزال عن البشر على خلفية انتحار حبيبته كاثريونا وايت.
حالة الإكتئاب التى مر بها واحد من أشهر فنانين الكوميديا فى العالم أعادت للأذهان قصة إنتحار روبن ويليامز، وأججت نار الإشتعال فى السؤال: هل فعلا (باب النجار مخلع) وهل يتعرض أهل الكوميديا والضحكة أيضا لموجات إكتئاب وحزن ورغبة فى الإنعزال عن المجتمع
لا تتوقف الظاهرة عند نجوم هوليود فحسب، بل أن العديد من قصص الحياة الكئيبة لنجوم الكوميديا فى مصر تؤكد على عدم الإتساق بين الحياة الشخصية للفنان وبين ما يظهر على شاشة السينما.
فى الأسبوع الأول من يونيو عام 1949 توفى الفنان نجيب الريحاني، صاحب واحدة من أهم وأكبر مدارس الكوميديا فى السينما العربية، اضطر لانهاء عروضه المسرحية ودخل المستشفي اليوناني بالعباسية مصابا بالتيفود، ورحل فى هدوء وصمت مخلفاً وراءه تاريخا سينمائيا عريقا وكنزا لا ينضب من الضحك والكوميديا.
وفى مارس 1964 رحل عبد الفتاح القصري الكوميديان المتميز… وأصيب قبل رحيله بالعديد من الأمراض، وفقد بصره وهو يؤدي أحد أدواره على المسرح فظن الجمهور أنه مندمج فى التمثيل ولم يفطن لما حدث سوي شريكه فى العرض (اسماعيل يس) والذى سحبه للكواليس ليموت بعدها بأسابيع متاثراً بأمراضه واكتئابه.
حتي اسماعيل يس نفسه.. ملك الكوميديا وأستاذ الاستعراضات الكوميدية الأول مات فقيراً حزيناً بعد تعرضه للإضطهاد من مراكز القوي ابان حكم الرئيس عبد الناصر، وبعد أن قامت الضرائب بالحجز على ممتلكاته، وكأن حياة كل هؤلاء الذين تسببوا فى اضحاكنا لسنوات تنتهي نهايات لا تتناسب مع تاريخهم الطويل فى الكوميديا ورسم الإبتسامة على الشفاه.
هذا التباين الكبير بين طبيعة الأدوار التى قدمها هؤلاء الفنانين وبين حياتهم الشخصية التى عاشوها، تجعلنا ندرك أن ما يجري تحت النهر يختلف كثيرا عما يدور على سطحه.. وأن بعض الأدوار الكوميدية والفنانين العظام الذين أدوا أدوارا كوميدية خالدة، لم تكن حياتهم بنفس القدر من الكوميدية، وأن سخرية القدر فوق أي سخرية وأن هوليود قادرة على خداع العالم وتصدير الكوميديا للجميع… إلا للفنانين أصحاب الأدوار الكوميدية نفسها!
روبن ويليامز: ممثل كوميدي شهير (1951-2014) أدي العديد من الأدوار الكوميدية البارزة والخالدة، توفى منتحراً بعد معاناة مع الإكتئاب.
جيم كاري: ممثل كندي من مواليد يناير 1961 حائز على جائزة الغولدن غلوب مرتين معروف بأسلوبه الكوميدي الساخر المبالغ فيه وحركاته الجسدية الهزلية.أدي الكثير من الأدوار الهزلية والجدية وحقق شهرة كبيرة بمشاركاته الفنية.