نقيض بابا نويل يهاجم المنازل… والسينمات!
لا نعتقد ان هناك من لا يعرف اسطورة (بابا نويل).. الرجل الطيب ذي اللحية البيضاء الذى يكافىء الأطفال الأخيار ويترك لهم الألعاب فى ليلة رأس السنة الميلادية من كل عام.. لكن البعض قد يكتشف ان لبابا نويل نقيض مرعب وبغيض هو المسخ الشرس (كرامبس) الذى يعاقب هؤلاء الصغار الذين لا يحسنون التصرف طوال العام.. ولأن الأسطورة مرعبة، فلم تلق نفس الرواج الذى تحظي به اسطورة (بابا نويل).. على الأقل قبل اصدار فيلم هوليودي يتناول هذه الأسطورة، استقبلته دور العرض المصرية مؤخراً بالتزامن مع عرضه فى دور العرض الامريكية والعالمية.
الفيلم كتبه وأنتجه وأخرجه ميشيل دوجيرتي وشارك في بطولته عدد من النجوم منهم آدم سكوت وتوني كوليت ودايفيد كوشنر ويبدأ بمشاهد افتتاحية لأجتماع عائلتين للأحتفال بالكريسماس.. الجو الحميمي الدافىء فى بداية أحداث الفيلم اعاد لذاكرتنا فيلماً اخر هو Home Aloneوالذى تدور أحداثه فى اطار من الكوميديا حول محاولات طفل الهروب من عصابة محترفة بعد ان ينساه اهله ويسافروا خارج البلاد، وهو واحد من اشهر افلام السينما الامريكية الخاصة بفترة اعياد الكريسماس.. لكن (كرامبس) كان يحمل لنا مفاجأة جديدة.
الفيلم لا يكتفى بعرض الجو الحميمي لأعياد الميلاد، فمع تطور الأحداث ونشوب شجار بين اطفال العائلتين، يقوم احد الأطفال بأهانة (بابا نويل)والتقليل من شأنه وتمزيق رسالة منسوبة اليه، وهنا يبدأ فصل جديد من الأحداث فى الفيلم حيث يستجيب المسخ (كرامبس) لأهانة الطفل لبابا نويل، ويقرر الأنتقام بتحويل حياة العائلة بالكامل لجحيم مستمر لا ينقطع ولا ينتهي الا بنهاية العائلة كلها!
تبدأ الأحداث المرعبة فى الفيلم مع بداية ظهور الوحش (كرامبس)، والذى لا يظهر بشكل مباشر فى الأحداث فى البداية، بل يكتفى بارسال جنوده الذين يبدأون فى استهداف الأطفال الصغار واختطافهم، ومحاولة تشتيت العائلة التى يحاول افرادها بكل شكل التشبث بالابناء وحمايتهم من المصير القاتل الذى ينتظرهم.
على الرغم من التميز التقني والفني الذى حظي به الفيلم، والتركيز والأهتمام باخراج المشاهد التى تمت صناعتها بتقنيات العرض والخدع السينمائية التى تجيد هوليود تقديمها حتي النخاع، الا ان الفيلم فشل فى ارعاب الجمهور، بينما كان البعد الكوميدي هو الاكثر سيطرة على المشاهدين فى دور العرض المصرية التى يعرض فيها الفيلم.
لكن على الرغم من فشل الفيلم فى تحقيق النتيجة المرعبة المرجوه منه، الا انه نجح فى ايصال الرسالة الاساسية التى يود تقديمها من خلال الاحداث الشيقة، وهى ضرورة التمسك بالامل والتمسك بالقدرة والرغبة على تحقيق الأهداف، وان اللحظة التى يقدم فيها الأنسان على التخلى عن احلامه واهدافه والخجل منها، هى ذاتها اللحظة التى سيبدأ الأنسان فى صنع الـ(كرامبس) الخاص به.. وما أسوأ ان يلتهم الانسان احلامه بنفسه، وان يخنق طموحاته بيديه.
نقول هذا لان توظيف الأحداث فى الفيلم جاء بحيث يبدأ (كرامبس) فى الظهور بعد ان يفقد الطفل الصغير (ماكس) الثقة فى وجود بابا نويل، وبعد ان يمزق الخطاب الذى ارسله له شر ممزق.. هنا يستعرض الفيلم كيف يمكن ان يكون الأمر مكلفا عندما يتخلى اللأنسان عن احلامه ونظرته المتفائلة فى المستقبل.
على الرغم من عدم ظهور (كرامبس) لمدة طويلة على الشاشة، الا ان صناع الفيلم استطاعوا تقديم فيلم قوي ومتميز على الرغم من قلة الامكانيات وضعف الميزانية المرصودة للفيلم.
يعتبر (كرامبس) فيلما عائلياً مسليا، ننصحكم بمشاهدته فى موسم اعياد الكريسماس، كون الفيلم مناسب تماما للأجواء الباردة وطقوس اجتماع العائلة حول المدفأة لمشاهدة فيلم جديد ومثير.
ميشيل دوجيرتي: مخرج ومؤلف امريكي شهير، من مواليد 1974 بولاية اوهايو الامريكية وهو مخرج الجزء الثاني من سلسلة افلام XMEN
بابا نويل: شخصية خيالية مستمدة من شخصية حقيقيه هو (القديس نيكولاس) والذى كان يوزع الحلوي على الصبية الفقراء الصغار ويطلق عليه العديد من الاسماء فى العديد من بلدان العالم.