نواره : معاناة الغلابة بعد الثورة
فيلم (نوارة) كان واحده من أفضل المفجأت السينمائية اللى شوفناها مؤخراً، فعلى الرغم من البساطة اللى بيبدو بيها الفيلم من الخارج، إلا إن السمات السينمائية اللى بيقدمها الفيلم، والقصة العميقة والإسقاطات السياسية والإجتماعية اللى بيقدمها الفيلم، أمتعتنا جداً، وأرخت لفترة زمنية قصيرة بعد ثورة 25 يناير، لكن حصل فيها أحداث كتير مهمه ومؤثرة على حياتنا الشخصية يمكن لحد النهرده… فيلم نوارة فى رأينا إنتصار للسينما القوية القادرة على تقديم جديد، على الرغم من بعض السلبيات اللى شوفناها فى أحداث الفيلم.
من إخراج هالة خليل وبطولة منه شلبى ومحمود حميده و شيرين رضا ورجاء حسين بنشوف قصة بنت مكافحة (نوارة) علشان تقضى حياتها وتكسب بعض الفلوس القليلة من خلال العمل فى منزل وزير سابق (محمود حميده) وزوجته (شيرين رضا) علشان تقدر تصرف على نفسها وعلى زواجها من حبيبها اللى بيحاول يلاقى بيت يجمعهم سوا، كل ده بيحصل مع استعراض محاولة الدولة حصر واستعادة ثرواتها المهربة من أيام الرئيس السابق حسني مبارك.
يحسب للفيلم الجرأة السياسية وتناوله إسم مسئولين سابقين فى الدولة بالأسماء وبدون مواربة أو خوف من أي تصنيف سياسى من اللى ماليين البلد حالياً، لكن بنعيب على الفيلم بطء السيناريو وتكراره العديد من المشاهد وتفاصيل الحياة اليومية بدون تغيير، وفى واقع الأمر نقدر نقول إن الفيلم خلط بين رغبتنا فى معرفة تفاصيل يوم (نواره) وبين رغبتنا فى مشاهدة حياتها يوم ورا يوم على الشاشة!
الأداء التمثيلي لمنه شلبي كان أكتر من رائع، وساعدها على كده اهتمام المخرجة هالة خليل بأبسط تفاصيل شخصيتها، وعجبنا جدا تركيز الكاميرا على اصابع أقدامها المتسخة، وعلى (المونيكير) المقشر والبنطلون الممزق من أطرافه، وباقى تفاصيل الفقر وعدم الإهتمام، وكلها علامات محفوظة للغة سينمائية إخراجية عالية المستوي عودتنا عليها هاله خليل فى أعمالها الإخراجية.
نرجع للتمثيل.. محمود حميده وشيرين رضا فى أدوار متميزه وان كانوا محفوظين فى أدائها، وجه الوقت ان شيرين رضا تخرج من شخصية المرأة المتسلطة لأفاق أوسع من كده بكتير، أما ظهور عباس أبو الحسن كضيف شرف فا يحسب له قدرته على أداء شخصية الرجل العنيف عديم الرحمة، واللى قدر يأديها بإسلوب متميز ومختلف عن باقى أدواره الأخري.
من الأمور اللى اعجبتنا فى الفيلم الإهتمام بالخلفية الموسيقية للأحداث، وبخلفية اذاعة الراديو للأخبار اللى كلها ليها علاقه باستعادة الدولة للأموال المنهوبة وكلها تفاصيل إحنا عيشناها واتعاملنا معاها، علشان كده اهتمامنا بالفيلم كان أكبر وأوسع.
فيلم نواره تجربة سينمائية محترمة وقوية وتستحق المشاهدة والتقييم والدعم.. انتو ايه رأيكم؟