مقالات كايرو 360

وجدة : الخليج كما لم نراه من قبل

قراءة سهلة

الحقيقة اننا عندنا اهتمام كبير بالافلام الوثائقية والمبادرات الخاصة والافلام المستقلة ، وشايفين ان فيها حل اكيد لمشكلة السينما العربية بشكل عام والسينما المصرية بشكل خاص .

وجدة هو فيلم سعودي مستقل من اخراج وتأليف هيفاء المنصور ، بيحكى عن طفلة صغيرة اسمها (وجده) قامت بدورها الطفله وعد محمد ، بتعيش مع والدتها ريم عبد الله فى ظل غياب الزوج بسبب العمل معظم الوقت .

وجدة عاوزة تشترى دراجة او (سيكل) زى ما بيتم نطقها فى الفيلم باللهجة الخليجية السعودية ، موضوع شراء وركوب البنات للدراجات فى الثقافة السعودية محرم بشدة بسبب خوف الاهل على فقد البنات لبكارتهن بسبب الدراجات ! وبشكل عام بنشوف ازاى الجنس ممكن يتحول كهاجس فى مجتمع من اكثر المجتمعات المحافظة ، ازاى الزوجة عندها حالة من الهلع من فكرة ان جوزها ممكن  يتجوز عليها فى اى لحظه ، وازاى بيتم التفرقة  فى المعاملة بين الولاد والبنات ، وغيرها من الامور .

علشان توصل وجده لمرادها بتبدأ فى تجميع الفلوس الازمة لتحقيق حلمها ، لكنها مش عارفة ان المجتمع ممكن يكون عقبه اكبر من عقبه الفلوس ، بتشترك وجدة فى مسابقة تحفيظ القرأن الكريم فى المدرسة ، فقط لأن الجائزة 1000 ريال سعودي ، وفى نفس الوقت بتبدأ تعمل صفقات فى كل مكان ومع الجميع فى سبيل تحقيق هدفها . لكن مين قال ان المجتمع ممكن يوافق بالسهولة دى على قيادة البنت للدراجة ، وهو نفس المجتمع اللى لسه حتى الان مش بيسمح للمرأه أنها تقود السيارة ؟!

الفيلم طوال الوقت بيركز على فكرة الحريات فى مجتمع محافظ زى المجتمع السعودي ، وفكرة التفرقة فى المعاملة بين الذكور والاناث فى ابسط الحقوق حتى حق ركوب الدراجه !

شخصية (وجدة) هى تجسيد لشخصية الجيل الجديد اللى بدأنا نلاحظه مؤخرا فى المملكة العربية ، جيل قوى صامد بيحاول يوصل لحقوقه دون مواربة او تنازل او نفاق للمجتمع ، جيل ليبرالى مؤمن بالحرية وممارستها بالشكل اللى لا يتعارض مع الدين ، وبيقف ضد خلط العادات والتقاليد بالدين وتحويلها مع الوقت لما يشبه النصوص المقدسة .

اللهجة السعودية ضايقتنا فى مراحل كتير من الفيلم ، وفى البدايه كنا معتمدين على الترجمة الانجليزية المصاحبة للفيلم وده شىء ضايقنا جدا اننا نكون فى الوطن العربى ومش قادرين نفهم لهجات بعض للدرجة اللى تخلينا نستعين بترجمة اجنبية ، لكن مع استمرار عرض الفيلم شعرنا اننا اصبحنا اكثر فهما للهجة بعض الشىء .

الموسيقى التصويرية من الامور اللى ساعدتنا على الدخول فى الجو العام للفيلم ، وشوفنا مشاهد جديدة للسعودية لم نكن نعرف انها موجودة من قبل ، وكانت فكرتنا عن المملكة انها مناطق صحراوية متسعه او شوارع ضخمه بتتحرك فيها سيارات دفع رباعى ! لكن للمرة الاولى شوفنا شوارع تشبه كتير شوارعنا فى المناطق الشعبية فى القاهرة ، وغيرها من الامور .

وجده فيلم سعودى مستقل ، يحتاج الدعم والتأييد علشان نشوف افلام اكثر تميزا وحرية . وشكرا لمبادرة (زاوية) على تقديمها الاعمال دى فى السينمات المصرية .

زر الذهاب إلى الأعلى