وش وضهر: طبيب مزيف وممرضة مزيفة بيتقابلوا في طنطا!
لسنين طويلة، كان صناع السينما والمسلسلات في مصر لما يقدموا عمل جديد، يصوروا دايما في القاهرة أو الإسكندرية. وعند وقت معين ظهر اتجاه بالتصوير في المدن الجديدة، زي العلمين وشرم الشيخ والغردقة، بالإضافة للمدن اللي شكلت تطور جغرافي للقاهرة زي الرحاب والتجمع الخامس وغيرها.
حاليا بيفكر كتير من صناع الفن في الاعتماد على مدن في عواصم غربية أو عربية، إنجلترا، أمريكا، دبي، وغيرها من الأماكن. لكن الجديد اللي قدمه صناع (وش وضهر)، هو أنهم اختاروا مدينة طنطا علشان تكون المدينة اللي بتحصل فيها الأحداث الأساسية للمسلسل، بالإضافة لأنهم قرروا التصوير في المدينة بشكلها المعاصر، مش الاكتفاء بمناظر واسعة وعامة، مع تصوير المشاهد الداخلية في استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي كحل أسهل وأقل تكلفة إنتاجية. وده كان قرار رائع.
مسلسل (وش وضهر) هو من انتاجات منصة شاهد، وبيعرض حصريا على التطبيق، اللي يعتبر جزء من منظومة MBC المميزة. وده أعطى قدرات أكبر للكتاب أحمد بدوي و شادي عبد الله انهم يكتبوا السيناريو براحتهم، وكلهم ثقة من قدرة الإنتاج على الخروج بالمسلسل زي ما توقعوا، مش بس علشان وراهم انتاج قوي، لكن علشان وراهم مخرجة ممتازة هي مريم أبو عوف واللي تفوقت على نفسها في اخراج (وش وضهر) وكان واضح في كل تفصيلة بتعملها انها مش بتاخد الحلول السهلة، وبتروح دايما للطريقة الأصعب، والأوقع، والأمتع في الإخراج.
(وش وضهر) بيحكي عن جمال فرحات (اياد نصار).. اللي على الرغم من ضعف مؤهله الدراسي، لكن عنده حب رهيب لمهنة الطب، علشان كده بيستغل وقت فراغه في قراية روشتات الأدوية، بحكم شغله في مخزن شركة أدوية كبيرة. علشان كده بيستغل الصدفة اللي بيضعها أمامه القدر وياخد مبلغ كبير من الفلوس، ويقرر يبدأ حياة جديدة، بهوية مزيفة كطبيب باطنة، في مدينة طنطا. هربا من زوجة نكدية، ووضع مادي سيء.
الصدفة لوحدها هي اللي بتضع قدامه راقصة أفراح شعبية مغمورة (ريهام عبد الغفور)، بتكره حياتها وبتقرر تغير وظيفتها الى ممرضة مزيفة هي كمان، وفي النهاية بينتهي بيها الحال كممرضة للطبيب المزيف! علشان نشوف كمية مواقف درامية وكوميديا موقف لا تنتهي من الحلقة الثانية تقريبا وعلى مدار كل حلقات المسلسل.
صناع المسلسل قرروا الاستفادة من قرار التصوير في طنطا للنهاية. استوطنوا منطقة السيد البدوي في المدينة، وأخدوا مجموعة كادرات ومشاهد عبقرية، بتعيد تعريف المدينة من جديد، وتشيل عنها الفكرة النمطية أنها بلد أرياف مافيهاش أي شكل من أشكال التحضر، ودي الفكرة اللي اتصورت بيها المدينة في معظم الأعمال اللي تناولتها.
مش بس صورة المسلسل اللي كانت جديدة ومختلفة. كمان شريط الصوت. بتنويعات جميلة على أغاني مطربتنا العظيمة ورده، اللي كانت حاضرة من خلال شخصية عبده ورده اللي قدمها اسلام إبراهيم ببراعة. وعمل دويتو هايل مع ثراء جبيل في دور هبة، واللي تعتبر الحلقة الأضعف في المسلسل تمثيليا، وحسينا أنها مكانتش ماسكة تفاصيل شخصيتها كويس. على الرغم من أنها شخصية معقدة عندها دوافع كتير بتحركها، وده بيدي مساحة هايلة للممثلين انهم يشتغلوا ويعملوا لنا عظمة.
لو هانتكلم عن العظمة. يبقى لازم نتكلم عن الأداء السهل الممتنع من الدويتو الأساسي للمسلسل، اياد نصار وريهام عبد الغفور. اللي جسدوا شخصياتهم بطريقة عبقرية، ساعدهم عليهم الإخراج اللي قرر يعمل لنا كوكتيل متنوع من الكوميديا الـ(متعشقة) مع الدراما ومعتمدة على المواقف أكتر من اعتمادها على الايفيهات. مع Voice overللشخصيات بيبرر لنا تصرفاتها المختلفة. الخليط ده كان ممتع جدا. ولا يضاهيه في الحلاوة الا حلاوة الـ(مدلعة).. الحلويات الطنطاوية الخالصة اللي هي مزيج من البسبوسة والكنافة مع الكريمة. واللي استحقت التكريم من صناع المسلسل والكلام عنها في واحد من المشاهد.
وش وضهر مسلسل جميل يستحق المتابعة. كل اللي اشتغلوا عليه كان امامهم دايما حلول سهلة، لكنهم – علشان يمتعونا- قرروا يغامروا وياخدوا الطريق الصعب. علشان كده بنرشحه يكون على قوائم متابعتكم.