مقالات كايرو 360

حرام الجسد: السينما والتابو الجنسي

قراءة سهلة

دائماً وأبداً هايظل الجنس واحد من تابوهات السينما الأكثر شهرة وإثارة للجدل، وده قد يكون بسبب طبيعة المجتمع الشرقي اللى لسه بيبص للجنس كموضوع مُحرم الكلام عنه إلا فى إطار ضيق جداً وفى حالات نادرة، لكن السينما دائماً وأبداً كان لها محطات قوية فى الإصطدام بالتابو الجنسي، وده اللى لعب عليه صناع فيلم (حرام الجسد).. لكن هل نجحوا؟

من تأليف وإخراج (خالد الحجر) وبطولة ناهد السباعي وأحمد عبد الله محمود ومحمود البزاوي و زكي فطين عبد الوهاب، بنشوف قصة خادم بسيط الحال (البزاوي) بيعيش مع زوجته (ناهد السباعي)، وبيعاني من ضعفه الجنسى معاها وعدم قدرته على إشباع رغباتها، ومع وصول قريبهم (أحمد عبد الله محمود) واللى كان مرتبط مع ناهد بقصة حب قديمة، بتبدأ علاقه محرمه فى التغلغل لحياتهم، لحد ما بتيجي اللحظه اللى بيكتشف فيها رب عملهم (زكي فطين عبد الوهاب) العلاقة المحرمة… وبتتوالى الأحداث.

خالد الحجر.. مؤلفاً ومخرجاً بيدخل مباشرة لعمق الأحداث.. مش بيسيب فرصة للمشاهد لإستنتاج أي شىء.. المعلومات بتقدمها المشاهد المتتالية للأحداث بشكل قاطع وحاسم وبدون ترك أي جزء للمشاهد لمحاولة فهمه لوحده.. النوع ده من الوصاية السينمائية حسسنا إن حتي أبطال الفيلم مُساقين ناحية مصائرهم بدون أي إختيار من ناحيتهم.. القصة كانت بتفرض نفسها طوال الوقت، والأبطال مافيش أمامهم غير الإنصياع لمصائهم بدون حتي محاولة للمقاومة، اللهم الا بعض المحاولات البسيطة والسطحية.

على الرغم من قدرة خالد الحجر على توظيف القدرات الفنية لأبطال الفيلم بشكل قوي ومتميز، إلا إن بعض المشاهد كانت بتخرج عن سيطرته، وكان بيستعيد فيها الممثلين روحهم الأصلية ويبان عليهم الخروج عن الروح العامة للفيلم فى لمحات بسيطة، زي مثلا مشاهد الصراع بين زكي فطين عبد الوهاب وبين ناهد السباعي، حسينا إننا بنتفرج على (زكي فطين) نفسه مش على الشخصية اللى بيأديها، وده حتي كان واضح من طريقته فى الكلام وتوجيه الشتائم.

كان لازم يتم تسليط الضوء أكتر من كده على عائلة المهندس مراد (زكي عبد الوهاب)، بدلاً من إنهم يخلوا الأمر مقتصر على الأسرة فى توجيه الرسائل السياسية والزج بثورة 25 يناير بدون أي مبرر فى الأحداث، الأحداث نفسها كان ممكن يتم إستعراضها بدون أي إطار زمني للقصة، وكانت الأمور هاتمشى بشكل أفضل بكتير من اللى شوفناه فى النهاية.

على الرغم من كون الفيلم للكبار فقط، وعلى الرغم من طبيعة الفيلم نفسها إلا إن المشاهد الجنسية فى الفيلم كانت موظفة إخراجياً بشكل متميز، ولم تكن مستفزه أو خارجه عن سياق الأدب العام، لكننا لاحظنا أن الموسيقي التصويرية كانت محتاجه تكون أقوي وأكثر تناسباً مع طبيعة الأحداث، لكن ديكورات المزرعة والحياة الريفية-المدنية اللى بيعيشها الأبطال كانت متميزة جداً على الصعيد البصري، وسرقت إحساسنا بالزمان والمكان على مدار حوالى ساعتين هم عمر الفيلم.

بقالنا كتير ماشوفناش فيلم عربى بيقترب بالشجاعة دي من تابو الجنس، قد يعيب الفيلم أمور كتير، لكن يكفيه القدرة والشجاعة على مناقشة المسكوت عنه، وتقديم قصة وأداء تمثيلي محترمين جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى