اشتباك: الحياة المصرية فى عربية الترحيلات!
نصيحة كايرو360: حالة دعاية كبيرة صاحبت إطلاق الفيلم، لعل أشهرها البوست اللى نشرته صفحة توم هانكس على فيس بوك بيشجع فيه الناس على دخول الفيلم ومشاهدته.
الدعاية المكثفة اللى صاحبت عرض فيلم اشتباك فى دور العرض المصرية، واللى قادها بالأساس صناع الفيلم سواء مؤلفي الفيلم محمد وخالد دياب أو طاقم العمل نفسه، كان لها أثر سلبي وإيجابي فى نفس الوقت.. الأثر الإيجابي تمثل فى اقبال الجمهور على مشاهدة الفيلم اللي حقق كل الجدل ده، أما الأثر السلبي فكان فى زيادة الدعاية عن حدها لدرجة أثارت استياء بعض الجمهور أنفسهم.. كل شىء بيزيد عن حده بينقلب بالضرورة.. للعكس تماماً.
مع نهاية تيترات بداية الفيلم بنبدأ نشوف عربية ترحيلات مصرية عتيقة، بكاميرا واحده بتصور اللى بيحصل جواها فى البداية.. العربية فاضية تماماً ثم بتبدأ يدخلها أبطال الفيلم واللى بيجسدوا مجموعة مختلفة من أطياف المجتمع المصري. بينما بيحدد الفيلم زمن الأحداث بإنه فى فترة ما بعد ثورة 30 يونيو وبداية احتشاد الإخوان المسلمين ضد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
أول ضيوف العربية هم صحفي ومصور من أسوشيتيد برس، بيحمل أحدهم (هاني عادل) الجنسية الأمريكية ومعاه كاميرا على شكل ساعة بيصور بيها بعض الأحداث اللى بيمر بيها بداية من احتجازه فى عربية الترحيلات وحتي نهاية أحداث الفيلم اللى مش بيقدم لنا أي ديكور غير ديكور السيارة ومش بتخرج الكاميرا منها أبداً وده شىء جديد ومختلف فى السينما المصرية.
بعد كده بيبدأ المساجين فى التوافد على العربة، وبنعرف قصة وراء كل واحد فيهم، وانتماء سياسي مختلف لكل واحد منهم، بنشوف ناس من الإخوان المسلمين، وناس من الألتراس و مواطنيين عاديين من اللى بنسميهم حزب الكنبة.. وغيرهم.. والمميز فى الفيلم انه بيسمي الناس بأسمائها وبيقول الإنتماءات السياسية بوضوح بدون مواربة أو تلميح. ودي صراحة ما كناش بنشوفها فى أفلام تانية تناولت الفترة دي.
نتكلم بقى عن الأداء التمثيلي، واللى بنعتبره من أضعف حلقات صناعة الفيلم، والحقيقة أن إحساسنا بضعف الأداء التمثيلي قد يكون بسبب كبر عدد الفنانين المشاركين فى الفيلم، ومحاولة توزيع الجمل الحوارية على الجميع لموازنة الأداء، لكن ده لا يمنع أن كل فنان كان له مشهد واحد على الأقل علشان يطلع فيه أفضل ما عنده كماستر سين، وهنا بنشوف أداء باهت من نيللي كريم وغياب هاني عادل عن فترة منتصف أحداث الفيلم وغيرها من المشكلات فى الأداء التمثيلي. لكن لا ننسى أبداً نشيد بدور الشابة الجميلة مي الغيطي واللى قدمت أداء متميز جداً بالنسبة لسنها الصغير، وياريت تبدأ تخرج من دائرة الشخصية اللى بتقدمها فى معظم أعمالها كعاشقة وولهانة بالبطل وبتحبه فى صمت زي ما شوفناها فى الجزيرة2 أو فى مسلسل جراند أوتيل على سبيل المثال.
الموسيقي التصويرية فى الفيلم كانت مش موجودة تقريباً وده زود من إحساسنا بواقعية الأحداث ومصداقيتها، كمان السيناريو كان مكتوب بشكل متميز يخلينا لا نشعر بالملل أبداً على الرغم من أن الأحداث بتدور كلها فى ديكور واحد تقريباً.. أما الديكور نفسه فكان متميز وحسسنا طوال الوقت بالخنقة من الحبسة فى عربية الترحيلات، وهى تجربة صعبة نتمني ما حدش يمر بيها فى الحقيقة.
فيلم أشتباك مش أفضل فيلم عربي شوفناه فى حياتنا، لكنه واحد من أفضل الأفلام اللى شوفناها مؤخراً، ويكفى أننا خرجنا منه بحالة من التفكير والأنشغال بقضية الفيلم، ويكفى أننا نقول أن كل عناصر الفيلم أجتهدت علشان تقوم بدورها على الوجه الأكمل.. برافو لكل من أشترك فى الفيلم المتميز ده.