مقالات كايرو 360

A Monster Calls : الوحوش أفضل من البشر أحيانا.

قراءة سهلة

علشان تعمل فيلم إنساني نبيل، مش بس محتاج تمثيل جيد، أو إخراج متميز، أو موسيقي مؤثرة، فيلم A Monster Calls   بيثبت لنا إننا محتاجين فكرة رائعة وعرض مبهر على الشاشة، يخطف العين ويسرق الروح لمنطقة الفيلم.. ويجعلنا مهتمين بمتابعة كل لحظة من لحظات العمل.

A Monster Calls من تأليف باتريك نيس وإخراج خوان أنطونيو بايونا وبطولة لويس ماكدوجال وسيجورني ويفر و الأداء الصوتي لليام نيسون و فيليستى جونز.

الفيلم بيحكي عن الطفل الصغير (كونر) اللي بيعاني نفسياً من احتضار والدته، وإحساسه بالضياع وعدم الرغبة في الحياة مع جدته اللي مش قادره تنزل لمستوي  تفكيره نفسيا وعقلياً.. كونر كمان بيعاني من اضطهاد زملاؤه في المدرسة وتنمرهم عليه.. وبنظرة بسيطة لحياة كونر هانعرف إنه بيعاني في كل لحظة بيقضيها في العالم القبيح اللي شوهه له المرض والمعاناة والألم.

بيبدأ كونر في تخيل شخصية لوحش، عبارة عن شجرة ضخمة.. الشجرة بتدخل في حياته فجأة –بيقوم بالأداء الصوتي لها ليام نيسون- وبيحصل إتفاق بين الشجرة وبين كونر… الوحش هايحكي لكونر 3 حكايات، بعدها لازم كونر يحكي حكايته كاملة، وعلى الرغم من رفض كونر في البداية إلا أن القصص بتبدأ تجذبه لعالمها وبيبدأ يهتم وينتظر لقاؤه بالوحش.

نقدر نقول أن الوحش هو تجسيد حي لكل ما يدور في خيال كونر.. إحساسه بالقهر من المجتمع والمرض والظروف، ورغبته في الانطلاق والتحرر من أي حاجه بتقيده، أو حتى رغبته المحمومة في إطلاق غضبه، وده كان واضح من مشاهد تحطيم الشقة أو مشهد الخناقة في المدرسة.

علشان يقدر القائمين على الفيلم يدخلوا في عقل طفل صغير ويجسدوه أمامنا على الشاشة، احتاجوا يخلقوا عالم مبهر من المؤثرات الخاصة، وكان العالم ده بيظهر بشكل واضح في المشاهد الكارتونية اللي بنشوف فيها القصص الثلاثة، كمان كان بيظهر بشكل أوضح في مشاهد الوحش وتحطيمه للمنازل، وغيرها من المشاهد، لكن الإبهار في المؤثرات الخاصة كان موظف في السيناريو المتماسك بشكل جيد، وكان أداه في خدمة السيناريو، علي العكس من بعض الأفلام اللي بنشعر أنها تمت صناعتها فقط لتقديم بعض المؤثرات الخاصة والسلام.

الأداء التمثيلي لـ لويس ماكدوجال كان أكثر من رائع في دور الطفل، ونتمنى يتعلم منه المخرجين المصريين اللي بيوظفوا الأطفال في الأعمال السينمائية العربية بأسوأ ما يكون، أما الأداء الصوتي لليام نيسون في دور الوحش فكان رائع إلي أقصي درجة، وقدر يقنعنا بصوته بالتحولات في حالة الوحش المزاجية بين الغضب والرقة والعذوبة والتعاطف.

الموسيقي التصويرية كان لها دور كبير في الأحداث، وتضافرت مع المؤثرات الخاصة علشان تخلق عالمها الخاص خلال الأحداث، ثم تركتنا للسيناريو المتميز علشان يسرقنا تماما على مدار حوالي ساعتين من الزمن هي عمر أحداث الفيلم.

الشيء الوحيد اللي لم يعجبنا في الفيلم هو جرعة التراجيديا الكبيرة، وإحساسنا طوال الوقت بالمأساة والحزن، وبنعتقد أن الفيلم كان محتاج ولو 1% من الكوميديا علشان يخفف علينا قسوة الأحداث ويهون علينا المأساة اللي بنشوفها، ونعتقد أن ما فيش مشاهد ها يقدر يكتم دموعه قرب نهاية أحداث الفيلم.

A Monster Calls  فيلم متميز يستحق مشاهدة متأنية، لكن نعتقد أنه مش مناسب لأصحاب القلوب المرهفة والمشاعر الجياشة.

علشان تبقي عارف: تقييم الفيلم على موقع IMDB كان 7.6 من 10 بمشاركة حوالي 30 ألف مستخدم للموقع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى