متعب وشادية: وقائع انهيار السينما
الحقيقة أننا فى حالة فيلم “متعب وشادية” وقفنا فترة أمام الريفيو… الفترة طالت لأننا مش لاقيين كلام نعبر به عن مدى التردى اللى وصلت له السينما فى مصر.
إحنا محترمين فكرة تقديم أعمال سينمائية وفنية تناسب طبقات اجتماعية، قد تكون السينما كانت غافلة عنها فى الفترة الأخيرة… لكن أننا نتحول من تقديم فن حقيقى إلى “استغفال” الناس واللعب على الغرائز وحشر الإيفيهات الجنسية والأغانى المستفزة طوال الوقت يبقى إحنا بـ نقدم إهانة للمشاهد مش ارتقاء بأسلوبه.
الفيلم اللى أخرجه أحمد شاهين وألفته علياء كيبالى بـ يحكى عن سواق ميكروباص مكافح اسمه متعب (أشرف مصيلحى) بـ يرتبط عاطفيًا ببنت بـ تشتغل فى الموقف اللى بـ يركن فيه عربيته وبـ يكافحوا مع بعض علشان يقدروا يعيشوا حياة أدمية وسط مجتمع بـ يتآمر عليهم وبـ يحاول يوقعهم فى كذا فخ طوال الوقت.
فى اعتقادنا الشخصى أننا لو طلبنا من طالب إعدادى يكتب قصة شبيهة كان ممكن يخرج بحبكة درامية أحسن من “لعب العيال” اللى شوفناه على الشاشة.. أما لو استعاننا بخبرات شاب بـ يشتغل فى سايبر نت وعنده نسخة مجانية من أحد برامج المونتاج الدرجة الثالثة كان ممكن نشوف مونتاج أفضل بمراحل من المونتاج المهلهل المترهل اللى شوفناه فى “متعب وشادية”.
الفيلم عانى طوال الوقت من حالة شديدة من الإهمال والتراخى فى تنفيذه وربط المشاهد بعضها البعض، كان ممكن نشوف مشهد فى أول الفيلم ثم نستكمل الحدث فى منتصف الفيلم ثم نشوف مشهد من نفس الموقف فى نهاية الفيلم بدون أى نوع من أنواع الترابط المونتاجى.
أما السقطة الأكبر للمونتاج شوفناها فى طريقة “حشر” الأغانى والاستعراضات فى الفيلم… كان عادى جدًا أننا نكون فى منتصف مشهد درامى لـ “متعب وشادية” ثم فجأه نشوف مشهد لمجموعة مجهولة من الصعايدة بـ تجبر شادية على الرقص فى الموقف على أنغام أحد الأغانى الشعبية وإحنا قاعدين مش فاهمين أى حاجة غير أن المخرج “اتزنق” فى 10 دقائق فـ قرر يحط استعراض أو أغنية، ثم نلاقى مشهد فى آخر الفيلم خالص ومتعب بـ يعاتب شادية على الرقص مع الصعايدة رغم أن الرقصة مر عليها أكثر من نصف الفيلم!
“متعب وشادية” فيلم بـ يغازل المراهقين والبلطجية بشوية معارك وهمية وكام ضربة مطوة على شوية أغانى برتم سريع على مشهدين إباحيين ونكتتين أكثر إباحية.. وتوتة توتة فرغت الحدوتة.