يوم الدين: من أقوى الأفلام العربية
لو سألتونا عن ملخص لسبب نجاح فيلم يوم الدين من كلمة واحدة ردنا هايكون… الواقعية.
الفيلم نجح في تقديم حالة واقعية متميزة وجميلة للغاية، ونقل لنا الواقع بكل ما فيه من جمال وتميز، وكمان مظاهر سلبية زي الجهل وعدم القدرة على التعامل مع المرضى وغيرها من مشكلات كتيرة بنعاني منها. تعالوا نحكي عن القصة من البداية.
أبو بكر شوقي مؤلف ومخرج فيلم يوم الدين أشتغل على فيلم قصير بعنوان المستعمرة، كان بيحكي عن معاناة مرضى الجذام في المستعمرة اللي بيتم حجزهم فيها. وهناك أتعرف على راضي جمال، بطل الفيلم وبطل في الحياة الواقعية، وهو رجل متعافي من مرض الجذام، لكن المرض بيترك أثار لا يمكن مداواتها على شكله وعلى نفسيته في نفس الوقت.
فيلم يوم الدين بيحكي عن (بشاي) اللي بيجسد دوره راضي جمال، واللي بينطلق في رحلة بحث عن والده اللي تركه على باب مستعمرة الجذام لما كان طفل، لكن بشاي مافيش معاه في رحلته غير الأمل والرغبة في المعافرة، وعربية (كارو) بيقرر يقطع بيها الرحلة اللي بيصطدم فيها بعقبات كتير، منها نظرة الناس لمرضى الجذام وخوفهم من التعامل معهم.
الجميل والمميز في الرحلة أو الفيلم، هي عدم تركيزها على جانب واحد وإهمالها جوانب تانيه. لكن الفيلم بيعرض الرحلة بالكامل بحلوها ومرها، مع التركيز على النواحي الإنسانية والحياتية، والتركيز على فكرة نبذ الأخرين والتخلي عنهم ووصمهم بشكل دائم.
من الحاجات المهمة اللي تثبت احترافية وثقة أبو بكر شوقي المخرج والمؤلف، هو أنه استعان بأبطال مش بيمثلوا أصلا، ووضع على عاتقه مسئولية تدريبهم على التمثيل وطرق نطق جمل الحوار بشكل صحيح، وغيرها من أساليب الممثل المحترف. كمان أبو بكر صور الفيلم بتاعه في أماكن الأحداث نفسها بكل ما يمكن أن يجلبه عليه الموضوع ده من مشاكل وتعقيدات كان ممكن يحلها بالتصوير في ستوديو أو باستخدام الخدع. لكن أبو بكر مش عاوز أبدا يلجأ للحلول السهلة وده من أسرار نجاح فيلمه.
أخيراً.. الموسيقى التصويرية للفيلم واللي كانت مميزة جدا، ومشاركة الطفل أحمد عبد الحافظ أو أوباما، كل دي كانت حاجات ساعدت على نجاح الفيلم وتميزه.
يوم الدين واحد من أجمل الأفلام العربية والمصرية، وبنتمنى له النجاح في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في تصفيات الأوسكار.
علشان تبقى عارف: قبل فيلم يوم الدين، ناقش أبو بكر شوقي مشاكل مرضى الجذام من خلال فيلمه (المستعمرة)