مقالات كايرو 360

تراب الماس: هل القتل هو الحل؟

قراءة سهلة

فيلم تراب الماس مستوحى من رواية ناجحة بتحمل نفس الإسم. لكن الفرق بين كتابة رواية بيقراها جمهور له فكر معين وبيتخيلها بطريقة معينة. والمساحة الكبيرة اللي بياخدها الكاتب علشان يطلع كل اللي جواه في روايته، بتختلف تماما عن تقديم سيناريو فيلم بيجبر الكاتب أحيانا على اختصار بعض الأحداث أو إسقاط أحداث تانيه تماما. هل نجح القائمين على تراب الماس في تحويله من رواية الى فيلم؟

الإجابة المختصرة هي: نعم.. لكن بعض تفاصيل السيناريو كان ممكن أختصارها أو أسقاطها بدون الإخلال بتناسق الفيلم. لكن أحمد مراد مؤلف الرواية والفيلم كان عاوز يقول كل اللي قاله في الرواية من خلال الفيلم. ده أدى في النهاية لبعض الضعف في تسلسل الأحداث. لكن –بسبب احترافية مراد- لم يؤثر على المشاهدين أو شعورهم بالملل.

أحداث الفيلم بتبدأ بأسر ياسين في دور طه الزهار، بيوصل لمنزله اللي بيعيش فيه مع والده القعيد (بيقوم بالدور أحمد كمال) علشان يكتشف أن والده تعرض لاعتداء من مجهول. وبعد ثواني هو كمان بيتعرض لاعتداء ويدخل في غيبوبة.

مع دخول طه في غيبوبه بينقسم الفيلم زمنيا لاتجاهين. الأتجاه الأول في الماضي بيحكي لنا تتابع الأحداث حتى وصولنا لنقطة الاعتداء. واتجاه ثاني في الحاضر بيحكي لنا ايه اللي بيحصل بعد الاعتداء من خلال بحث طه عن الجاني واكتشافه لماضي والده الغير طبيعي.

على الرغم من أننا أثناء قراءة الرواية أستمتعنا بجزء السرد التاريخي عن محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر، إلا أننا في الفيلم حسينا أن الكلام عنه مقحم على السيناريو، وإن كان من الأفضل إما إسقاط المنطقة دي بالكامل أو المرور عليها بسرعة زي ما مرينا على فترة النكسة وانتصار أكتوبر وتوحش شركات توظيف الأموال في ظل الأنفتاح. حتى أن الربط بين قصة محمد نجيب في الماضي والحاضر جه في مشهد ضعيف كمكالمة هاتفية بين (شريف مراد) اللي قام بدوره اياد نصار و(محروس برجاس) اللي قام بدوره عزت العلايلي.

على صعيد أخر كانت المنطقة الزمنية اللي بتحكي عن مستقبل الأحداث متألقة جدا.. أحداث بتتحرك بسرعة وانسيابية، مفاجأت درامية مكتوبة ومتنفذة بذكاء. بالأضافة للمشاهد المتصممة بعناية وكادراتها القوية المميزة.

أسر ياسين في دور البطولة قدم أداء تمثيلي متميز، اختيار الملابس الخاصة بشخصيته كمان كان رائع، ولا ننسى له بعض المشاهد زي مشهد نوبة الصرع. ومشهد المستشفى. منة شلبي على صعيد أخر كان لازم تكون مكافئة لأسر على مستوى التمثيل، وده اللي قدرت تقدمه ببراعة من خلال استغلال نظراتها وحركة عينيها، كمان مشهد الاغتصاب وما بعد الحادث كان من المشاهد اللي تألقت فيها ببراعة غير عادية.

ماجد الكدواني كان عليه دور مهم وكبير في الفيلم، وهو دور الشر مع لمحة من الكوميديا. قدمهم الكدواني بطريقة  السهل الممتنع اللي أتعودنا منه عليهم. والحقيقة أنه قدم أداء لو كان أتشال من الفيلم كان هايكون ناقصه حاجات كتير جدا.

على الرغم من صغر مساحة شيرين رضا وعزت العلايلي وبيومي فؤاد وصابرين ومحمد ممدوح، إلا أن كل واحد منهم قدم دوره بشكل متميز جدا، وده يثبت أن الممثل الموهوب بيهتم بتأثير الدور أكتر من أهتمامه بمساحته وحجمه وأسمه على الأفيش.

على الرغم من توقعاتنا العالية بخصوص موسيقى هشام نزيه لكنه لم يكن في أفضل حالاته من وجهة نظرنا، لكن تصميم الديكورات والمشاهد واستغلال الإضاءة خاصة في مشاهد شقة طه، كلها كانت أمور ناجحة جذبتنا بصريا للفيلم.

تراب الماس خطوة جديدة وقوية من فريق عمل بيحترم اللي بيقدمه للجمهور، وفيلم متعوب عليه على كافة الأصعدة. وننصح بشدة بمشاهدته.

علشان تبقى عارف: تم عرض أحد الأدوار على الفنانة ميرفت أمين لكنها رفضت وقالت أن الدور المطلوب منها لا يليق بتاريخها الفني.

زر الذهاب إلى الأعلى