عندما اهملنا انجح ابطال هوليود على حساب افشل انتخابات فى مصر
من قال ان السياسة وحدها قادرة على عمل المستحيل؟ ومن قال ان الاهتمام بمولد الانتخابات البرلمانية 2015 من الممكن ان ينسينا خبر زيارة واحد من اشهر وانجح فناني هوليود هو العظيم مورجان فريمان والذى فوجىء به المصريين شعباً وقيادة وكأن الزيارة غير مخطط لها منذ فترة؟
وكأنما لم يكفى المسئولين المصريين ان تخسر مصر تدريجياً القدرة على جذب انظار المخرجين والمنتجين فى هوليود، وان يتجهوا جميعاً الى دبى والمغرب وحتي الأردن التى تم تصوير مشاهد المريخ فى فيلم The Martian الذى يعرض حاليا فى دور العرض المصرية.. وكأن كل هذه الأمور لم تعنيهم ولم تثبت فشلهم فى ادارة الملف الفني والسياحي للبلاد حتي يأتونا بفضيحة جديدة هى اهمال زيارة النجم العالمي مورجان فريمان لمصر فى اطار تصوير فيلماً وثائقياً لحساب قناة (ناشيونال جيوجرافيك).
فريمان الذى يزور مصر قادماً من تركياً يصور فيلماً وثائقياً بعنوان The Story Of God والذى يدور عن سر الخلق والبحث فى المعجزات الدينية وسيعرض عام 2016 على قناة ناشيونال جيوجرافيك وفى ما يقارب الـ 171 دولة بـ 45 لغة.. فهل كنا ننتظر مفجأة أعظم أو افضل من تلك التى القاها لنا القدر على طبق من ذهب فرفضناها واتجهنا للاهتمام بالأنتخابات البرلمانية التى لم تلقي الأقبال المتوقع؟!
ولنعرف كيف كان يمكن للدولة استغلال زيارة نجم كمورجان فريمان لأراضيها، كان من الممكن استغلال الأمر سياحيا ودعائياً كما تم مع النجم اميتاب باتشان حيث تم تنظيم استقبال حافل له فى مطار القاهرة، ضم العديد من النجوم المصريين مثل يسرا وحسن الرداد وغيرهم، كما تم تنظيم احتفاليات على مدار اسبوع فى القاهرة احتفالا بكل ما هو هندي، فى لفتة متميزة ساهمت فى تنشيط السياحة وتعزيز العلاقات المصرية الهندية.. كما تم تنظيم لقاءات اعلامية لعل اهمها لقاء اميتاب باتشان مع الاعلامية مني الشاذلي فى برنامجها الذى حقق انذاك معدلات مشاهدة غير مسبوقة.
كان من الممكن تنظيم جدول ذكي يضم جولات سياحية منظمة ومحترفة لنجم هوليود، لا تتعارض مع جدول تصوير فيلمه الوثائقى، وتهدف الجولة لتعريف (فريمان) والعالم اجمع ان مصر تملك المقومات السياحية والفنية القادرة على استضافة اطقم تصوير الافلام والمعدات الخاصة بها.. سيكون لهذا الحدث اذا تم تنظيمه بشكل جيد ان يعيد انظار المنتجين والمخرجين مجددا لقدرتهم على تصوير افلامهم فى مصر، بدلا من الاتجاه للامارات او تركيا او غيرها من البلاد التى لا تملك نفس المقومات التى تملكها مصر فى هذا المجال وتصر على تفويت الفرصة من بين يديها بسبب التعقيدات البيروقراطية.
كان من الممكن تنظيم ندوات فنية مشتركة بين فنانين مصريين وبين (فريمان) للترويج لفنانينا المصريين بدلا من تركهم يشقون طريق العالمية وحدهم دون مساعدة حقيقية من الدولة.. وكان يمكن استغلال الفيلم الهوليودي Lucy الذى جمع مورجان فريمان مع فناننا المصري عمرو واكدفى التأكيد على قدرة مصر على تصدير فنها وفنانيها الى هوليود.. لكن الاهتمام بالأنتخابات البرلمانية افسد علينا الف فرصة وفرصة كان يمكن استغلالها من زيارة مورجان فريمان لمصر.
كان من الممكن تغيير الصورة السلبية التى قد تتسرب للبعض عن مصر كونها دولة غير مستقرة سياسيا او امنيا، من خلال ترويج مشاهد زيارة (فريمان) للأماكن العامة فى مصر مثل كوبري قصر النيل او مسجد الحسين، وكلها مناطق حيوية ومكتظة بالسكان ولم يتعرض احد لفريمان او طاقم عمله بأي سوء، مما سيكون له عظيم الاثر فى ازالة الفكرة الخاطئة عن مصر كمنطقة طاردة للسياحة والسائحين.
ان زيارة مورجان فريمان الى مصر كانت فرصة ذهبية مجانية القاها لنا القدر، بدلاً من دعوة كبار النجوم للمهرجانات السينمائية المصرية، وتكبد التكاليف المادية الباهظة لاستضافتهم، ها هو واحد من افضل نجوم هوليود واكثرهم شهرة ونجاحاً يزور مصر لمدة خمسة ايام متتالية لتصوير فيلم عن الأديان فى واحدة من اقدم بقاع الأرض وأكثرها احتضاناً للديانات السماوية، الا ان المسئولين فى هذا البلد لم يلقوا بالاً لهذه الزيارة الذهبية واهتموا بملفات كملف الأنتخابات النيابية التى تحظي بنسب تصويت اقل من اي انتخابات اخري جرت مؤخراً !
ولمن لا يعرف مورجان فريمان او يسعي للتقليل من اهمية زيارته للقاهرة، نقول ان فريمان الذى ولد فى تينيسي الامريكية فى 1937 ودرس التمثيل فى لوس انجلوس اشتهر بالعديد من الأدوار المتميزة والخالدة فى تاريخ السينما فى هوليود، منها دوره فى فيلم The Shawshank Redemption الذى يعد واحداً من أنجح الافلام فى تاريخ السينما الأمريكية، ورشح للاوسكار عن دوره فى الفيلم، و Million Dollar Baby و seven وغيرها من الأفلام التى لا تزال خالده فى الضمير الفني والسينمائى فى العالم اجمع.وفاز بجائزة اوسكار افضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم Million Dollar Baby كما رشح عن اوسكار افضل ممثل عن دوره فى فيلم Driving Miss Daisy
لا تجعلوا السياسة ابلغ همكم ولا مبلغ علمكم يا سادة.. انطلقوا فى افاق الفن والسياحة والثقافة والعلوم والدين.. استفيدوا بتجارب الدول الأخري وقدرتها على تحويل ابسط الزيارات من الفنانين لجولات سياحية وفنية وثقافية متميزة، ولا تجعلوا اهتمامكم بالأنتخابات البرلمانية تنسيكم الدجاجة التى تبيض ذهباً.. وهى الفن والسينما والثقافة بشكل عام.
ناشيونال جيوجرافيك : شركة امريكية غير ربحية تأسست فى واشنطن عام 1988 وتهتم بشئون الحفاظ على البيئة والجغرافيا والعلوم الطبيعية.
حسن الرداد : فنان مصري وابن الفنان نبيل الرداد، من مواليد دمياط 1984 اشتهر باداء العديد من الادوار من احدثها دوره فى فيلم (زنقة ستات).
عمرو واكد: فنان وممثل مصري من مواليد 1972 شارك فى العديد من الاعمال العالمية مثل فيلم (سيريانا) مع جورج كلوني والفيلم الايطالى الأب والغريب.
مسجد الحسين : بني فى مصر عام 549هـ فى عهد الفاطميين ويعتقد أنه تم نقل رأس الأمام الحسين اليه من فلسطين بعد الخوف عليه من التدنيس ابان الحروب الصليبية.