البسكوتة والدحلاب: أوعي تقعي في الدحلاب يا بسكوتة!
في الفترة الأخيرة قرينا كتب كتير عن العلاقات الإنسانية، وإزاي نفهم نفسنا ونفهم العلاقات اللي بندخل فيها بشكل أفضل. لكن اللي بيميز كتاب (البسكوتة والدحلاب) – الصادر عن دار تويا للنشر- لشيماء الجمال، إنه مش مجرد كتاب بيضع فيه الكاتب بعض الملاحظات والنصايح. لكنه دليل كامل لواحدة من العلاقات الصعبة والمعقدة اللي بتحصل لناس كتير. منغير ما يفكر حد إنه يكتب عنها أو يشرحها. شيماء بقى كتبت عن العلاقة المعقدة بين البسكوتة والدحلاب.
علشان نفهم أكتر. لازم نفهم أن “البسكوتة” المقصود بيها البنت اللي بتدخل علاقة مؤذية وسامة لها. ومش بتقدر تخرج منها علشان الموضوع بيتحول عندها لما يشبه الإدمان. أما “الدحلاب” فالمقصود به الطرف الثاني في العلاقة. وهو الرجل اللي بيدمن وجود البنت جنبه ويحاول طوال الوقت يسيطر عليها ويأذيها.
“البسكوتة متعودة على نمط حب غير صحي، وعلى الرغم من الألم الموجود في علاقتها العاطفية إلا إنها
بتكون مرتاحة بالشكل ده أكتر من إنها تكون في علاقة صحية وده مش هيتغير أبدًا غير لو الست اشتغلت
على نفسها بشكل كبير مع معالج متخصص أو طبيب نفسي بالإضافة لقراءة واعية ممنهجة علشان تقدر
تعدي لبر الأمان .”
غلاف الكتاب يعتبر واحد من أحلى الأغلفة اللي شوفناها في معرض الكتاب 2019. المميز في الغلاف إن تم تصويره بشكل حقيقي يعني مش مرسوم أو مصمم بالكمبيوتر. وبنشوفه فيه بنت على شكل عروسة (ماريونيت) وهي دي البسكوتة، وبيتحكم فيها الدحلاب بخيوط. أحلى حاجه بقى أن العروسة دي هي نفسها شيماء الجمال مؤلفة الكتاب. وأستعملت في تصوير الغلاف شعر مستعار ومكياج أستغرق حوالي 4 ساعات كاملة.
بداية من هنا نقدر نفهم حالة (التداخل) بين شيماء والكتاب.. إحنا هنا مش بنقرأ مجموعة من النصائح أو الدراسات فقط. لكن بنقرا تجربة حقيقية عاشتها شيماء لفترة طويلة. وقدرت تخرج منها علشان تحكي لنا تجربتها مع العلاقات المؤذية.
الكتاب منقسم الى 3 أقسام أساسية.. الأول هو (البسكوتة)، والثاني هو (الدحلاب)، أما القسم الثالث هو (التعافي) وكل قسم من الأقسام دي باين من عنوانه. والتقسيم ده بيسهل القراءة جدا وبيخلي الكتاب أمتع في القراءة.
الطفل مش بيفكر غير في فكرة واحدة بس: “لمَّا أكبر عمري ما هسمح لأي ست تسيطر عليَّا، أو تكون
قوية في العلاقة، هطلع عنيها، هاخد حق أبويا إللي ما عرفش ياخده من أمي”..
على الرغم من أن الكتاب دسم لكن ممكن يخلص في جلسة أو جلستين قراءة. وده نتيجة إسلوب شيماء السلس والسريع، واستخدامها للغة عامية متوازنة (مش سطحية قوي ومش عميقة جدا) بيخلي الكتاب أخف على القارئ. أما أحلى مافي الكتاب أنه مش بيقدم معلومات أو نصائح جافة، لكنه بيحكي القصة بتسلسل وبيقدم النصايح بشكل لطيف. والبنات هايحسوا أنهم قاعدين مع صاحبتهم في مكان هادي وبيتكلموا مع بعض. مش بيقروا كتاب.
أما أكتر حاجه مميزة في الكتاب هي الإخراج الداخلي له. اللي كان واضح الاهتمام بكل تفصيلة من تفاصيله علشان يقدم متعة أفضل وإسلوب عرض أحسن. كمان الكتاب بيتفاعل مع القراء من خلال الأسئلة والإجابات اللي تم ترك مناطق لها في الصفحات علشان يقدر القارئ يختبر نفسه ويتفاعل بشكل أحسن مع الكتاب.
“البسكوتة والدحلاب” مش مجرد كتاب عن العلاقات. الكتاب عبارة عن رحلة كاملة مدعومة بالمصادر العربية والأجنبية… يعتبر دليل إنقاذ لكل واحده في علاقة مؤذية.. راجل واحد بس ممكن يكره الكتاب ده.. هو الراجل الدحلاب.