جريدة المقال

محمد سعد.. “اللمبي” الذى انتقل من “وش السعد” الى “تحت الترابيزه” !

قراءة سهلة

كفنان.. ليس عيباً أن تعيد تقديم شخصية قدمتها من قبل فعلها أحمد أدم ومحمد صبحي وأحمد مكي والعديد  من الفنانين، لكن العيب أن تصر على تقديم نفس (النمط) من الشخصيات دون أي إضافة، على الرغم من كافة المؤشرات الغاضبة والغير راضية عن هذه الشخصيات. هذا تحديداً ما يقوم به الفنان محمد سعد الذى خرج علينا مؤخراً بفيلمه الذي يعرض فى سباق عيد الأضحي (تحت الترابيزة).

بدأ محمد سعد مشواره الفني بالعديد من الأدوار البسيطة والجادة كدوره فى فيلم الطريق إلي إيلات و مسلسل مازال النيل يجري و فيلم الجنتل والعديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية. إلا أن سعد لم يعرف المعني الحقيقي للشهرة إلا مع إنطلاق قنبلته السينمائية الحقيقية الأولي (اللمبي) فى 2002. لكن الطريق لشخصية اللمبي تم رسمه فى البداية بظهور صغير مؤثر فى فيلم (الناظر) سنة 2000 مع الراحل علاء ولي الدين وأحمد أدم.

سيرتبط إسم اللمبي بمحمد سعد لفترة طويلة جداً بعدها عندما قدم سعد نفس الشخصية فى فيلم اللى بالى بالك عام 2003 ثم فى 2010 مع فيلم اللمبي 8 جيجا لكن المساحة الواسعة زمنياً بين هذه الأفلام لم يستغلها سعد لتقديم أنماط جديدة من الشخصيات بل على العكس دأب على تقديم أنماط شخصيات تتشابه دائماً وأبداً مع اللمبي تميمة الحظ التى لم يغادرها محمد سعد ولم تغادره!

يتعاون سعد فى فيلمه الجديد مع حسن حسني، وهو أيضاً تميمة حظ شهيرة لسعد، بداية من فيلم اللمبي وحتي اليوم كان حسن حسني المعامل المشترك الأكبر فى معظم أفلام محمد سعد، على الرغم من البساط الذى انسحب من تحت أقدام حسن حسني كفنان الدور الثاني المساند للبطل لحساب فنانين أخرين مثل (بيومي فؤاد) أو طاهر أبو ليلة أو حتي محمد ثروت الفنان صاحب دور الهزلي لظابط المخابرات محسن ممتاز فى أحد حلقات مسلسل الكبير قوي.

قد يكون الدافع وراء خوف سعد من الإستعانة بمثل هذه الأسماء حتي لا يقع الجمهور فى مقارنة بين أداء سعد نفسه وأداء هؤلاء.. مقارنة قد تأتي نتائجها بما لا تشتهي نفسية محمد سعد، على الرغم من إستعانة العديد من الفنانين ونجوم الكوميديا بهذه الاسماء مثل الفنان عادل إمام الذى لم يرفض التعاون مع طاهر أبو ليلة على سبيل المثال لا الحصر.

والمقارنة بين الإختيارات الفنية لعادل إمام ومحمد سعد ليست وليدة الصدفة، بل أنه من الواضح أن سعد يحاول السير على خطي أستاذ الكوميديا عادل إمام حيث أستعان فى أحدث أفلامه بالمخرج سميح النقاش مخرج العديد من أفلام عادل إمام مثل التجربة الدنماركية 2003 و عريس من جهة أمنية 2004 و مرجان أحمد مرجان 2007 وابتعد سعد هذه المرة عن التعاون مع مخرجه المفضل سامح عبد العزيز مخرج أفلام تتح فى 2013 ومسلسل فيفا أطاطا فى 2014 أو حتي وائل إحسان مخرج فيلم اللمبي و اللى بالى بالك.

السؤال الذى يطرح نفسه: هل نجح محمد سعد فى السير بخطي واسعة وسريعة نحو النجاح الذى يجب أن يتناسب مع فنان بقدراته التمثيلية المتميزة؟ الحقيقة أن خطي سعد لم تكن واسعة، ولم تكن حتي بطيئة، بل جائت خطواته متعثرة مرتبكة. فمع النجاح المتميز فى اللمبي ثم اللى بالى بالك، ومع بعض النجاح الأقل وهجا لفيلم عوكل 2004 ثم بوحه 2005 بدأت أسهم محمد سعد فى الإنخفاض حتي كتكوت 2006 حتي واجهت إنخفاضاً حاداً فى كركر 2007 ثم بوشكاش 2008 و اللمبي 8 جيجا ومثلت أفلام مثل  تك تك بوم 2011 و تتح 2013 سقطات هائلة على المستوي الفني والكوميدي.

هذا التخبط والتذبذب فى الأداء عرقل مسيرة واحداً كان من الممكن أن يكون من أفضل الكوميديانات فى مصر، لذلك اندفع العديد من المحبين لمحمد سعد لمتابعة أحدث أعماله (تحت الترابيزة) خاصة مع تصريحه بأنه سيقدم شخصية مختلفة عن ما قدمه فى أعماله السابقة، ليفاجأ الجمهور بتكرار سعد لنمط الشخصيات التى قدمها فيما قبل باختلاف الإسم وبعض التفاصيل الصغيرة.

إذا وضعنا كل هذا جنباً إلي جنب مع الفشل الذى واجهته تجربة محمد سعد كمقدم برنامج كوميدي كما حدث فى برنامج (وش السعد) فسنكون أمام موسم سينمائى بالغ السوء بالنسبة لفنان قادر –اذا حقا أراد – أن يضع بصمته الخاصة والمميزة جداً على مستوي مختلف من الكوميديا قادر هو وحده دون غيره على تقديمه… لكن هل يواتي (اللمبي) الفرصة ليـ(كركر) الجمهور الذى أصبح (كتكوت) خائف من مشاهدة (تتح) جديد على شاشة السينما ؟ ننتظر العمل الذى يمكن اعتباره (وش السعد) على محمد سعد وطريقه للخروج من (تحت الترابيزه).

حسن حسني: فنان مصري كوميدي من مواليد 1931 اشتهر عنه أداء الأدوار المساندة للبطل وله عدد ضخم من الأعمال التليفزيونية والسينمائية مثل (كابتن مصر) و (مراتي وزوجتي) و (غش الزوجية) وغيرها من الأعمال.

بيومي فؤاد: فنان كوميدي مصري صاعد من مواليد 1965 دخل عالم التمثيل فى سن كبير وقدم العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة، ويعرف عنه كثرة عدد الأعمال الفنية التى يقوم بها.

زر الذهاب إلى الأعلى