مقالات التقرير

أفضل صديق للأنسان.. مابين الشاشة والواقع.

قراءة سهلة

ان كنت تقتنيه بغرض الحراسة، أو للتباهي، أو حتي لتشبع شعورا بالأمومة أو الأبوة جميعا نعلم أن اقتناء (كلب) من أفضل وامتع ما يمكن أن يحدث فى حياتك.. لم يطُلق عليه لقب (أفضل صديق للأنسان) من فراغ أذن.

بمناسبة أنتشار أحد مقاطع اليوتيوب لمجموعة من الناس  يهاجمون كلبا بضرواة، ثم يذبحونه بهمجية داعشية لم يسبق لها مثيل، فتشنا فى مكتبات السينما عن مجموعة من الأفلام التي مجدت دور الكلاب، وتعرضت للكلاب كأبطال لا يقل دورهم أهمية عن باقى طاقم التمثيل.

هذا الموضوع أهداء لروح الكلب الذى قتل فى مصر، ولكل من يحاول تبرير هذه الفعلة المفجعة، عله يعيد النظر.. والتفكير.

Eight Below 2006

أول ما قفز فى أذهاننا عندما علمنا بقصة المغدور فى مصر هو اسم هذا الفيلم، ربما لأختلاف الموقف بين صاحب الكلب على أرض الواقع، والذى قنع بتسليمه لأعداؤه انقاذا لنفسه، وبين بطل الفيلم الذى قاد رحلة للبحث والأنقاذ ليعثر على كلابه التى ساعدته فى البقاء على قيد الحياة فى ظروف ثلجية معقدة.

يأخذنا الفيلم الذى يقوم ببطولته الممثل الذى رحل عن عالمنا قريبا (بول والكر) Paul Walker فى رحلة  وفاء متبادلة، ما بين وفاء الكلب للانسان وانقاذه له، ثم تدور الدائرة ليرد الانسان الجميل للكلب بانقاذه، يرفض (والكر) فى الفيلم ان يترك الكلاب وراؤه، ويحرك الاحداث بالكامل حتي يستطيع استعادتهم بنجاح.

Marly And Me 2008

يعتبر –فى رأينا- أحد أفضل الأفلام التي تناولت قصة حياة أحد أكثر الكلاب شهرة وأهمية، انه الكلب (مارلي) الشقى الذى يبدأ الفيلم بقصة امتلاك زوجان شابان هما اوين ويلسون Owen Wilson فى دور (جون) و جنيفر أنيستون Jennifer Aniston  فى دور (جيني) لأحد الكلاب، والذى يغير حياتهم بنسبة 180 درجة، من خلال مشاهد احترافية تظهر تمكن القائمين على تدريب الكلب من التحكم فيه ببراعة، وهو الكلب الذى أسر قلوب الملايين حول العالم من خلال مواقفه الشقية واسلوبه البرىء فى اللعب، او حتي المواقف الصعبة التى يضع الأسرة الصغيرة فيها، كأقدامه على التهام الهدية الثمينة التى يهديها جون لجيني.

وقد لا يعلم البعض أن المخرج أضطر للأستعانة بـ18 كلبا مختلفاً للعب دور الكلب (مارلي)، تميزت جميعها بقدرتها على امتاع المشاهدين الى الحد الأقصي.

تكلف الفيلم مايقارب الستون مليون دولار، وحقق ايرادات تصل الى 244 مليون دولار.

ولا ننسى الأدوار المحورية التى لعبها الكلب فى بعض الأفلام، على الرغم من عدم تركيز الفيلم بالكامل على شخصية الكلب، فعلى سبيل المثال لعب الكلب (مايلو) دوراً هاما ومؤثرا فى فيلم The mask من بطولة المتميز (جيم كاري)، والذى يحكي عن موظف بنك مهمش يعثر على قناع سحري يحوله لبطل أسطوري، حيث ساعد (مايلو) صاحبه على الهروب من السجن الذى يدخله خلال الأحداث، قبل أن تنقلب الاية ليرتدي (مايلو) للقناع السحري قرابة نهاية االفيلم ويتحول لما يشبه الـ(سوبر كلب) وينقذ صاحبه مجددا.

وحتي لا يتهمنا القارىء المُخضرم بالتجني على السينما العربية، فأن العديد من الأفلام العربية اهتمت بأبراز الكلاب ودورها الحيوي كأفضل صديق للأنسان، ويعبر فيلم (الشموع السوداء) واحداً من أكثر الافلام أبرازاً لدور الكلب، حيث تمكن الكلب (روي) المُدرب على القيام بدور صعب، والمساعدة فى كشف اللغز الرئيسي للفيلم، حيث هاجم ثعبانا حاول مهاجمة البطلة (نجاة الصغيرة) فى واحد من أهم مشاهد ظهور الحيوانات فى السينما المصرية.

ولمن لا يعلم، فالكلب (روي) هو الكلب الشخصى للفنان ونجم مصر فى كرة  القدم (صالح سليم) وكان ظهوره معه فى الفيلم استثماراً للعلاقة بين الكلب والفنان

ولا يقتصر التعرض للكلاب فى هوليود على اظهارها كصديقة للأنسان، بل صديقة للصوص أيضاً ! ففيلم The Doberman Gang والذى انتج عام 1972م يحكي عن عصابة من كلاب الدوبرمان المدربة تدريباً جيداً أن تسرق أحد البنوك، وتم عرض الفيلم فى المنطقة العربية تحت اسم تجاري شهير هو (عصابة الكلاب)، وحقق الفيلم نجاحا متميزاً حيث أظهرت الكلاب التزاماً أمام الكاميرا، إن دل فأنه يدل على حُسن تدريبها واستخدامها بشكل استثنائى فى أحداث الفيلم.

وبين الافلام الهوليودية الجميلة، والواقع العربى الاكثر سوءا، يبقى الكلب محتلاً المكانة الأكبر فى قلوب البشر، ضارباً المثال الحي على الوفاء والتضحية، حتي ان اضطرته خصاله الحميدة للموت ذبحاً على يد من كانوا فيما مضي.. بشراً

زر الذهاب إلى الأعلى