هل يتم انتقاء الصفوة ليلحقوا بالمستقبل فى Tomorrowland
عندما بدأ المخرج Brad Bird فى اخراج فيلم Tomorrowland عُرض عليه القيام باخراج الجزء الخامس من سلسلة افلام Star Warsبعنوان Star Wars: Episode VII – The Force Awakens لكنه رفض مقرراً ان يخرج فيلماً (اصلياً) على حد وصفه، بافضل مما يخرج جزءا خامساً من سلسلة افلام ناجحة بالفعل. واحتفظ (بيرد) بموقعه كمعجب اصيل بسلسلة الافلام التى يعرفها جيداً كل عشاق هوليود. فهل كان فيلم Tomorrowland يستحق هذا التنازل؟
العالم متجه بخطي حثيثة نحو الخراب الشامل. هذا ما نعرفه تماماً، وهذا ما يعرفه جيداً صناع الفيلم الذين يستغلون هذا الأمر لأنتاج فيلم خيال علمي يتحدث عن مجموعة منتقاه من العلماء، والذين قرروا ان يصنعوا (عالم الغد). وهو الشكل الذى ستبدو عليه الحياة فى المستقبل. بعيداً عن كوكب الأرض.
سيتم اختيار بعض الافراد من كوكب الارض للحاق بهذا العالم الجديد والمثير. لكن هناك معايير فى غاية الصرامة فيما يتعلق بهذا الاختيار. ويتم توزيع ما يشبه الدعاية المجانية لهذا العالم الجديد عبارة عن زر سحري، ينقل من يلمسة لما يشبه العرض الهولوجرامي لشكل الحياة فى المستقبل.
تنتقل بنا الاحداث فى شكل موازي الى المراهقة (كيسي نيوتن) او Britt Robertson ووالدها الذي يعمل على احد مشاريع وكالة (ناسا) والتى يتم اغلاقها، وحينها يصبح والدها بدون عمل، فتضطر للتسلل يوميا لموقع المشروع لتقوم بافساد العمل به. لكن يتم القاء القبض عليها ومن ثم يخلى سبيلها بعدها بفترة، لتتسلم زر الدعوة التى يتم توزيعه على المختارين للسفر الى (ارض الغد).
ظهور (فرانك والكر) او George Clooney جاء متأخراً على الشاشة، لكنه ظهر فى بداية الأحداث كطفل خارق للعادة (قام بدوره Pierce Gagnon) استطاع صناعة ما يشبه الصاروخ الذى يمكن البشر من الطيران. وقد تم اختياره للحاق بركب (ارض المستقبل) وهنا ندرك ان الطفل الذى شاهدناه فى بداية الاحداث هو نفسه (فرانك والكر) الذى يستقبل (كيسي) ويبدأ فى تأهيلها للحاق بأرض المستقبل. ايضاً بمساعدة الأنسانة الألية خفيفة الظل (اثينا) او Raffey Cassidy
لكن (والكر) يعاني مشكلة كبيرة، حيث تم ابعاده من قبل عن (ارض الغد)، وتم السماح له بالعيش مع البشر من جديد، مقابل عدم تدخله فى سفر الاشخاص الى هناك، وعدم محاولته العودة من جديد الى (ارض الغد)، تنفتح بوابات الجحيم على الجميع، وهنا يبدأ الفيلم فى عرض مشاهد المطاردات المثيرة.
تأخذنا رحلة الفيلم لمطاردة شيقة بين مجموعة من البشر الاليين الذين يحاولون تحطيم مستقبل البشر، وأملهم الوحيد للنجاة من المصير الصعب.
تبدو بصمات (ديزني) كشركة منتجة واضحة من بداية الفيلم لنهايته. بداية من العرض بتقنية عالية الدقة، والمؤثرات الخاصة المصاحبة للفيلم والتى كانت مبهرة للغاية، ومنها مشهد لأستعمال برج (ايفل) الشهير بفرنسا كصاروخ ينطلق نحو الفضاء وسط ذهول اهل الأرض، وحتي بعض التفاصيل الصغيرة التى قد يغفل عنها البعض مثل استعمال اسم الشركة فى المشاهد الافتتاحية للفيلم والتى تظهر فى الماضى، وحتي بعض المشاهد مثل العلامات التى يتركها الكلب المزيف على الأرض والتى كانت تكون شكل (ميكي ماوس) وهى علامة جالبة للحظ تضعها (ديزني) فى الكثير من اعمالها.
على الرغم من كل هذا واجهت (ديزتي) بعض الصعوبات اثناء عرض الفيلم بسبب تسجيل الاسم Tomorrowland لأحد المهرجانات، فاضطرت ديزني لتغيير الاسم فى العرض الاوروبى ليصبح Disney Project T بينما اضطر المهرجان لتغيير اسمه الى Tomorrowworld حينما تعلق الأمر بتنظيم احد العروض فى الولايات المتحدة
فى رأينا ان الفيلم لا يكتفى بالعرض المثير والتقنيات المتميزة، بل يتجاوزها الى الفكرة الخلاقة نفسها من وراء الاحداث، والتى تؤكد على ان المستقبل سيكون فى يد هؤلاء القادرين على اكتشاف انفسهم بشكل مختلف، وهؤلاء القادرين على الايمان بحقيقة انفسهم، وهؤلاء القادرين على الوقوف امام العالم كله فى سبيل تحقيق طموحهم، مهما كان ما يفعلونه محط سخرية واستهزاء من الجميع.
الفيلم ينتصر للمختلفين، وللذين تتملكهم لحظات الشك فى اختلافهم، وهؤلاء الذين يقعدهم اليأس عن التمسك بافكارهم المختلفة عن البشر. الفيلم يعدهم بان المستقبل دائما وابداً سيكون لهم. حتي ان شركة تكنولوجيا بحجم Lenovo استغلت هذا الامر لعمل دعاية عن الفيلم ومنتجاتها معاً، ويمكن مشاهدة هذا الفيديو الدعائى من هنا
https://www.youtube.com/watch?v=sGCMEczvA9k
اما على تويتر فقد قام عدد من مستخدمي الموقع باستخدام هاشتاج #tomorrowland للتعبير عن اعجابهم بالفيلم، والذى يخاطب الطفل الذى فى قلب كل واحد منا على حد وصف احدهم على موقع التواصل الاجتماعي لكن السؤال الذى يطرح نفسه : هل تكفى طموحات (ديزني) وقدرتها على انتاج الافلام عالية الجودة والتى يجيد مصممي الخدع والمؤثرات الخاصة التلاعب بها على جعل عالمنا الواقعي افضل؟
البعض قد يذهب الى ان القلب اذا اطمأن، واصابه الأمل وحسن الطالع، فأن العقل يعمل بأفضل صوره، ويستطيع كل منا ان يخرج افضل ما عنده ويحلم بـ(عالم الغد) الخاص به، لكن على الجانب الاخر، هل تكفى الاحلام والتطلعات التى تزرعها فينا الافلام بجعل المستقبل افضل؟!
البعض يري ان هذه النوعية من الافلام قد تصيبنا بما يشبه مفعول المخدرات –بل يمكن اعتبارها نوعاً من المخدرات الرقمية- التى تجعلنا اكثر قبولاً وتلائما مع اوضاعنا الحالية السيئة.
بعد مشاهدتنا للفيلم يمكننا القول ان (ديزني) بدأت فى سلسلة Tomorrowland والذى نتوقع ان يتم انتاج اجزاء اخرى من نفس السلسلة، نحن اكثر ميلاً للاقتراح الاول، ان ديزني تتصالح مع كل المختلفين فى اسلوب تفكيرهم واسلوبهم فى عيش الحياة… هل لديكم اراء اخري