مقالات كايرو 360

Scream : دليلك لعمل فيلم رعب

قراءة سهلة

محرر كايرو ٣٦٠ اللي شاف فيلم Scream فاكر كويس السلسلة القديمة اللي اتقدمت في أواخر التسعينيات، لأن أيامها إيجار شريط الفيديو كان حوالي ٢ جنيه، ومتوسط مصروف طالب المدرسة من الطبقة المتوسطة كان نصف جنيه يوميا (صدق أو لا تصدق)، بالتالي فكرة ان بعد تحويش ٤ أيام علشان تتفرج على فيلم في الويك اند ويطلع الفيلم وحش كانت فكرة صعبة جداً. بالتالي سلسلة Scream القديمة كانت دايما شهادة ضمان أن الفيلم هايكون كويس لمحبي أفلام الرعب والقتلة المتسلسلين، لإن اللي شاف الجزء الأول وعجبه، باقي الأجزاء بتلعب على نفس التيمة.

هي دي (التركة) اللي لقى فريق عمل Scream الجزء الخامس نفسهم مثقلين بيها، فكرة انك تقدم فيلم جديد بيلعب على نفس التيمة بعد ٤ أفلام ناجحة، مش فكرة سهلة خالص، خصوصا ان المخرجين  مات بيتينيلي أولبين و تايلر جيليت مش بس مطالبين بتقديم جديد، هم كمان مطالبين بمداعبة النوستالجيا عندنا علشان يجمع الفيلم بين تكوين جمهور جديد وبين جذب الجمهور القديم.

الإجابة السريعة على سؤال: هل نجح صناع Scream في هدفهم هي: أه.. نجحوا. لكن كفة الميزان كانت في صف المشاهدين اللي شافوا السلسلة القديمة، على الرغم من أن Scream فيلم قائم بذاته صالح للمشاهدة كعمل مستقل… ازاي؟

Scream بيبدأ بمشهد افتتاحي بيفكرنا بالسلسلة القديمة، لما بتتعرض بنت قاعده في منزل لوحدها لاعتداء وحشي من قاتل لابس القناع الشهير للقاتل المتسلسل للسلسلة. المشهد ده مرعب جدا للناس اللي بتتفرج على Scream للمرة الأولى، وبيفكرنا بالسلسلة القديمة للناس اللي بتتفرج على الفيلم علشان تسترجع ذكرياتها مع الأجزاء السابقة. هو ده التوازن اللي سعى له صناع Scream ونجحوا فيه. من خلال استعراض قصة مجموعة شباب بتسعى لكشف القاتل، اللي قد يكون واحد من أقرب الناس لهم.

الممتع في الفيلم هو أنه بيشرح لنا كيفية صناعة فيلم رعب – على لسان الابطال-، وكأنه بيقول لنا هي دي الخطوات المحفوظة اللي كل صناع أفلام الرعب بيعملوها، وراقبونا واحنا بنعيد تقديم نفس المعادلات اللي بنكلمكم عنها وفي نفس الوقت هايعجبكم الفيلم برضو! مش بس في سلسلة Scream لكن في أفلام رعب تانيه زي فيلم (سايكو) الشهير وإعادة تقديم جزء من مشهد القتل تحت الدش كنوع من التحية والعرفان بالجميل لرائعة هيتشكوك اللي يعتبر فيلم رعب أيقوني.

لكن في الطريق للموازنة بين الجمهور القديم والجديد، وقع صناع Scream  في أخطاء لها علاقة بالمنطق، منها مثلا الغياب التام للشرطة، إلا علشان تجمع الجثث في نهاية الفيلم، وتوفير ظروف مثالية للقتل زي مشهد الاعتداء في المستشفى وازاي اختفى كل العاملين في المستشفى علشان يعطوا فرصة للقاتل الانفراد بالضحية، ومشهد كان المفترض أن القاتل وقع في ايد أبطال الفيلم وبدل ما يشيلوا القناع عن وجهه اكتفوا انهم مشيوا من حواليه وكأنهم متفقين معاه انهم ما يكشفوش شخصيته لنا! كلها أخطاء بنقبلها بحب علشان عجلة الرعب تستمر، خصوصا لمحبي السلسلة القديمة.

ساعد على غفران أخطاء السيناريو الأداء المميز من أبطال الفيلم وعلى رأسهم كورتني كوكس و نيف كامبل و ديفيد أركيت وباقي أبطال الفيلم. لكن من ناحية تانيه جت نهاية الفيلم علشان تنتصر لمحبي السلسلة الكلاسيكية القديمة، ودي حاجه كويسة، رغم اننا تضايقنا من اعتماد الفيلم على الحوار الطويل أحيانا لشرح دوافع الأبطال، بدل ما يعرضها على الشاشة.

الجزء الخامس من Scream تجربة ممتعة للمشاهدين الجدد، وأكثر امتاعاً للمشاهدين اللي جايين من السلسلة العريقة المرعبة. مع التغاضي عن بعض عيوب الفيلم وسقطات السيناريو.

زر الذهاب إلى الأعلى