مقالات كايرو 360

Bullet Train : أحلى فيلم أكشن في ٢٠٢٢ ولا ايه؟!

قراءة سهلة

كام مرة حصل لك موقف وحسيت أن الصدفة خدمتك؟ أو خدعتك؟ وإن حظك كان حلو أو وحش؟ هل الحظ والصدفة موجودين فعلا، أم أن كل حدث من أحداث حياتنا مهما كان بسيط، هو مجرد توصيلة لحدث تاني في سلسلة لا تنتهي؟

أسئلة عميقة جديرة ببحث فلسفي، لكن هي دي الحالة اللي وصلها لنا فيلم Bullet Train رغم أن انتماء الفيلم نفسه، لفئة الأكشن الكوميدي اللي المفروض تكون أخف من أنها تحمل كل الأسئلة دي. وهي دي أحلى حاجه في مشاهدة الأفلام.. كأنها لوحة سريالية، كل واحد يطلق فيها خياله بالطريقة اللي تناسبه.

فيلم Bullet Train بتدور أحداثه في قطار اليابان السريع. واللي بيتحرك بسرعة فائقة في كل أنحاء اليابان تقريباً، وعنده دقيقة واحدة للتوقف في كل محطة.

بيستقل القطار ده القاتل المحترف ليديباج (قام بالدور براد بيت) اللي بيتم تكليفه بمهمة بسيطة. وهي سرقة حقيبة معينة والخروج بيها من القطار. لكن الحقيقة أن المهمة اللي تبدو بسيطة، هاتتحول لكارثة حقيقية. لما يكتشف بطلنا أن القطار كله قتلة محترفين. وكل واحد منهم عنده مهمة المفترض يقوم بيها.

مهما اتكلمنا مش هانعرف نحكي القصة كويس. والسبب هي الغابة المتشابكة من الأحداث اللي ورطنا فيها المخرج  ديفيد ليتش. واللي بالأساس كان الدوبلير اللي بيعمل المشاهد الخطيرة بدلا عن براد بيت. وده خلى التفاهم والكيمياء بينهم من أعظم ما يكون. لكننا ما كناش قادرين نمنع نفسنا من الشعور بروح المخرج كوانتن ترانتينو تهفهف علينا من خلال سيناريو الفيلم. ومن روح سلسلة أفلام (جون ويك) واحنا بنتفرج على مشاهد الأكشن.. ياترى ليه؟

السبب هو أن المخرج  ديفيد ليتش بالفعل اشتغل في فيلم John Wick وفي تصميم المعارك فيه، كمان هو مخرج Atomic Blonde اللي استمد مشاهد الأكشن فيه من نفس مدرسة (ويك) والمعتمدة على أساليب قتال الـ Gun fu وفكرة قتل الخصم بنفس سلاحه، واستغلال حركة الخصم للسيطرة عليه. كل ده ظهر في مشاهد الأكشن في Bullet Train وخاصة مشاهد براد بيت.

بما اننا جيبنا سيرة براد بيت.. اللي لسه قادر يقدم أفلام أكشن بالروعة دي وهو تقريبا عنده ٦٠ سنة. يعني اللي زيه حاليا طلعوا على المعاش! بينما هو لسه قادر يحافظ على كاريزمته وتركيزه، وقدرته على سرقة الكاميرا وخطف عيون المشاهدين – وقلوب البنات- وتفجير الضحك في قاعة السينما طول الوقت. براد قدم واحد من أحسن أدواره في Bullet Train. والأحلى أنه عمل ده  وهو (سايب ايده) تماما. وده اللي بيميز ممثل محترف عن غيره.

باقي الممثلين قدموا هم كمان أداء ممتاز. وده يرجع للسيناريو المُحكم والإخراج المتقن. ويكفي أن سيناريو الفيلم عمل تاريخ مميز لكل شخصية من الشخصيات الأساسية والفرعية. وقدر يحكي لنا كل ده في زمن ساعتين. بدون ما نشعر بالملل ولو دقيقة. وبدون ما نقدر نسيب مكاننا في العرض ثانية واحدة.

التميز في  السيناريو، خلانا قادرين نحفظ كل شخصية رغم العدد الكبير، ونكون تعاطفنا أو عدم تعاطفنا مع كل شخصية من الشخصيات، خاصة وأن الإخراج وظف السيناريو علشان يتحدوا مع بعض ويقدموا لنا فيلم بيتحكي من أكثر من وجهة نظر، لدرجة إن الابداع وصل بصناع الفيلم أنهم يحكوا لنا القصة من وجهة نظر زجاجة المياه!

واحنا بنقترب من نهاية الموسم السينمائي لـ ٢٠٢٢ متأكدين أن Bullet Train هايكون منافس أساسي على لقب أفضل فيلم أكشن في السنة. ونقدر نضع رهاننا أنه هايكون الأفضل بالفعل. لكن هل ده معناه أنه مناسب لكل المشاهدين؟ الحقيقة أن المشاهدين اللي بيكرهوا مشاهد الدم والقتل مش هايحبوا الفيلم قوي، لأن فيه مشاهد قتالية صعبة شوية. لكن من ناحية تانيه المشاهدين اللي بيحبوا الأكشن الكوميدي هايعشقوا الفيلم.

ومع كل المتعة والاثارة والضحك اللي خرجنا بيهم من الفيلم، فضل السؤال يلح علينا.. هل فعلا الصدفة موجودة. أم أن كل حدث في حياتنا مهما كان صغير وبسيط، هو ختام لحدث تاني، أو بداية لحدث ثالث؟ وأن سيناريو حياتنا أشبه ما يكون بقطار ياباني سريع، بيقف دقيقة واحدة فقط في محطات فاصلة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى