Nowhere : الرغبة في الحياة دايما تنتصر
الحقيقة اننا بنحب قصص النجاة بالنفس والأرواح من الكوارث الطبيعية. والحقيقة ان ده مش ميولنا احنا لوحدنا ده ناس كتير حوالين العالم بتحب نفس النوعية دي من الأفلام. وده في رأينا له سببين: الأول هو اننا بنتخيل نفسنا في نفس السيناريو وبنعجب بالافكار الذكية الجريئة اللي بياخدها أبطال العمل، والثاني هو أننا زي ما نكون بنرسم حوالين نفسنا دايرة تحمينا من الأخطار دي، من خلال مشاهدة ناس تانيه بتتعرض لنفس الخطر وتنجو منه. وده اللي لعب عليه صناع فيلم Nowhere
فيلم Nowhere بيحكي عن زوج بيحاول يهرب مع زوجته الحامل، من اضطهاد الحكومة اللي بتقتل كل الحوامل في خطة مستقبلية لتحديد النسل.
لكن خطة الهروب بتتحول لكارثة، لما يتم فصل الأب عن الأم، وتجد الأم – اللي في أيامها الأخيرة قبل الولادة- نفسها محاصرة في حاوية بضائع ضخمة في منتصف المحيط. بدون أي فرصة للنجاة.
باستخدام البضائع المتاحة أمامها، وبكثير من المعجزات، بتحاول بطلتنا (ميا) اللي قامت بدورها أنا كاستيلو، أنها تظل على قيد الحياة، في وسط ظروف مناخية وبيئية صعبة جدا. ظروف خلتنا نضع ايدنا على فمنا في كتير من المشاهد لمجرد تخيل اننا مكانها. ومن هنا بتيجي عظمة المخرج البرت بينتو في أنه يصور لنا الظروف الصعبة اللي بتعيشها البطلة.
كان ناقص بس ان السيناريو يورينا شوية مشاهد في بداية Nowhere نعرف من خلالها أي خلفية عن حياة ميا قبل الكارثة، وياسلام لو كانت المشاهد دي فيها بعض المهارات اللي بنشوفها عندها بعد كده. علشان يحصل تبرير سينمائي للمهارات اللي بنشوفها بيها في النصف الثاني من الأحداث. بس ده للأسف ماحصلش.
أداء أنا كاستيلو كان أكثر من رائع. وقدرت تورينا التغير النفسي لها على مدار الوقت من واحدة فاقدة للأمل لإنسانة بتحاول تبقى على قيد الحياة بأي شكل. ودي حاجه تعرفنا ان الحياة دايما بتنتصر مهما كان الأمل في البقاء ضعيف
صناع الفيلم كان عندهم أكتر من سيناريو يقدروا من خلاله يخلوا الفيلم أسهل بالنسبة لهم. زي التصوير على البر مثلا بدل البحر، أو التصوير بدون ظروف مناخية صعبة. لكن واضح انهم اختاروا دايما الطريق الأصعب في كل حاجه، وفي النهاية نجحوا يقدموا لنا فيلم له نكهة مختلفة ومرعب ومثير في كل لقطة منه.
أحلى ما عجبنا في Nowhere هي الرسالة اللي بيحاول يوصلها. أن الحياة دايما بتنجح تلاقي لنفسها صيغة وسط الموت والدمار، وأن الرغبة في البقاء هي أكبر محفز للإنسان علشان يكافح كل يوم، وكل نفس.