مقالات كايرو 360

Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One : فن الاستمرار على القمة

قراءة سهلة

التاريخ حافل بأسماء الناس اللي قدرت توصل للقمة، في كل المجالات. لكن اللي بيقدر يسجل إسمه بحروف من ذهب في أذهان الناس قبل صفحات التاريخ، هم الناس اللي قدرت تستمر على القمة. ودي حاجه مش سهلة، خاصة في المجال الفني والسينمائي، حيث أذواق الناس بتتغير بسرعة البرق. علشان كده بنفضل شايفين أسماء زي ال باتشينو، انتوني هوبكنز، عادل امام، عمرو دياب، على أنهم من الفنانين المميزين في القدرة على الاستمرار في العمل والنجاح. وتوم كروز بطل فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One واحد من أكبر الأمثلة، على صعوبة البقاء على القمة والاحتفاظ بمكان فيها.

فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One بيحكي عن نظام للذكاء الاصطناعي اسمه (الكيان) قدر أنه يتمرد على صُناعة ويكون له أهدافه الخاصة المؤذية للعالم كله. وبعد شراكته المُرعبة مع إرهابي عالمي علشان يكون له تواجد على الأرض من خلاله، بيتم تكليف ايثان هانت وفريق المهمة المستحيلة، بالحصول على المفاتيح اللازمة للسيطرة على (الكيان) تاني، بالتالي بنبدأ نشوف مغامرة جديدة، المرة دي مش ضد منظمة فاسدة أو جواسيس متمردين، لكن ضد نظام ذكاء قادر أحيانا على معرفة اللي هايحصل مستقبلاً بدقة مُرعبة.

كعادة سلسلة Mission: Impossible ممكن نقسم سيناريو الفيلم لثلاث أجزاء أساسية، وكعادة السلسلة، الحبكة الأساسية بتكون في المخاطرة بتسليم كل مفاتيح اللعبة للخصم، ومن ثم استغلال مهارات فريق المهمة المستحيلة، لاستعادة التوازن وتحقيق الانتصار.. لكن الفيلم كان بيواجه بالأساس مشكلتين رئيسيتين: الأولى أننا عارفين بمجرد قراءة العنوان أننا بنتفرج على جزء أول من أصل جزئين. وده كان محبط شويه. لأننا عارفين أن الأحداث مش هاتنتهي في الفيلم ده. والحاجة التانية هي أننا بنخوض تجربة (المهمة المستحيلة) للمرة السابعة! ودي واحدة من أطول سلاسل الأفلام في التاريخ! بالتالي لازم فريق الفيلم يعمل حاجه جديدة تماماً علشان كل حركاتهم أصبحت محفوظة خلاص.

هل فريق Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One نجح في ده؟ الإجابة هي نعم ولا في نفس الوقت.

نعم.. القائمين على Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One نجحوا أنهم يلاقوا صيغة جديدة لعرض أفكارهم، من خلال تغيير العدو، بدلا من أنه يكون عدو نمطي مكون من شخص أو جماعة، أصبح نظام ذكاء اصطناعي متمرد، وده أكسب الفيلم بُعد واقعي خاصة بعد تخوف العالم بالفعل من أنظمة الذكاء الاصطناعي وتوحشها وأنها هاتحل محل كتير من الوظائف في المستقبل القريب. ويحسب لصناع الفيلم هنا أن تأخير التصوير بسبب انتشار كوفيد ١٩ ما خلاش فكرتهم قديمة، بالعكس فكرة الفيلم حديثة وتستحق نقف عندها ونفكر.

ونعم.. شوفنا توازن بين الإخلاص للسلسلة القديمة من حيث استخدام المفردات اللي عشاق السلسلة منتظرينها وحافظينها، زي التلاعب بالأقنعة والماكياج، وزي مطاردات السيارات اللي بيتم استخدام أحدث السيارات فيها. وزي مشاهد المطاردات فوق أسطح القطارات والاشتباكات اليدوية، وبجميع أنواع الأسلحة النارية والبيضاء. وطبعا الـ Master scene اللي اتعودنا نشوفه في كل جزء، واللي تمثل في الجزء ده في القفزة الأسطورية من فوق سفح الجبل بالموتسيكل، والحقيقة أن المشهد فعلا كان رائع وصعب نوصفه بكلمات. خصوصا واحنا عارفين أن توم كروز أصر يعمل المشهد بنفسه بعد تدريب شاق استمر أسابيع.

لكن.. صناع الجزء السابع من Mission: Impossible حبوا يضيفوا شوية عناصر في الجزء الجديد، بعضها كان كويس وبعضها مكانش موفق.

مثلا. الخيط الكوميدي في الأحداث في رأينا أنه كان زايد عن حده، ومش متوظف كويس في المشاهد، واحنا مش جُداد على الخيط الكوميدي في المهمة المستحيلة، لكن دايما كان بيكون مُوظف بشكل أفضل بكتير من اللي شوفناه في الجزء السابع.

حاجه كمان.. احنا فاهمين أن الشرير المرة دي هو نظام ذكاء اصطناعي، لكن كُنا محتاجين على الأرض ممثل أقوى من إساي موراليس علشان يعمل دور الشرير. لكن في اعتقادنا أن الجزء الثاني من الفيلم هايكون فيه أشرار تانيين يقدروا يوازنوا كفة الأحداث.

توم كروز في دور ايثان هانت، مكانش في أحسن حالاته البدنية. وكان باين على كروز (٦١ سنة) أنه مش عارف يعمل مشاهد الأكشن زي زمان. طبعا لما بنتكلم عن عدم قدرة كروز على مشاهد  الاكشن، بنتكلم عن ده بالمعايير الـ(كروزية) اللي خلتنا نشوف ممثل في السن ده بيعمل المشاهد الخطيرة بنفسه بدون دوبلير. لكن مقارنة بالأجزاء السابقة، توم كروز مكانش بيقدم أفضل أداء بدني.

استخدام التقنية الحديثة اللي كان صفة مميزة في كل أجزاء المهمة المستحيلة، كان شبه  غايب عن الجزء السابع تماما. واللقطة الوحيدة تقريبا اللي تم التركيز فيها على تليفونات الممثلين شوفنا تقريبا تليفون من سامسونج من الموديلات الحديثة القابلة للطي. ولو اللي شوفناه صح، فا دي تعتبر نقلة جديدة في أفلام Mission Impossible اللي كانت الأدوات التقنية فيها مُحتكرة تقريبا من شركة أبل. ومش عارفين هل ده اتفاق اعلاني بين السلسلة وبين سامسونج، ولا التخلي عن أجهزة أبل كان نتيجة اشتراطها أن الأشرار في الأفلام لا يستعملوا تليفوناتها، بالتالي ده ممكن يهدد حبكة الأحداث بالانكشاف؟

من الحاجات اللي عجبتنا جدا، أن صناع السلسلة قدروا يربطوا بين الأجزاء القديمة والجزء الجديد، بدون ما يفسدوا المشاهدة على المتفرج اللي ده أول جزء يتفرج عليه، وبدون ما يدوا (Bonus) للمشاهد اللي عنده ولاء ومتابع السلسلة من البداية، والأحلى من كل ده أننا بنشوف عملية تجنيد شخص جديد لصالح الفريق، ودي حاجه كانت بالفعل ناقصه السلسلة وكانت أول مرة نشوفها.

السيناريو ماخدمش بعض الأدوار زي سايمون بيج و فينج راميز اللي كانوا بياخدوا في السابق مساحة أدوار أكبر بكتير، واللي نقص من أدوارهم تمت اضافته للبطولة النسائية اللي كان فيها سيمفونية مابين ريبيكا فيرجسون و بوم كليمنتيف. فيما كان لـ هايلي أتويل نصيب الأسد من المشاركة في الأحداث. والكيمياء بينها وبين توم كروز أكتر من رائعة.

فيلم Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One عرف يقدم الجرعة المطلوبة، من الأكشن والابهار والجاسوسية والكوميديا. أحيانا بعض المساحات بتطغى على التانيه أو مش بتتوظف كويس، لكن في النهاية، خلطة المهمة المستحيلة لسه زي ماهي، ولسه واحدة من أحلى الأفلام لنا على الرغم من وصولها للجزء السابع، والفضل هنا يعود لبطل السلسلة المتفاني في حبه واخلاصه لها، ومخرج الفيلم الواعي المركز في التفاصيل، وفريق العمل اللي بجد، عاوز يعمل المستحيل علشان يقدم فيلم يستحق المشاهدة ويستحق الترشيح.

وعلى الرغم من حرارة الجو اللي بسجل لكم فيه الحلقة دي. لكن حرارة فيلم اوبن هايمر اللي هانتكلم عنه الحلقة الجاية. كانت اعلى بكتير من درجات الحرارة المتوقعة حاليا.. بشكركم على حسن المتابعة. وبتمنى الحلقات الجاية تعجبكم أكتر

زر الذهاب إلى الأعلى