The Mother : مستعد تعمل أيه علشان بنتك الوحيدة؟
لما بتشوف ابنك قدامك، تلمسه للمرة الأولى، بتحس انك بتشوف امتداد تاني لك في الدنيا. جزء منك اتحرر من داخلك وتحول لبني أدم من لحم ودم. دي واحدة من أكتر اللحظات تأثيراً على أي انسان. اللحظة اللي بيقف فيها لثواني مش فاهم ايه اللي بيحصل معاه. وازاي اكتشف أن لدقات قلبه معنى مختلف، وأنه لقى أخيرا واحد من أهم أسباب وجوده في الحياة. أن يكون له امتداد وأثر باقي بعد رحيله. متمثل في إبنه أو بنته.
هو ده اللي حست بيه الأم اللي بتقوم بدورها جينفر لوبيز من خلال أحداث فيلم The Mother المعروض مؤخراً على شبكة نتفليكس. بس “لوبيز” مش مجرد أم عادية. دي عميلة أمنية على درجة عالية من التدريب والاحترافية. انسانة قادرة على القتل بدم بارد، ومشهورة بالقدرة على القنص من مسافات بعيدة. بالتالي حكايتها مع بنتها مش حكاية عادية.
تم اجبار “لوبيز” على التخلي عن بنتها، بسبب تعقيدات لها علاقة بشغلها الأمني، مش عاوزين نحرقها عليكم، لكنها تلقت وعد أنها هاتكون على اطلاع دائم على أخبار بنتها، وأنها هاتعرف أي جديد عنها في حال تعرضها لأي مشكلة. وبالفعل ده اللي بيحصل لما بتتعرض البنت لمحاولة اختطاف، بالتالي بتضطر “جينفر” للتدخل علشان تحمي بنتها الوحيدة.
تدخل “جينفر” مش بس بيفجر الأوضاع، ده بيكشف السرية عن حقيقة أن العميلة المطلوبة لجهات خارجة عن القانون، أصبح لها بالفعل نقطة ضعف، بالتالي بياخدنا الفيلم في رحلة نفهم من خلالها تعقيدات العلاقة بين الأم وبنتها، اللي بتكتشف فجأة أن لها أم غير عادية، وأنها مجبرة على تطوير علاقتها بيها.
على الرغم من أن The Mother كان عنده فرصة لا تعوض، أنه يكون فيلم بيحكي عن علاقة شائكة بين طفلة وأمها، في ظروف غير عادية، لكنه أختار الطريق الأسهل، من خلال التركيز على جانب الأكشن في الحكاية. طبعا بنشوف تطورات للعلاقة الإنسانية بين الثنائي “لوبيز” و “لوسي بيز” اللي لعبت دور الإبنة. لكن كل التطورات دي بيتم تقديمها في اطار من مشاهد الأكشن والمطاردات وتبادل اطلاق النار. وده ضايقنا وخلانا عاوزين نشوف بُعد أكثر عمقاً للقصة الإنسانية.
لكن من ناحية تانية عجبنا أن الفيلم بيقدم جرعة أكشن لا يستهان بيها، ومش بتستهين بعقلية المشاهد، على الرغم من أن بعض المشاهد كانت Over شوية لكن كلها تدور في فلك ما يمكن تصديقه من أفلام الحركة المعتادة. وعجبنا قدرة “جينفر لوبيز” على أداء مشاهد الحركة فيما تقترب من سن الـ ٦٠.
أحيانا بتضعنا الحياة في اختيارات صعبة. بحيث يكون علينا أننا ناخد قرارت تبان عديمة الرحمة بخصوص أولادنا وعلاقتنا بيهم. لكن في الحقيقة بنكون بناخد القرارات دي واحنا حاطين مصلحة أولادنا في المقام الأول قبل أي حاجه. حتى لو كان أول ضحية هانضحي بيها هي علاقتنا بيهم اللي بتتأثر بالسلب، وروحنا اللي بتتحطم بالتدريج، وقلوبنا اللي بتعاني كل يوم أكتر من اللي قبله.
يمكن عزائنا الوحيد، أن القدر يلهمنا لحظة تنوير وكشف، يعرف فيها الأبناء أن قراراتنا كانت كلها علشان مصلحتهم، وأن ابتعادنا مكانش اختيار بالنسبة لنا، زي ما حصل في فيلم The Mother اللي بنرشحه لكم للمشاهدة لو عاوزين فيلم أكشن، مع جانب انساني بسيط لكن مهم.